أشار "قره كل"، أن صعوبات جمّة تواجه حركة التغيير، التي تشهدها دول الربيع العربي، وأن مرحلة المخاض الديمقراطي التي ستنتج أنظمة تشاركية تلبي حاجات وتطلعات الجماهير، هي مرحلة عسيرة يلزمها الثبات، لأن الثورة لا تنتهي بسقوط شخص الزعيم، كما حدث في مصر، كما أن حالة الاحتقان السياسي، التي تؤدي إلى تفجر الأوضاع، كما حدث في تونس بعد اغتيال الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي التونسي، شكري بلعيد، يجب أن تواجه بخفض حدّة التوتر، لأن الثورة التونسية التي أطاحت بالنظام الديكتاتوري، باتت كما لو أنها عاجزة عن إيجاد قواسم مشتركة بين التكتلات والتيارات السياسية، ما أدى إلى نشوب صراع على السلطة. الأناضول – اسطنبول-الوسط التونسية: تتظافر جهود قوى مختلفة، من أجل إفراغ الحراك الشعبي، الذي تولد عن الربيع العربي، من محتواه، وخطف راية الثورات العربية، التي استنهضت عزيمة الشعوب المغبونة، من أجل إحتوائها والتحكم بها. ورأى "إبراهيم قره كل"، الكاتب في صحيفة "يني شفق" في مقاله المنشور بعنوان، "هل هي ضد الربيع العربي؟"، اليوم، أنه ليس من الممكن بعد الآن، إنهيار المكاسب التي قامت لأجلها الثورة في مصر، التي تعاني من مخاض ديمقراطي عصيب، وتونس التي تشهد مدنها وشوارعها حركة صاخبة، وسوريا التي تشهد حراكاً دامياً، كما أنه ليس من الممكن تحقيق تلك المكاسب، والوصول بالبلاد إلى مطاف الدول المتقدّمة بفترة زمنية وجيزة، لأن عملية الحراك السياسي يجب أن تأخذ وقتها الكافي، كي تستطيع أن تتبلور وتزدهر. وأضاف "قره كل"، أن من ينتظر ظهور نتائج إيجابية سريعة، لحركة التغيير التي تشهدها دول الربيع العربي، فإنه سيصاب بخيبة أمل جراء ذلك، وهو ما تصبو وتتطلع إليه تلك القوى، التي تتربص بالثورات، وتمل على احتوائها، وتغيير مسار تداعياتها. وتابع "قره كل"، أن مسيرة تفاعلات الحراك الشعبي في أفريقيا وأسيا والشرق الأوسط، أوجدت زخماً حقيقياً، وتطلعت نحو الأهداف ذاتها، مستخدمةً نفس الشعارات والوسائل، ما أوجد ثقافة فريدة عابرة للحدود، امتازت بأعلى مستويات التكاتف الاجتماعي، الذي بقي عشرات السنين محبوساً في صميم الشعوب، وظهر أبان انفراط عقد النظام العولمي، الذي عجز عن دعم الأنظمة المحلية المتداعية التي كان يرعاها. واستطرد "قره كل"، أن من الصعب بعد اليوم على أحد، تغيير مسار الحرك الجماهيري، الذي أنتجه الربيع العربي، إذ ما من أحد يمتلك القدرة على التلاعب بالكتل الجماهيرية العريضة، من خلال الخطابات السياسية، لأن تلك الكتل الجماهيرية تسير وفق أهدافها التي حددتها ثورتها. وأشار "قره كل"، أن صعوبات جمّة تواجه حركة التغيير، التي تشهدها دول الربيع العربي، وأن مرحلة المخاض الديمقراطي التي ستنتج أنظمة تشاركية تلبي حاجات وتطلعات الجماهير، هي مرحلة عسيرة يلزمها الثبات، لأن الثورة لا تنتهي بسقوط شخص الزعيم، كما حدث في مصر، كما أن حالة الاحتقان السياسي، التي تؤدي إلى تفجر الأوضاع، كما حدث في تونس بعد اغتيال الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي التونسي، شكري بلعيد، يجب أن تواجه بخفض حدّة التوتر، لأن الثورة التونسية التي أطاحت بالنظام الديكتاتوري، باتت كما لو أنها عاجزة عن إيجاد قواسم مشتركة بين التكتلات والتيارات السياسية، ما أدى إلى نشوب صراع على السلطة. وحذّر "قره كل"، من مخاطر الصراع الداخلي، بين التيارات ذات الميول الإسلامية والعلمانية، على مستقبل الثورات، وهو الأمر الذي حذر منه أيضاً رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي"، منتقداً التصريحات الفرنسية الأخيرة، التي تتضمن تدخلاً واضحاً بالشؤون الداخلية التونسية، مشدداً أن المؤامرات التي تحاك ضد تونس ستبوء بالفشل، وأن محاولات زرع بذور الفتنة والحقد والكراهية ونشر العنف لن تأتي أكلها، وستفشل المساعي الهادفة لإفشال الصحوة التي أنتجها الربيع العربي. وختم "قره كل"، أن الشرق الأوسط ليس ذلك الشرق الأوسط الذي كان قائماً قبل عشرة سنوات، كما ان العالم لم يعد ذلك العالم الذي كان قائماً أيضاً قبل عشر سنوات، والغرب أيضاً ليس بمنأى أبداً عن تلك التبدلات والتغيرات الجارية، منوهاً أن الحسابات والموازين السياسية تغيرت بشكل جذري، وعلى الجميع التحلي بالصبر، فلن تكون هنالك ثورة معاكسة تهدف إجهاض مكتسبات الربيع العربي.. وإن غداً لناظره قريب.