مع حلول الاعياد تتحول تونس العاصمة الى مدينة شبه مهجورة نظرا لمغادرة سكانها عائدين الى القرى والارياف في هجرة عكسية مؤقتة نحو الاهل والاقارب. وتشهد وسائل النقل المتاحة هنا على مختلف انواعها كثافة عالية اذ اضحت الاعياد فرصة سانحة لاسترجاع الاجواء الاسرية وتعزيز العلاقات الاجتماعية التي جففتها تعقيدات الحياة ومصاعبها. وتهجر العاصمة تلك الجموع الهائلة باتجاه المدن الاخرى والارياف سعيا الى نكهة اخرى من الاحتفالات بالعيد وسط اجواء عائلية تضفي عليها من الدفء والسكينة ما تفتقده رتابة الحياة ونمطها في العاصمة والمدن الكبرى. ومن الملاحظ ان تلك الاعداد الناشطة في مجالات اقتصادية وصناعية ثانوية لا تنخرط في الحياة الاجتماعية للمدينة ولا تتجاوز الواجب المهني لتبقى الاجازات والمناسبات فرصتها نحو نعيم العائلة. وتكثف مؤسسات النقل الخاصة والعامة هنا رحلاتها نتيجة عودة هذه الاعداد الكبيرة من سكان العاصمة الى المدن المجاورة لتؤمن وصول هؤلاء الى مقاصدهم. وقد خصصت شركة النقل بين المدن خلال عطلة عيد الفطر برنامجا خاصا لمجابهة الطلبات المتزايدة على خدمات الشركة خلال هذه الفترة من خلال 905 رحلات لتوفير نحو 39 الف مقعدا. كذلك اعدت شركة السكك الحديدية 152 الف مقعد على خطوطها الرابطة بين المدن منها 44 الف مقعد اضافي يؤمنها نحو 460 قطارا فضلا عن برامج مشابهة لشركات الطيران الداخلي بمناسبة عيد الفطر المبارك.