أعرب عدد كبير من الجالية الموريتانية المقيمة في الجزائر عن استيائهم الشديد مما قالوا إنها إهانات بالغة يتعرضون لها لدى محاولتهم الدخول إلى الأراضي التونسية ورفض شرطة الحدود الموافقة على دخول أي شخص يحمل جواز سفر موريتاني في إجراء يتنافي مع الاتفاقيات التي تربط البلدين والتي تغفي مواطني الدولتين من الحصول على تأشيرة الدخول بشكل مسبق. وقال عدد من الطلاب الموريتانيين المقيمين في مدن الشرق الجزائري في اتصالات مع وكالة أنباء الأخبار المستقلة إن شرطة الحدود التونسية شددت تعاملها مع الموريتانيين العابرين لحدودها البرية بشكل لافت منذ قرابة عامين، إلا أنها في العام الجاري لم تسمح لأي موريتاني بالدخول إلى تونس عبر الحدود البرية مع الجزائر، بمن في ذلك الموريتانيون الذين كانوا في تونس وزاروا الجزائر وأرادوا العودة إلى تونس. وقال سيدي ولد محمد سيدي وهو أحد الطلاب الذين درجوا على السفر إلى تونس للسياحة أو لزياة أقارب له يتلقون العلاج في المستشفيات التونسية، في تصريح غاضب للأخبار" إنه يستغرب هذا الإجراء الخاص بالموريتانيين دون غيرهم والأساليب غير اللائقة التي يقابل بها حامل الجواز الموريتاني والتي تصل في بعض الحالات إلى العنف اللفظي". وطالب ولد محمد سيدي وزارة الخارجية الموريتانية بالتدخل لمعرفة ملابسات المسألة قائلا: "إن كان الأمن التونسي يخشى من تسلل إرهابيين فعليه التحقيق مع من يشتبه فيهم، لا أن يطلق حكمه بالاشتباه في من يحمل الجنسية الموريتانية، وإن كان الدخول إلى تونس بات يحتاج تأشيرة فليعلمونا بذلك لنتوجه إلى القنصليات التونسية". الطريق بين الدول المغاربية لم تعد سالكة وعلق عثمان وهو طالب موريتاني يدرس بإحدى مدن الشرق الجزائري بغضب قائلا: قبل أسابيع منعوا أحد الطلاب كان متوجها إلى ذويه الذين يتلقون العلاج في تونس، والأسبوع الماضي منعوا أحد الموريتانيين المقيمين في تونس وكان في زيارة للجزائر وطلبوا منه التوجه إلى الجزائر العاصمة لاستقلال الطائرة، هذا أمر مهين، والتونسيون يتسكعون في أورقة جامعة نواكشوط وفي الشوارع الموريتانية دون أن يمسهم بسوء". وتعرف الحدود البريه بين تونسوالجزائر حراكا ملحوظا للموريتانيين حيث يلجأ إليها من انتهت فترة إقامتهم السياحية في الجزائر لتجديد دخولهم، كما يفد إليها عشرات الطلاب الموريتانيين في عطل الربيع والصيف للسياحة والاستجمام، بالإضافة إلى من يزورن أقاربهم ممن يخضعون للعلاج في المستشفيات التونسية. وشهدت تونس مطلع العام 2007 أحداث عنف سقط فيها قتلى وجرحى من بينهم موريتاني اتهم بالانتماء لخلايا مسلحة ذات ارتباط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يتخذ من الصحراء الكبرى مقرا له. ومنذ ذلك التاريخ شدد الأمن التونسي رقابته على الموريتانيين، مما تسبب في ترحيل بعض الطلاب الذين يدرسون في الجامعات التونسية على خلفية الاشتباه في علاقاتهم بتنظيمات إسلامية.