وصفت صحيفة الفجر الجديد الليبية الرسمية أمس الاعتذار الأميركي عن تعليقات ساخرة صدرت من واشنطن حيال دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي الى «الجهاد» ضد سويسرا، بأنها «انتصار جديد لليبيا»، و«قدرتها على حماية كرامتها». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أمس الأول في مؤتمر صحافي في واشنطن: «آسف إذا تحولت تعليقاتي الى عقبة أمام تحسين علاقاتنا الثنائية»، وأضاف: «كان من المفترض أن اكتفي بالاشارة الى قلقنا ازاء استخدام تعبير الجهاد، الأمر الذي اوضحته لاحقا الحكومة الليبية». وخلص المتحدث الاميركي الى القول: «هذه التعليقات ليست انعكاسا للسياسة الأميركية، ولا نريد أن تكون مهينة. وانا اتقدم باعتذاري في حال اخذت تعليقاتي بهذا المعنى»، مشيراً الى أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان سيزور طرابلس الأسبوع المقبل لإجراء سلسلة من المشاورات الثنائية، بطلب من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. واحتجت ليبيا رسمياً الاسبوع الماضي على التصريحات التي ادلى بها كراولي في 26 فبراير الماضي، بشأن دعوة القذافي الى إعلان «الجهاد» ضد سويسرا، وطالبت واشنطن باعتذار، مهددة بوقف التعاون الاقتصادي مع الشركات الأميركية، وقال كراولي في فبراير الماضي إن دعوة القذافي الى الجهاد ضد سويسرا تذكره بكلمة الزعيم الليبي من على منبر الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي، التي كانت «كثيرا من الكلام وكثيرا من الورق المتطاير في كل مكان، وليس بالضرورة الكثير من المعنى». وحذرت مؤسسة النفط الليبية العامة الاسبوع الماضي الشركات النفطية الأميركية من «تداعيات» محتملة للتعليق الأميركي الساخر إزاء الزعيم الليبي. شراكة اقتصادية في سياق آخر، ذكرت وكالة الانباء الليبية أمس أن القذافي بحث خلال لقائه سفيري روسيا والصين سبل توسيع التعاون الاقتصادي والنفطي، للوصول الى مستوى شراكة بين الدول الثلاث. وقالت الوكالة إن اللقاء، الذي عقد بحضور رئيس المؤسسة الوطنية للنفط شكري غانم، تناول «الدفع بالعلاقات للوصول الى مستوى الشراكة بين بلاده والصين». وأكد غانم لوكالة فرانس برس أن «هناك طلباً متزايداً وكبيراً على النفط الليبي من الصين والهند ودول الشرق الاقصى، خصوصاً أنه من الخامات الممتازة». ويشير غانم بذلك الى توجه ليبيا الى الأسواق الآسيوية والروسية، في ما قد يشكل تحذيراً غير مباشر لاوروبا والولايات المتحدة لتسوية الأزمات العالقة مع ليبيا. 11 مارس 2010