بيب غوارديولا.. عائلتي تحب تونس    إيران تفكك شبكات جوسسة وتنفذ اعتقالات وتضبط ورشة سرية    حرب الابادة متواصلة.. 93 شهيدا بغارات صهيونية على نقاط توزيع المساعدات في غزة    نسبة امتلاء السدود بلغت حاليا 55 بالمائة    ماكرون يحذّر من أي محاولة لتغيير النظام في إيران    خلال 20 دقيقة..سقوط 30 صاروخا إيرانيا وسط إسرائيل    الافراج عن جميع موقوفي قافلة الصمود    إختيار 24 عينة فائزة في الدورة الثامنة لجائزة أحسن زيت زيتون تونسي بكر ممتاز    قانون المالية 2026 على طاولة الحكومة .. التونسيون بالخارج .. دعم المؤسسات و التشغيل أبرز المحاور    مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان افريقيا تعقد جلسة عمل مع ممثلي وزارة الخارجية    تدشين أقسام طبية جديدة بمستشفى شارل نيكول باستثمارات تفوق 18 مليون دينار    فلاحتنا... وزير الفلاحة في المؤتمر الإقليمي «صحة واحدة مستقبل واحد».. الأمراض الحيوانية تتسبب في 60 ٪ من الأمراض المعدية للبشر    صدور أمر بالرائد الرسمي يقضي بمنع المناولة في القطاع العام وبحل شركة الاتصالية للخدمات    مع خطية مالية: 6 سنوات سجنا لوليد الجلاد    مراد العقبي ل «الشروق»...فلامينغو «عالمي» وانتدابات الترجي «ضعيفة»    ملتقى تونس الدولي للبارا العاب القوى (اليوم الثاني) تونس تحرز خمس ميداليات جديدة من بينها ذهبيتان    طقس الليلة.. قليل السحب والحرارة تصل الى 33 درجة    مع تراجع المستوى التعليمي وضعف التقييم...آن الأوان لإجبارية «السيزيام»؟    تدشين قسم طب الولدان بمستشفى شارل نيكول بمواصفات متطورة    مونديال كرة اليد الشاطئية للاصاغر والصغريات - اليوم الاول - تونس تفوز على المكسيك في الذكور والاناث    ضاحية مونمارتر تحتضن معرض فني مشترك بين فنانة تونسية وفنانة مالية    وزارة التجارة تدعو تجار التسويق والترويج عبر قنوات التوزيع الالكترونية إلى اعلام المستهلك بتفاصيل العروض المقترحة    "عليسة تحتفي بالموسيقى " يومي 20 و 21 جوان بمدينة الحمامات    صفاقس: تنظيم يوم الأبواب المفتوحة بمركز التكوين والتدريب المهني بسيدي منصور للتعريف بالمركز والإختصاصات التي يوفرها    الدورة الأولى لتظاهرة "لقاءات توزر: الرواية والمسرح" يومي 27 و28    حياتي في الصحافة من الهواية الى الاحتراف    اصدارات جديدة لليافعين والاطفال بقلم محمود حرشاني    باجة: اعادة اكثار واحياء قرابة 5 الاف صنف من الحبوب بنجاح    شنيا الماكلة اللي تنفع أو تضرّ أهم أعضاء بدنك؟    الملعب التونسي يعزز صفوفه بالحارس نور الدين الفرحاتي    تحذير طبي: خطر الاستحمام بالماء الساخن قد يصل إلى الإغماء والموت!    منوبة: فتح الجزء الثاني من الطريق الحزامية " اكس 20 " بولاية منوبة    قفصة : حلول الرحلة الثانية لحجيج الولاية بمطار قفصة قصر الدولي وعلى متنها 256 حاجا وحاجة    المائدة التونسية في رأس السنة الهجرية: أطباق البركة والخير    عاجل/ الصين تدعو مواطنيها إلى مغادرة إيران في أسرع وقت..    بشرى للمسافرين: أجهزة ذكية لمكافحة تزوير''البطاقة البرتقالية'' في المعابر مع الجزائر وليبيا    بُشرى للفلاحين: انطلاق تزويد المناطق السقوية بمنوبة بمياه الري الصيفية    الحرس الثوري الإيراني يصدر بيانا حول ضرب مقر "الموساد"    تعرفش علاش الدلاع مهم بعد ''Sport''؟    