تدرس دولة قطر مسألة شراء أذون خزانة من تونس في إطار المساعي التي تقوم بها الأخيرة والتي ترمي من خلالها إلى تجميع تمويلات خارجية تصل إلى 5 مليارات دولار خلال العام الجاري، حسبما أورد موقع بلومبرج بيزنيس ويك الإلكتروني. وقال بلومبرج بيزنيس ويك على لسان مصطفى كامل نبيل محافظ البنك المركزي التونسي إن الحكومة القطرية برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ربما تقوم بشراء أذون خزانة بالدولار بقيمة 500 مليون دولار من تونس، متوقعا أن تتم عملية البيع هذه في غضون شهرين أو ثلاثة. وفي السياق ذاته تحدث بلومبيرج عن الإسهامات التي قدمتها قطر التي تعتبر أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم كما أن لديها أكبر صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم، لدول الربيع العربي، مشيرا إلى أن الدوحة قد سبق وأن قدمت لمصر منحة تقدر قيمتها ب 500 مليون دولار العام الماضي لدعم الموازنة بعد الثورة المصرية. وبالعودة إلى المساعدات التي تنشدها تونس، أوضح كامل نبيل في حوار له على هامش انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه حاليا مدينة دافوس السويسرية، أن تونس سوف تعتمد أيضا على مساعدات من البنك الدولي، بنك التنمية الإفريقي وبنك الاستثمار الأوروبي حتى تتمكن من مواجهة العجز في ميزان المدفوعات لديها والبالغ نسبته نحو 7% من الناتج الاقتصادي. وفي هذا الصدد، قال محافظ البنك المركزي التونسي إن معدلات البطالة في تونس بعد مرور عام كامل على ثورة الياسمين التونسية قد تجاوزت نسبتها 18%، معربا عن أمله في أن تزيد عجلة النمو في بلاده بنسبة 3% لتصل إلى 4.5% خلال العام الجاري. وتجدر الإشارة إلى أن تونس سوف تقوم بسداد 7.375% من قيمة سنداتها البالغ قيمتها 650 مليون دولار والمستحقة عليها في شهر أبريل من العام الجاري، في إطار المساعي التي تقوم بها البلاد لتجنب بيع السندات الدولية بعدما خفضت وكالات التصنيف الائتماني من استحقاقها الائتماني في أعقاب الثورة، علما بأن وكالة ستاندرد أند بورز at Standard & Poor's كانت قد خفضت تصنيف تونس الائتماني في شهر مارس الماضي بمعدل مستويين إلى BBB- وهو الدرجة الاستثمارية الأدنى في تصنيفات الوكالة. وكانت الأوضاع الداخلية التي شهدتها تونس بعد الثورة قد أسهمت في تأرجح احتياطي البلاد من النقد الأجنبي إلى نحو 10.6 مليار دينار تونسي ( 7.1 مليار دولار)، ما يكفي لتغطية 113 يوما من الواردات قياسا ب 147 يوما قبل عام مضى. 29 يناير 2012 -المصدر: الشرق القطرية