باشر الحزب الجمهوري الاميركي بزعامة الرئيس جورج بوش البحث عن قادة جدد واستراتيجية جديدة لتجاوز "الصفعة" التي تلقاها في الانتخابات النيابية الثلاثاء الماضي. وقال روي بلانت المسؤول الثالث في الغالبية الجمهورية المنتهية ولايتها في مجلس النواب "يجب الاستماع الى كل الانتقادات" من الناخبين، وهو ما يجمع عليه كل المسؤولين الجمهوريين. وقال بلانت الجمعة "امامنا سنتان لاستعادة حيوية الحركة المحافظة مثلما جرى بعد (هزائم) 1974 و1976 و1992 التي تلتها كلها نتائج ممتازة للمحافظين الاميركيين". واعلن رئيس الحزب الجمهوري كين ميلمان احد مخططي الحملة الانتخابية التي قادت بوش مجددا الى البيت الابيض عام 2004 انه يعتزم الانسحاب في كانون الثاني/يناير، ما يشير الى عمق التغييرات القادمة. وكان رئيس مجلس النواب المنتهية ولايته دينيس هاسترت اعلن منذ الاربعاء انه سيعود مجرد نائب بعد ان لزم الصمت طوال الحملة الانتخابية نظرا للشبهات التي تحوم حوله وتاخذ عليه تساهله حيال نائب اقام مراسلات الكترونية اباحية مع طلاب يعملون في الكونغرس. اما مستشار الرئيس كارل روف واضع استراتيجية البيت الابيض والملقب ب"دماغ بوش" فقد ولت ايام المجد بالنسبة له حيث وجه اليه بوش الاربعاء انتقادا لاذعا قائلا "من الواضح انني عملت على الحملة اكثر منه". وفي انتظار تغيير قادته يبدو الحزب مترددا ما بين العودة الى جذور الحركة المحافظة او اعتماد استراتيجية توسع تتخطى قاعدته الانتخابية التقليدية من البيض والمتدينين والمحافظين المتشددين. وتوقعت صحيفة واشنطن تايمز ان يطلب من مايكل ستيل الذي فشل بنسبة اصوات ضئيلة في الفوز بمقعد عن ولاية ميريلاند ذات الميول الديموقراطية في مجلس الشيوخ، تولي رئاسة الحزب. وسيكون هذا الجمهوري الاسود المقدام في موقع جيد لمواصلة استراتيجية الانفتاح على الاقليات التي اطلقها كين ميلمان قبل ان تنهار في اعقاب الاعصار كاترينا في صيف 2005 وما نتج عنه من اضرار جسيمة وضحايا في اعداد المواطنين السود في نيو اورلينز. واعتمد ستيل الصيف الماضي موقفا ملفتا من ادارة بوش وغالبيتها المنتهية ولايتها اذ اتهمهما بنسف فرص الجمهوريين الانتخابية نتيجة اخطائهم المتكررة في الاداء ولا سيما في العراق ومحاولاتهم الفظة لاجتذاب اليمين الديني. وفي مجلس النواب، يحاول زعيم الغالبية الجمهورية المنتهية ولايته جون بونر الحفاظ على موقعه على رأس كتلته وهو موقع يشغله منذ اقل من سنة. غير انه يواجه منافسة شديدة من مايك بنس الذي ينتقد بشدة الادارة والغالبية المنتهية ولايتها. وقال بنس معلقا على نتيجة الانتخابات "ان فضائح (الفساد) اضرت بقضيتنا لكن الفضيحة الحقيقية في واشنطن تكمن في النفقات الفدرالية التي لا نهاية لها وقد قال ناخبونا 'كفى'". وقد تعكس المعركة للفوز بمراكز المسؤولية في الحزب صورة لما سيكون عليه السباق للفوز بترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية عام 2008. ويبدو السناتور النافذ جون ماكاين الاوفر حظا للفوز بالترشيح الجمهوري وهو الذي ينتقد سوء الادارة ويلزم مسافة بالنسبة الى اليمين الديني، غير انه سيواجه على الارجح حاكم ماساتشوستس المنتهية ولايته ميت رومني الاكثر تشددا منه في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية. وفي انتظار هذه المواجهة التي ستحسم مستقبل الحزب الجمهوري، يجد بعض المحافظين عزاء في الاشارة الى ان هزيمة الجمهوريين في الانتخابات لم تقض على النزعة المحافظة. ورأى محرر الافتتاحية المحافظ في صحيفة "واشنطن بوست" تشارلز كراوتهامر الجمعة ان "هزيمة الجمهوريين ابعدت العديد من الوسطيين (..) في حين ان الموجة الديموقراطية جاءت بالعديد من الديموقراطيين المحافظين"، مضيفا "النتيجة ان الحزبين انزلقا الى اليمين".