الدورة 12 من الملتقى الوطني للأدب التجريبي يومي 21 و 22 جوان بالنفيضة    موعد إعلان نتائج البكالوريا 2025 تونس: كل ما تحتاج معرفته بسهولة    لا تفوتها : تعرف على مواعيد مباريات كأس العالم للأندية لليوم والقنوات الناقلة    تحويلات التونسيين والسياحة تغطي أكثر من 80٪ من الديون الخارجية    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة بوزيري الشؤون الاجتماعية والاتصال..    الجيش الإيراني يتوعد بتصعيد الهجوم على إسرائيل في الساعات المقبلة    مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي..    عدد ساعات من النوم خطر على قلبك..دراسة تفجرها وتحذر..    رونالدو يهدي ترامب قميصا يحمل 'رسالة خاصة'عن الحرب    كيف سيكون طقس اليوم الثلاثاء ؟    كاس العالم للاندية : فلامنغو البرازيلي يجسم افضليته ويتفوق على الترجي بثنائية نظيفة    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التنفيذي بالتوحيد والإصلاح يعقد آخر لقاء عادي لمرحلة (02-06)
نشر في الوسط التونسية يوم 06 - 11 - 2006

عقد المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح يوم السبت 28 أكتوبر الجاري آخر لقاء عادي له برسم مرحلة 2002 2006 في أفق الجمع العام الثالث الذي سينعقد أيام 4 و5 و6 نونبر 2006 بالمسرح البلدي بالمحمدية.
وكان لقاء المكتب التنفيذي مكتملا بحضور الدكتور أحمد الريسوني الذي يتواجد في المغرب لقضاء عطلته السنوية.
اللقاء الأخير كان مناسبة حمد رئيس حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ محمد الحمداوي الله تعالى على ما تم إنجازه خلال هذه الفترة من عمر الحركة، ودعا الله عز وجل أن يتجاوز عنا العثرات، وكل تقصير.
وشكر الأستاذ الحمداوي كافة الإخوة والأخت أعضاء المكتب التنفيذي لمساهمتهم في القيام بالأعمال، وتمنى أن تنطلق المرحلة القادمة (2006 2010) بقيادة تكون في مستوى التحديات والقيام بالواجب.
وسيتم خلال الجمع العام الثالث انتخاب رئيس الحركة، والمصادقة على نائبه والمنسق العام لمجلس الشورى، وانتخاب باقي أعضاء المكتب التنفيذي، فضلا عن المصادقة على ورقة الأولويات.
------------
أجمعت كل الفعاليات السياسية والجمعوية والثقافية والفكرية التي استقت ''التجديد'' آراءها حول تجربة حركة التوحيد والإصلاح على أنها تجربة فريدة ومتميزة وغنية بالكثير من الدلالات والعبر والدروس. وفيما يرى البعض أن تجربة الحركة ناجحة بكل المقاييس، وأنها استطاعت أن تحقق الكثير مما عجز عنه غيرها من الحركات الإسلامية وغير الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، يرى آخرون أنه بالإضافة إلى منجزاتها، فإن لها مواضع نقص عليها تداركها، أو اجتهادات لا يتفقون معها.
أبارك للإخوة في حركة التوحيد والإصلاح، قيادة و أعضاء، هذه المناسبة، راجيا من الله العلي القدير أن تحل على إخوتنا بمزيد من التوفيق والسداد. كما آمل أن تكون السنوات العشر الماضية مجالا للحركة لتجاوز صعوبات وتحديات الاندماج. وأعتقد أن من أهم التحديات التي كانت أمام إخواننا، وهم أعلنوا وعيهم بها، هو التوفيق في آن واحد بين مشروع الاندماج والالتحاق بحزب سياسي، ودخول معترك المشاركة السياسية. وهذه مناسبة لأجدد إلحاحي على الإخوة لبذل الجهد من أجل الحفاظ على التوازن المطلوب بين خط الحركة، باعتبارها حركة دعوية تهدف إلى بناء الإنسان المسلم بتربيته وربطه الدائم بمصيره الأخروي وإشاعة القيم الإسلامية، وبين العمل السياسي باعتباره جزء ضمن المشروع الدعوي الفسيح.
