بدأت الحكومة الجزائرية دفع تعويضات للمتضررين من أحداث التسعينيات الذين تسميهم ضحايا المأساة الوطنية, في حين اعتبر مسؤول في منظمة حقوق الإنسان التي ترعاها الحكومة أن التعويض بالمال لا يكفي الجزائريين الذين يريدون معرفة الحقيقة عن ذويهم المفقودين. وأعلن وزير التشغيل والتضامن الوطني الجزائري جمال ولد عباس أن عملية دفع التعويضات ستشمل في البداية 2640 عائلة من 22 ولاية, وأن كل عائلة ستنال مليون دينار جزائري أو 14 ألف دولار. وأضاف أن قرابة 42 ألف ملف من "ضحايا الإرهاب" تم تسجيلها منذ البدء في تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في فبراير/شباط الماضي. كما كشف ولد عباس أن 1200 شخص من الذين فقدوا وظائفهم بسبب الاشتباه في انتمائهم إلى جماعات مسلحة يجري التكفل بهم حالياً، مشيراً إلى أن ميثاق السلم والمصالحة لا يشترط إعادة دمجهم في مناصبهم الأصلية بل يمكن تعويضهم أو إعادة دمجهم في مناصب شغل أخرى. التعويضات المالية الحكومية اعتبرها رئيس اللجنة الاستشارية لتدعيم وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني غير كافية وأكد على ضرورة معرفة . وقال قسنطيني إن أحدا لا يمكن أن يطلب من أم أن تكف عن المطالبة بحقيقة مصير ابنها المفقود، وإن الجروح لم تلتئم وإن شفائها يحتاج إلى صبر وحكمة. واعتبر أن التعويض خطوة إلى الأمام إلا أنه يتعين وضع الجانب الإنساني والأخلاقي في الاعتبار. " تقدر الحكومة عدد المفقودين بزهاء 7000 شخص, في حين تقول جماعات مستقلة لحقوق الإنسان إن العدد الحقيقي للمفقودين يزيد كثيرا عن ذلك " وتتعارض هذه التصريحات مع إعلان الوزير جمال ولد عباس الذي قال إن مشكلة المفقودين, وهي من أكثر القضايا حساسية في تاريخ الجزائر الحديث, لم تعد قائمة. وتقدر الحكومة عدد المفقودين بزهاء 7000 شخص, في حين تقول جماعات مستقلة لحقوق الإنسان إن العدد الحقيقي للمفقودين يزيد كثيرا عن تقديرات الحكومة. ويقول الجزائريون إن كثيرين ممن اختفوا يعتقد أن قوات الأمن قتلتهم، لكن بعضهم ربما كانوا ضمن موجة الهجرة الأفريقية غير المشروعة إلى أوروبا. اعتقالات من جانب آخر اعتقلت أجهزة الأمن الجزائرية 16 شخصاً ممن وصفتهم بشبكات دعم الجماعات المسلحة في الجزائر. وذكرت تقارير أمنية الاثنين أنه تم اعتقال 14 شخصا تتراوح أعمارهم بين 23 و70 سنة في ولاية بجاية بمنطقة القبائل شرقي البلاد، بتهمة دعم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وكانت قوات الأمن قد أوقفت الخميس الماضي شخصين كانا يشكلان شبكة لدعم المسلحين ببلدية عمر بولاية البويرة الواقعة على بعد 120 كلم شرقي العاصمة الجزائرية. كما اعتقل جزائري يشتبه في ارتباطه بالقاعدة أمس الاثنين. وقالت صحيفة "الخبر" إن الرجل المعروف باسم "أبو الهمام" متهم بتجنيد أشخاص للقتال في العراق وإنه أودع الحبس الاحترازي في العاصمة الجزائرية.