أصبحت استراتيجيات الرئيس الأمريكي باراك أوباما خاصة على مستوى الأمن القومي والسياسة الخارجية في مفترق طرق بعد أن مني الحزب الديمقراطي بهزيمة قاتلة في الانتخابات التشريعية واستعاد خلالها الجمهوريون سيطرتهم على الأغلبية الساحقة في البرلمان الأمريكي وهو ما دفع أوباما الى الهرولة مباشرة بعد الاعلان عن النتائج الأولية الى مطالبة الفائزين بأرضية مشتركة للعمل. واظهرت النتائج الأولية أمس فوز الجمهوريين ب117 مقعدا مقابل 68 للديمقراطيين وهو ما يعد فوزا تاريخيا حيث تمكن الجمهوريون من انتزاع 60 مقعدا أي أكثر بكثير مما كانوا يحتاجون اليه ليصبحوا أغلبية من جديد. هرولة نحو المشترك وفور ظهور النتائج الأولية للانتخابات التشريعية أعلن الرئيس باراك أوباما للقادة الجمهوريين أنه يأمل في التوصل الى أرضية للتفاهم معهم بعد استعادتهم للسيطرة على مجلس النواب. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» عن بيان صادر عن البيت الأبيض أن أوباما اتصل بجون بونر الذي يرجح أن يصبح رئيسا لمجلس النواب وبميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ. وأشار البيان الى أن الرئيس قال لدى اتصاله بهما انه ينتظر بفارغ الصبر العمل معهما ومع الجمهوريين ل«التوصل الى أرضية تفاهم ودفع البلاد قدما». ومن جانبه أكد مكتب بونر ان الزعيم الجمهوري اجرى محادثة مع أوباما «لكنها لطيفة» مضيفا ان «بونر أكد انه كان دائما صريحا ونزيها مع الرئيس في الماضي وسيكون كذلك في المستقبل». تعقيدات على عقد وعلى صعيد متصل توقع خبراء أمريكيون بأن يعقد الفوز الذي حققه الجمهوريون مهام الرئيس على صعيد السياسة الخارجية وخاصة في أفغانستان والعراق. كما أكدوا ان الأغلبية اليمينية في مجلس النواب ستراقب عن كثب مواقف البيت الأبيض في مواجهة روسيا والصين وستطارد كل ما يمكن أن يمثل ضغطا على اسرائيل. وعلى الرغم من أن الديبلوماسية والأمن القومي في أمريكا تقع في اطار عمل السلطة التنفيذية الا أن الكونغرس الجديد سيستغل كل صلاحياته من جلسات استماع وتأخير في تعيين الديبلوماسيين والقادة العسكريين الى تشكيل لجان التحقيق لضرب الادارة تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 2012. وتتعرض استراتيجية أوباما في أفغانستان خاصة الى انتقادات كبيرة وذكر ستيفن فلاناغن من معهد الأزمات الدولية ان «الجمهوريين يعتقدون انه ما كان يجب أن يحدد أوباما موعدا واضحا للانسحاب كما يؤيدون التزاما طويل الأمد». ومن جانبه قال ستيف كليمنز من مؤسسة «نيو أمريكا» أنه «اذا استؤنفت الحرب الأهلية في بغداد فإن الجمهوريين سيتهمون أوباما فورا بالتخلي عن ميدان قتال حيوي للمصالح الأمريكية». وللتذكير فقد غابت السياسة الخارجية والدفاع والملف النووي الايراني بشكل كامل عن الحملة الانتخابية الأخيرة.