بمعنى آخر أن يبقى العمل السياسي جناحا للحركة، بما يتطلبه ذلك من مرونة وهامش للحركة والفعل، لا أن تصبح الحركة جناحاً من العمل السياسي وتبعا له. وأؤكد لإخواننا أن هذه الهموم مشتركة بيننا ونحن نعمل أيضا بكل ما نملك من جهود واجتهادات لإيجاد الأجوبة المناسبة لها، مستفيدين في ذلك من كل التجارب السائدة.
أعتقد أن الوحدة بين الإصلاح والتجديد مع رابطة المستقبل الإسلامي صنعت في حينها الحدث لعدة اعتبارات، سياسية وثقافية، ولا يمكن أن نفهمها إلا إذا رجعنا إلى الظروف التي تمت فيها هذه الوحدة، والتي سبقت عملية التناوب التوافقي، وسبقت موافقة حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال على التصويت بنعم على الدستور، بالإضافة إلى كثير من الحثيات التي يطول شرحها والحديث عنها.
أقول إن الحدث كان مهما جدا، ومن جهتي، بوصفي إنسانا ملتزما بالنهج الإسلامي، لا يمكن إلا أن أثمن هذه الوحدة. لكن أعتقد أن المشكل الأساسي، الذي كان في هذه التجربة، والذي عاشته طيلة 10 سنوات، هو افتقادها في البداية لرؤية سياسية واضحة. والسبب في تقديري هو أن الإخوة اتفقوا منذ البداية على أن يتعاونوا فيما اتفقوا فيه، ويبتعدوا قدر الإمكان أثناء التأسيس وحتى في مرحلة ما بعد التأسيس، عن كل ما يفرقهم، وعن كل ما يثير بينهم المشاكل الداخلية، سواء كان الموقف من النظام، أو من القوى السياسية أو...إلخ. وأظن أن التجربة في حد ذاتها كانت غنية بالدروس وبالعطاء، لكن أعتقد أن النقطة السوداء لهذه التجربة هي ذلك الاتصال والانفصال بين السياسي والدعوي، وهذه القضية أعتقد أنها نقطة ضعف لحركة التوحيد والإصلاح، بحيث يكون في بعض الأحيان شعور بأن هناك تداخلا بين العمل الحزبي والجمعوي، وأرفض أن أسميه العمل السياسي والعمل الدعوي.
وأرى أنه إذا قرر الإخوان إدماج حركة التوحيد والإصلاح في حزب العدالة والتنمية فسيحل الإشكال، أما إذا قرروا أن تبقى هناك ازدواجية، فأتمنى أن تكون الحركة حركة جميع الإسلاميين، بحيث تغذي كل الأحزاب وكل الجمعيات ذات المرجعيات الإسلامية بالدعاة، وبالرجال والنساء، وأن تبتعد ما أمكن عن الالتصاق بلون سياسي معين، وتصبح حركة دعوية للجميع. وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يساعد الإخوة في تحقيق أهدافهم لما فيه خير هذه الأمة، ولما فيه خير هذا الدين، ولما فيه خير الإسلام والمسلمين".
بسم الله الرحمان الرحيم، الوقت لا يتسع للدراسة المتسعة والتحليل العميق. ولكن رغم ذلك أقول وبالله التوفيق، إن حركة التوحيد والإصلاح جماعة إسلامية أصيلة، ومؤصلة في بيئتها وفي أصول دينها، معتدلة، واسعة الانتشار، وهي ثمرة لخبرات ذاتية. جمعت فصائل إسلامية متعددة حول قراءة متأنية للإسلام، ولتجارب الحركة الإسلامية المعاصرة، وكذلك لبيئة الدولة والمجتمع المغربي، مع اعتبار دروس وخلاصات التجارب الإسلامية، وبالخصوص تونس والمغرب ومصر.
