نقف اليوم أمام المقر الرئيسي لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) في لندن لنلفت انتباه العالم الى الممارسات العنيفة التي قام بها النظام الليبي مؤخرا ضد السجناء السياسيين في سجن أبو سليم الشهير بطرابلس, والتي وقعت يوم الأربعاء الماضي الموافق 4 أكتوبر 2006 عندما أعطى مدير السجن "عبدالحميد السايح" أوامره الى حرّاس السجن والجنود باطلاق الرصاص بالدخيرة الحية ضد مجموعة كبيرة من السجناء كانوا يحتجون لديه بطرق سلمية ضد الاستمرار في سجنهم بدون أية محاكمات سليمة عادلة, وضد الأحكام الجائرة التي صدرت في حق بعضهم والتي تضمنت أحكاما بالاعدام والسجن المؤد. وكنتيجة لهذا العنف الذي مارسه النظام الليبي ضد السجناء تم قتل سجين واحد على الأقل وهو "حافظ منصور الزوي" واصابة تسعة سجناء أخرين بجروح بعظها خطيرة. هذا التصرف العنيف الذي مارسه النظام الليبي يوم 4 أكتوبر الماضي يعيد الى الأذهان المجزرة الدموية الرهيبة التي ارتكبها كذلك داخل نفس السجن قبل حوالي عشرة سنوات, وبالتحديد يوم 29 يونيو 1996 والتي راح ضحيتها قرابة ( 1200) سجين سياسي, والى يومنا هذا لازال النظام الليبي يرفض السماح بتحقيق مستقل في تلك المجزرة، أو يفصح عن مكان القبر الجماعي لهؤلاء السجناء او حتى ابلاغ أسرهم ودويهم عن موتهم. الوضع الحالي داخل سجن أبوسليم متوتر جدا خاصة أن النظام الليبي قد قام بتهديد السجناء بأنه سيتعامل معهم بقسوة مالم يقوموا يتسليم ما لديهم من هواتف نقالة كانوا قد استخدموها في الأيام الماضية للإتصال بالعالم الخارجي والتعريف بما يمرون به من ظروف وأوضاع في غاية الصعوبة. نحن المعتصمين هنا اليوم نعلن تخوفنا الشديد من أن النظام الليبي قد يقوم بتنفيذ تهديداته, وبالتالي قد يترتب على ذلك وقوع مجزرة جديدة ضد نزلاء سجن أبوسليم من السجناء السياسيين الذين يبلغ عددهم حوالي (600) سجين. كما أننا نناشد المنظمات الحقوقية الدولية ومجلس حقوق الانسان وكل العالم التدخل السريع لدى النظام الليبي لمطالبتهم بالتعقل وضمان سلامة السجناء السياسيين داخل سجن أبو سليم, واطلاق سراح جميع السجناء السياسيين في ليبيا دون أية مماطلة أو تأخير.