سيطرت المعارضة الليبية المسلحة على بلدة ككلة جنوب غرب العاصمة طرابلس، يأتي ذلك في وقت شهدت فيه منطقة الأربعين، بين أجدابيا والبريقة، مواجهات عنيفة بين المتمردين وكتائب القذافي، بينما حققت المعارضة مكاسب إضافية على الجبهة الشرقية. يأتي هذا بينما كشف العقيد طيار صالح منصور العبيدي، الذي انشق عن النظام الليبي، في تصريحات صحفية عزم ثوار ليبيا غزو مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، ومدينة طرابلس خلال هذه الأيام. وانسحبت قوات القذافي من بلدة ككلة جنوب غرب طرابلس وأصبحت المعارضة تسيطر على البلدة الآن وبدأت تقيم مواقع دفاعية تحسباً لهجوم مضاد، كما تمكن المتمردون الليبيون عقب معارك عنيفة خاضوها مقابل كتائب القذافي من دخول مدينتي الرياينة وزاوية الباقول، القريبتين من مدينة الزنتان. وتقدم معارضو القذافي غرباً أمس الثلاثاء بهدف استعادة بلدة البريقة النفطية في مسعى لبسط سيطرتهم على شرق البلاد وشهدت منطقة الأربعين بين مدينتي أجدابيا والبريقة شرق البلاد، اشتباكات أدت لسقوط 21 من مقاتلي المعارضة في مواجهات مع قوات القذافي. وقال أحد القادة إنهم تعرضوا لكمين من قوات القذافي التي ادعى بعض عناصرها الاستسلام رافعين العلم الأبيض، فلما أوقف المتمردون النار باغتتهم الكتائب وأطلقوا عليهم النار. واقتربت وحدات من المعارضة من خط المواجهة صوب مشارف زليطن وهي بلدة تسيطر عليها قوات القذافي. ويقول مقاتلون: إن الحساسيات القبلية تمنعهم من مهاجمة زليطن وإنهم ينتظرون بدلاً من ذلك أن يهب السكان المحليون. كما قصفت قوات القذافي مصفاة نفط قرب مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضين وألحقت بها أضراراً كبيرة. من جهة أخرى كشف العقيد طيار صالح منصور العبيدي عن اعتزام متمردي ليبيا غزو مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي ومدينة طرابلس شمال غرب البلاد خلال هذه الأيام بهدف «القضاء على بقايا نظام القذافي والمرتزقة الذين استأجرهم من الدول الإفريقية»، وأكد العبيدي، الذي يعد أول ضابط في الجيش الليبي ينشق عن نظام القذافي أن النظام الليبي انتهى ولم تبق سوى أيام قليلة حتى يسقط نظامه، موضحاً أن هناك خلافات بين القذافي وأبنائه، تكمن في أنهم يريدون أن يتركوه ويهربوا خارج البلاد. ونفى العبيدي الحصول على إمدادات سلاح من أحد وأكد أن المتمردين يجمعون سلاحهم من السيطرة على معسكرات تابعة لقوات القذافي ثم يطورونها، مؤكداً أن القذافي عرض عليهم أكثر من مرة الملايين من الأموال للتراجع لكنهم رفضوا وأصروا على استكمال ثورتهم التي اعتبرها «من عند الله». في الوقت نفسه أطلقت القوات الليبية عدداً من صواريخ غراد من مواقع تسيطر عليها قوات القذافي عبر الحدود مع تونس من دون أن تقع أي أضرار ونشرت تونس طائرة من نوع إف-5 وطائرة هليكوبتر للاستطلاع بعد سقوط الصواريخ. وتسيطر المعارضة الليبية منذ فترة على معبر وازن الحدودي مع تونس ما خفف وطأة المعاناة الإنسانية على منطقة الجبل الغربي وتسعى كتائب القذافي لاستعادة هذا المعبر الذي يستخدمه المتمردون لنقل الإمدادات الغذائية والوقود. وحذرت تونس في 17 أيار الماضي من أنها قد تتقدم بشكوى ضد ليبيا لدى مجلس الأمن الدولي إذا واصلت ارتكاب «أعمال عدائية» ضدها. وقالت: إن القصف ينتهك سيادة أراضيها ويعرض مواطنيها للخطر. 2011-06-15