صاغت من كل ذلك نهجها المتميز، جمعا بين ثوابت الدين، وبين البيئة المحلية والإقليمية والدولية، وبين التربية والسياسة، بين الخطاب الجماهيري والخطاب المتجاهل النخبوي، بين نقد السلطة واستمرار الحوار والتفاعل معها حفاظا على المصلحة الوطنية العامة ودرءا للفتنة، ونهج الدوران في بوثقة التكافل والتآكل.
ولا شك أن الموروث الديني المغربي الذي تستند إليه الدولة في شرعيتها ساعد على ذلك، إذ وفر للمغرب فرصة أدركتها الجماعة، فرصة التطور في إطار الشرعية بدل الصدام الشامل والتنافي المطلق. كما وفر هذا الوضع، بعد سبق اهتمامه والتصميم على همومه الداخلية، وفر فرصة لدعم الوحدة الوطنية من جهة، ولتحقيق ظاهرة التراكم للخبرات، ونمو الكفاءات داخل الجماعة بمنأى عن الاستبداد. وهي الفرصة التي تفتقر إليها الحركة الإسلامية في أكثر من بلد، حيث تجد علاقة التنافي بين الدولة وبين الحركة الإسلامية، نتيجة رهان الدولة على التفكيك وهوية البلد، والرهان على إعادة تصنيعها وفق نموذج التدرج.
لقد وفر الاستواء على هذه المعادلة معادلة التطور داخل الشرعية، فرصة تشكل نخبة إسلامية في الغرب تتسع يوماً بعد يوم، وتمثل قوة التجديد للنخبة الثقافية والسياسية المغربية. بلورت هذه المعادلة، التي تمثل نوعاً من الخصوصية المغربية، من قبل حركة التوحيد والإصلاح، ووفرت فرصة تطوير خطة عامة للإصلاح وزعت مواعينها التنظيمية على أهم حقول المجتمع، حقل الدعوي الثقافي والإصلاح الاجتماعي وحقل الإصلاح السياسي الذي يقوم عليه حزب العدالة والتنمية، وهو الحزب الذي تعلق عليه آمال لتجديد النخبة السياسية في المغرب، النخبة التي تآكلت وفت في عضدها. آمال تعلق على هذا الحزب في تقريب الدولة من المجتمع، تقريب السياسة من الفقراء، تقريب السياسة من الأخلاق، وكذلك هذه الفجوة المتعاظمة بين الحاكم والمحكوم.
بسم الله الرحمان الرحيم، حركة التوحيد و الإصلاح حركة إسلامية دعوية وتربوية لها دورها وبلاؤها في مجال العمل الإسلامي، ولا يمكن لأي متتبع للحركة الإسلامية بالمغرب إلا أن يتوقف أمام هذه التجربة الثرية بالعديد من الدروس والعبر في مختلف مجالات الدعوة والعمل التربوي والاجتماعي وغيرها. وبالنسبة إلي، أثمن هاته التجربة وأقول إن لها إسهاماتها في تنسيق الجهود بين مختلف تنظيمات الحركة الإسلامية، ولا يمكن إلا أن نثمن لها دورها في هذا التنسيق. كذلك لها دورها في مجال مقاومة التطبيع والوقوف ضد المشروع الصهيوني، إذ قامت بأدوار طلائعية في هذا المجال إلى جانب فصائل الحركة الإسلامية. كذلك يستوقفني في هذه التجربة المميزة ملمح ذو طبيعة خاصة، وهو أنها تأسست على قاعدة التوحد بين تجربتين إسلاميتين في المغرب، وهما رابطة المستقبل الإسلامي وحركة الإصلاح والتجديد، ولا يمكن بهذا الخصوص إلا أن أقول بأن هذه التجربة الوحدوية ظلت فرصة للتأمل وللتدبر من قبل باقي الحركات الإسلامية استلهاما لدروسها. أقول بأن هذه التجربة الوحدوية، ولله الحمد، ساهمت في تفعيل خيار الوحدة الإسلامية بين مختلف المكونات، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نتوفق جميعاً في أن نضع لبنات عمل إسلامي مشترك في المستقبل حينما تنضج شروطه بإذن الله تعالى.
