خبراء في تصريحات ل"الأناضول" أجمعوا على أن سقوط شرعية الرئيس المنتخب من الشعب ليس في صالح أي طرف وسيدفع البلاد نحو الفوضى، ولا يجب على أي مصري أن يساهم في هدم هذه الشرعية. القاهرة – الأناضول-الوسط التونسية: أجمع خبراء سياسيون على أن شرعية الرئيس المصري محمد مرسي "مهتزة ومعرضة للتأكل" في ظل القرارات المتضاربة وتصاعد وتيرة العنف في البلاد وغياب الحوار الجاد مع قوي المعارضة. ورأي هؤلاء الخبراء في تصريحاتهم التي أدلوا بها لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء أن "شرعية الرئيس مرتبطة طرديا بمدي تمسكه بالحلول السياسية فترتفع كلما لجأ للحلول السياسية بينما تتأكل كلما كانت العصا الأمنية هي التي تحكم علاقته مع الشعب" . وأتفقوا أيضا على أن سقوط شرعية الرئيس المنتخب في الوقت الراهن ليس في مصلحة أحد وستدفع بالبلاد إلي الفوضى. سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، قال بداية إن "الأداء السياسي لمؤسسة الرئاسة في الفترة الماضية يجعل شرعيتها تتأكل، ولكن ليس معني ذلك أن نساهم في هدم هذه الشرعية فسقوط الشرعية في الوقت الراهن يعني أن مصر لن يعيش لها أي رئيس مستقبلا". وأضاف عبد الفتاح، المستشار السياسي السابق لرئيس الجمهورية ، أن "افتقاد لغة الحوار السياسي الجامع في الوقت الراهن سيتسبب في نقل عدوي العنف من مدن القناة إلي كافة المحافظات"، مشيرا إلي أن "الشرعية لا تتعلق بالرئاسة الأن ولكن تتعلق بحماية الوطن وكل الاجراءات لحماية هذا الوطن". وقال: "نحن في ضرورة للحوار وحل الازمة ثم الحديث عن كل شيء وفي كل شيء لان المقام الأن حماية الوطن قبل حماية الثورة". من جانبه، قال بشير عبد الفتاح، الخبير السياسي، ورئيس تحرير مجلة "الديمقراطية"، إن شرعية الرئيس تتعرض لحالة من "الاهتزاز" نتيجة مجموعة من القرارات المتخبطة التي اتخذتها مؤسسة الرئاسة في الفترة الأخيرة وكذلك بسبب تكرر مشاهد العنف واندلاع المظاهرات الاحتجاجية ضد قرارتها، مشيرا في الوقت ذاته أن هناك قوي معارضة تسعي للنيل من تلك الشرعية. واعتبر أن "الرئيس يتحمل ما يجري في البلاد علي المستوى السياسي والقانوني لكن لم يصل الأمر للنيل من شرعيته بل أدي لاهتزازها فقط لأن ما يسقط الشرعية هو الاتهام بالخيانة العظمي وهذا ما لم يحدث حتى الأن". "فالرئيس – يتابع عبد الفتاح - لم يحصل علي الفرصة الكفاية بعد، ولكن المشكلة تكمن في بعض القوي السياسية التي تحاول النيل من الرئيس وشرعيته والاطاحة به ولكن هذا ليس مطلب شعبي لكنه طرح فئوي نخبوي". وأشار إلى أنه "في المقابل، ساهم في اهتزاز هذه الشرعية التي حصل عليها بالانتخابات والدستور هو ضعف الاداء والتخبط في القرارات وإن كان ذلك يرجع لنقص الخبرة بجانب عدم تعاون الاجهزة المعنية معه". وأبدى بشير عبد الفتاح قناعته بأن "ما يتعرض إليه رئيس الجمهورية الآن كان سيتعرض له أي رئيس ينتمي لتيار الثورة، علي عكس لو تولي رئيس من النظام السابق كان سيملك المفاتيح التي تقضي علي ما يحدث من انفلات". واتفق معه عبد الفتاح ماضي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية (شمال)، مشيرا إلي أن "هناك معوقات يرها البعض تنتقص من شرعية الرئيس ومنها عدم السيطرة الكاملة علي بعض مؤسسات الدولة وخاصة الاجهزة الامنية". ولفت إلى ان مرسي يسعى إلى "تثبيت تلك الشرعية والتأكيد أن تلك الشرعية الشعبية والدستورية هي التي تمنحه القدرة علي مواجهة الخارجين علي القانونين والمحاولين للنيل من شرعيته". غير أن رباب المهدي، استاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة رأت أن "قرارات الرئيس منذ توليه كانت غير مدروسه مما أدي لتأكل شرعيته ،لأن الشرعية ترتفع من خلال اللجوء إلي الأدوات السياسية والعكس صحيح فكما استخدمت الحلول الأمنية تأكلت الشرعية". وقالت رباب أن "المعارضة تحاول استثمار كافة الأحداث لصالحها مما يحتم أكثر على القيادة السياسية للبلاد السعي لحل سياسي ليس مشروطا بالتوافق مع قيادات المعارضة ولكن من خلال التوافق مع الغاضبين والمحتجين في الشوارع والعمل علي صناعة قيادات جديدة من تنظيمات المجتمع بحيث يكون الحوار مع قيادات موقعية (قيادات عمالية وجامعية ونسائية) وليس الأيقونات التي لا تسعي لحل وتسعى للاسترزاق بالدم"، على حد قولها. وطالبت رباب الرئيس بعدم تأجيل استحقاقات الثورة والسعي الجدي لتحقيق العدالة الاجتماعية بجانب القصاص العادل واقرار سياسيات اقتصادية تشعر الشعب ببادرة أمل في سياساته، باعتبار ان كل هذه السياسات ستدعم أكثر شرعيته. 29/1/2013 55:12