اعلنت نحو 50 منظمة غير حكومية ونشطاء مستقلون في تونس الجمعة تشكيل جبهة اطلقوا عليها اسم "لم الشمل"، وذلك بهدف توحيد الصفوف و"التصدي للقوى المضادة للحداثة". وقال منجي بن سليمان احد مؤسسي الجبهة الجمعة في مؤتمر صحافي انها "اطار مفتوح يهدف الى تجاوز تشتت قوى وفعاليات المجتمع المدني وخاصة تلك التي رات النور بعد 14 كانون الثاني/يناير" في اشارة الى الثورة التونسية التي اطاحت بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وتشكلت الجبهة "وفق ارضية عمل مشتركة بناء على حد ادنى من الثوابت والمبادىء التي لا جدال حولها" حسب ما اوضح بن سليمان، مشيرا الى تمسك هذه المبادرة "الشديد بالثوابت والمبادىء والقيم الكونية الواردة في المنظومة العالمية لحقوق الانسان". واكدت الجبهة ان مهامها "الملحة" تتمثل بالخصوص في "ارساء نظام جمهوري وقيم الحداثة واحترام الحريات العامة والفردية والمساواة الكاملة بين المراة والرجل وفصل الدين عن الدولة واحترام الهوية الثقافية والحضارية" لتونس التي تعود الى اكثر من 3000 سنة. واعلنت عن "وضع خارطة طريق تجمع مختلف الانشطة المزمع تنظيمها وفق روزنامة موحدة ليكون صداها اوسع وعلى مدة ابعد". ورأت الجبهة ان "الرهان الانتخابي الذي انخرطت فيه البلاد بعد +ثورة الياسمين+ يعد مرحلة فارقة في تاريخ تونس سترسم ملامح تونسالجديدة وستقرر مصير الاجيال القادمة". وكانت السلطات التونسية دعت، تحت ضغط الشارع، لانتخاب مجلس تأسيسي في 24 تموز/يوليو تتمثل مهمته اساسا في صياغة دستور جديد يحل محل دستور 1959. وقد صادقت الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة على مشروع مرسوم انتخابات المجلس الذي نص بالخصوص على اختيار نظام القوائم بدورة واحدة على اساس التمثيل النسبي والتناصف بين النساء والرجال في القوائم، وهي سابقة في تاريخ البلاد. 6 ماي 2011