وفي الخلاصة أقول إن هذه التجربة، وهي تطفئ اليوم شمعتها العاشرة، فهي قامت، وما تزال، بدور في مجال الدعوة والتربية. وأثمن جهودها وجهود قيادتها.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد وحياكم الله، ونسأل لكم مزيدا من التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
''تحل الذكرى العاشرة لتأسيس حركة التوحيد والإصلاح في ظروف استثنائية بكل المقاييس وطنيا وعربيا ودوليا، مما يؤكد أهمية وجود هذه المنظمات الرائدة لتقوم بدورها الدعوي والإرشادي، لما فيه خير الإنسان باعتباره أسمى المخلوقات، حين ميزه الخالق عز وجل بقوة العقل والتمييز والتدبير، وإذا كان من الصعب أن نحصر كل هذا الجهد الإنساني الطيب والمشكور الذي بذلته وما زالت تبذله هذه الحركة الوطنية طيلة عقد من الزمن، وهي تعتمد قول الله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن)، فإن ما تعيشه شعوبنا العربية اليوم من هجمة شرسة على كل مقوماتها، ووجودها وحضارتها ومقدساتها ودينها، مثلما هو حاصل الآن في العراق المقاوم أو في فلسطين السليبة أو في لبنان، الذي خرج منتصرا على الجيش الصهيوني الذي يعتبر أقوى جيش في المنطقة، كل ذلك يؤكد مدى حاجتنا الماسة إلى الدين والتشبت بأصولنا الدينية والحضارية، وحاجتنا باعتماد منهاج الدعوة الربانية في تنشئتنا للأجيال القادمة على أحسن السبل حتى يعود للمواطن العربي المسلم ذلكم الحضور المفقود، وذلكم التوهج الذي غاب، والذي جعل من أسلافنا الأبطال خير أمة أخرجت للناس حين كنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
إن حركة التوحيد والإصلاح مطالبة اليوم في ظل هذا الوضع العربي بتكثيف جهودها الدعوية، وتظافر كل نياتها الحسنة من أجل تحصين وتمنيع كل شبابنا، الذي أصبح يتعرض لمخططات صليبية رهيبة وخبيثة من أجل إخراجه عن دوره التربوي الرائد في بناء حصارة إنسانية رائدة، استطاعت أن تعطي للعالم نموذجا متفوقا. وأخيرا وفقكم الله وسدد خطاكم وألهمكم جادة الصواب في هذا الدور التربوي الإسلامي الذي تضطلعون به خير اضطلاع، ومزيدا من العمل الإسلامي الهادف''.
الأستاذ الحبيب الفرقاني: عضو سابق في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي:
على حركة التوحيد والإصلاح أن تتوغل في المجتمع وأن تعمق جذورها
يعيش المغرب اليوم فراغا من حيث تأطير الوطني والسياسي، فالأحزاب القديمة تآكلت وتسوست، ولم تعد تقوم بالدور الذي كانت تقوم به أو ينتظر أن تقوم به. أما في ما يخص حركات الإسلام أو الحركات الإسلامية، فأعتقد أن الإسلام هو القوة الرئيسية في المغرب، وفي العالم الإسلامي كله، لكن هذه الحركات تحتاج إلى توضيح مواقفها وتأطير المجتمع وربط أفكارها بالمجتمع وقواعده، وهذه النقائص تمس بالدور المنتظر من الحركات الإسلامية كلها أو أغلبها في المغرب أو في غيره.
