أيها الديك المتوج فوق هذه المزبلة تسلل الفجر من تحت منقارك وأزاح ستار الظلام مرق الصبح الضوء من بين جناحيك ولم تستيقظ بعد أيها الديك الوحيد فوق هذه المزبلة باضت الدجاجات ولم تنتظر صياحك ورقدت ما يكفي فوق بيضها لتخرج إلى الدنيا كتاكيت جديدة بينما كنت تتوغل في أحلام فجرك الكسيح أيها الديك الذي طرق كل الدجاجات وفقأ عيون كل الديوك تسلق الدود ساقيك ولم تستيقظ بعد مالت الشمس نحو وسادتها الشفقية وأنقلب الظل على جنبه الثاني وبهت لون ريشك الزاهي ولا يزال بريق عرفك القاني يغط في ملكوته الشبحي سيحل الظلام عما قليل استيقظ أيها الديك الأخير وأصدح في فجر الغروب لعل الشمس تشفق ولو مرة واحدة وتدور من أجلك بالمقلوب كي لا تكون مجرد ديك يستيقظ في وقت الغروب ليطارد قنفذ الشمس قبل أن يختفي في الظلام الشمس التي مر تحت تفرسها الأبدي ملايين الديوك تصيح منذ البيضة الأولى لتقنعنا بأنها من أنقذ الشمس وأطلق سراح الصباح ستصيح أيها الديك في ليلك المعكوس ولا شئ يجاوبك سوى الذئاب حين تعوي وحشتها سوى البوم حين يطعن الظلام بنحيبه المكتوم لا شئ سوى صمت الخراب وحزن النجوم وحتما سيأتي الصباح حين تكون غافيا وستستيقظ المزبلة وينبش الدجاج عن دوده اليومي وستنمو الكتاكيت دون أن تنتظر بيضتك الوحيدة أيها الديك الوحيد *تاريخ النشر على الوسط التونسية 22 شعبان 1427 ه --------------------------------------------------------------------------------