وحركة التوحيد والإصلاح، من حيث الأفكار والمبادئ التي أعلنتها، فهي غاية التوفيق والصلاحية والاستقامة، ولكنها في حاجة إلى توسيع موقعها ودائرة وجودها وتوفير الشروط للالتفاف بالأوساط الشعبية، لأن أية حركة ومهما يكن سموها أو تعاليها أو تقدمها، تبقى نظرية تعيش في السماء، ولا تستطيع النجاح إلا إذا نزلت إلى الأرض وارتبطت بالقواعد الشعبية وعبأتها. وأذكر أن الحركات التي نجحت عبر التاريخ مثل الموحدين وغيرهم، نجحت وحققت الشيء الكثير بارتباطها بالجماهير الشعبية ارتباطا عضويا وتنظيميا وسياسيا وقياديا.
والبداية تكون بتنظيم القاعدة الإسلامية تنظيما محكما، وتوضيح الرؤية والصورة توضيحا علميا وفكريا وسياسيا، ومن جهة ثالثة الارتباط بالقواعد الشعبية، وهو عمل يحتاج إلى الاستمرار والتواضع وتوفير القواعد الفكرية والخلقية والتنظيمية لهذا الارتباط. وبهذه الآليات أيضا نجحت حركات التحريرالوطني والاستقلال، أي برؤية واضحة وقيادة نقية ونظيفة ومترفعة ونزيهة، وهو الشرط الذي يمكن الحركة من أن تتوغل في المجتمع وأن تعمق جذورها، وبالتالي تؤدي وظيفتها ومهمتها، وبدون ذلك تظل حركة فوقية وعائمة، تعيش على السطح، ولا يمكن أن تؤدي مهمتها التحريرية والبنائية المنتظرة منها.
عبد الله ساعف: رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ومدير مجلة ''أبحاث'':
تجربة ''التوحيد والإصلاح'' خاصة ومتميزة وأتسأءل عن إمكانية تعميمها
إن حركة التوحيد والإصلاح أعطت النموذج الأمثل في مرحلة كانت هناك ضبابية تغلف مفهوم المجتمع المدني، وكانت من نماذج الاستقلالية الأولى للفاعلين المجتمعيين عن مؤسسات الدولة، والبعد الثاني الذي يهمني في تجربة الحركة وهو أن العلاقة الكلاسيكية التي كانت موجودة ما بين الأجهزة الحزبية والجمعيات تغيرت شيئا ما.
ونجد أن التقليد الذي كان موجودا هو مركزية الحزبي، وأما الأمور الأخرى فهي ثانوية وتبقى تكميلية وعبارة عن ملاحق مختصة حسب الميادين، أما في تجربة حركة التوحيد والإصلاح فقلبت هذه العلاقة فأصبحنا نرى أنه بالإمكان أن نجد مجتمعا مدنيا دعويا، ونحن اليوم نفتقد لنموذج مجتمع مدني تنموي، فالحركة جمعية فكرية بالمعنى العميق للفكر وعقدية وتربوية، فهي تشكل نوعا مركزيا وهي ليست تابعة ولا ثانوية وليست بالتكميلية.
هذا دائما ما يهمني في تجربتها، لكن متابعتي لموضوع هذه التجربة النادرة ما زالت تطرح علي سؤالا، وهو هل بالإمكان تعميمه، لإننا نلاحظ حدود العلاقات ما بين الجمعيات المدنية والتنظيمات السياسية، فمن المؤكد أن تجربة الحركة تبقى تجربة خاصة، وعندها نوع من التميز من هذه الناحية، والسؤال الثالث الذي لدي هو إلى أي حد إذا تجاوزنا المستوى الثقافي الديني يمكن للجمعيات ذات الخصوصيات التنموية أن يكون لها الموقع المحوري للحركة بالنسبة إلى الفاعلين الآخرين، والمسألة التي كانت سائدة في السابق مع الأحزاب وهو المنظمات الموازية.
وفي حالة حركة التوحيد والإصلاح، فإن طبيعة مرجعيتها تجعل موقعها مركزياً، والسؤال المطروح، والذي له أهميته في المستقبل، ولديه مشروعيته في رأيي هو: هل بإمكان أن يكون هذا النموذج قابلا للتعميم على الجمعيات التي لها طبيعة أخرى، لهذا أنا دائما أتتبع باهتمام تجربة حركة التوحيد والإصلاح الخاصة والمتميزة.
عبد الله الشرقاوي من علماء الدار البيضاء:
لم أجد أحدا من أطر حركة التوحيد والإصلاح إلا ويستشير مع العلماء
حركة التوحيد والإصلاح هي مؤسسة في حقل الدعوة إلى الله تعالى ونرى أنها ناجحة باذن الله، لكونها يقودها العلماء ويحبون العلماء ويفوضون السلطة للعلماء، كما أأن أطرها مميزون بصفة عالية جداً وهي أنهم يتواضعون للعلماء وكأنهم طلبة، ولم أجد أحدا من أطر حركة التوحيد والإصلاح إلا ويستشير مع العلماء، وهذه علامة النجاح في الإسلام، حينما تجعل القرآن والسنة في المقدمة، وأنت من ورائهما، والميزة الثانية أنهم يعرفون كيف يتعاملون مع الخلاف في العلوم الشرعية، فهم يحترمون خلاف العلماء ولا يتدخلون في نيات الأشخاص المخالفين لهم في حقل الدعوة إلى عز وجل، وهم دائما يدعون إلى جمع الكلمة وتوحيدها واحترام الآخرين، وقناعاتهم، هذه صفة ممتازة جداً، وهذا يبين لنا أنهم يمتلكون مقومات النجاح بإذن الله.
إصافة إلى هذا، فإن أطر الحركة يهتمون بدراسة العلوم الشرعية، فكثير من طلبة العلم في هذه الجماعة يقرؤون للإمام الشاطبي في أصول الفقه والتفاسير، ونراهم في حلقات الدروس في المساجد، ولا يميزون بين هذا وهذا، ولا ينظرون إلى المجتمع المغربي نظرة مبنية على التقسيم، وما يسمى نظرة حزبية، بل ينظرون لأي شخص كأخ لهم دون أن يكون منتمياً لهم، سواء كان يعمل بقناعاتهم أو لا، وكل ما يهمهم هو العمل للإسلام ولحماية المغاربة في أعراضهم وثقافتهم.
كما أنني أنظر إلى هذه الجماعة بأنها تنطلق من محيط المغرب وخصوصيته، وهذا شيء يضمن المستقبل للحركة، وبعبارة واضحة، إنها لم تستعر مناهج ولا توجيهات خارجية، وإنما تنطلق من ثقافة المغرب وهي تستشير علماءه، وتنفتح على العلماء المعتبرين في الأمة، فهم ينطلقون أساسا من علماء المغرب، يقدرونهم ويشجعون الشباب داخل البلد على طلب العلم، ويرفعون من مستواهم، ولذلك أرى أن هذه الحركة، وبكل اختصار، هي الأمل بإذن الله، ولا نزكيهم على الله عز وجل، وهي الأمل في الإصلاح، لأنني أرى منهم علماء وأطرا، تعرف كيف تتعامل مع الأوضاع، وفهمها فهم دقيق وعميق في المجال السياسي، وهم يفرقون بين الثابت والمتغير وأماكن اختلاف العلماء، ويعظمون منطلقات المغاربة ويهتمون بالمذهب المالكي، ومنهم أطر يهتمون بالجانب السياسي للعلماء.
وإني لم أطلع على هذا الدور إلا عندما قرأت لبعض أطر ''التوحيد والإصلاح''، وهذا اهتمام محمود في إبراز علماء المغرب من السلف أو الخلف في جوانبهم المتعددة، فهم يهتمون بالجانب السياسي مع احترام لقواعد البلاد ودستورها وقيادتها، وهذا عامل مهم في ضمان المستقبل والتفوق بإذن الله، ولم نرها حركة مبنية على رد فعل أو حماس أو تسعى لتكسب الجماهير لأغراض سياسية، ولكن همها هو تثبيت الثقافة المغربية والهوية الإسلامية للمغاربة، كما كانت لدى السابقين من المغاربة، وسيكونون مرجعاً للأمة في معرفة المغاربة لتراثهم، وفقنا الله وإياهم لما فيه الخير إن شاء الله تعالى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.