سجل انتشار كثيف للجيش اللبناني الجمعة في بيروت حيث يرتقب ان تنظم تظاهرة ضخمة بعد الظهر بدعوة من المعارضة وفي مقدمها حزب الله الشيعي بهدف اسقاط حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. وتمركزت وحدات من الجيش مدعومة بدبابات ومدرعات على مداخل وسط العاصمة وفي عدة احياء من بيروت حيث تقوم بدوريات. وكان قائد الجيش العماد ميشال سليمان دعا الاربعاء العسكريين للبقاء على "جهوزية تامة" و"عدم التردد في التدخل منع الصدام بين الفرقاء" في حال قيام تظاهرات. وتبدأ المعارضة اللبنانية وفي مقدمها حزب الله الشيعي وتيار النائب المسيحي ميشال عون واحزاب مقربة من سوريا عند الساعة 13,00 تغ الجمعة تحركا شعبيا واسعا لاسقاط حكومة فؤاد السنيورة. وعشية هذا التحرك حذر السنيورة في كلمة وجهها الى اللبنانيين من "عودة عهد الوصاية" في اشارة الى سوريا الذي استمرت هيمنتها نحو ثلاثة عقود وانتهت بخروج قواتها في نيسان 2005 تحت ضغط الشارع اللبناني والضغوط الدولية. واكد السنيورة ان حكومته "حكومة الاستقلال تدافع اليوم عن حريتكم وامنكم وعن الديموقراطية" مشددا على ان الطريقة الوحيدة للتخلص منها هي باسقاطها في مجلس النواب. وانقسمت الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة حول صوابية تظاهرة المعارضة لاسقاط الحكومة والتي رات فيها صحف مقربة من سوريا خطوة مشروعة فيما اعتبرت صحف الموالاة المناهضة لدمشق بانها بداية "انقلاب". "دقت ساعة الحقيقة وطوفان بشري يغطي ساحات بيروت" عنونت صحيفة "الديار" المعارضة التي انتقدت بشدة فؤاد السنيورة رئيس الحكومة الحالية المدعومة من الغرب واتهمته بزرع الفتنة. وكتبت الديار "اطل السنيورة كالساقط في الفتنة كالمتامر على بلاده كالمحرض على المؤامرة وادلى ببيان لا يحمل في طياته الا الفتنة والتحريض الطائفي. انه رئيس حكومة خان المسؤولية واكثريته باعت لبنان للخارج". وتصدر شعار "نريد حكومة نظيفة" وهو الشعار الذي سترفعه التظاهرة الصفحة الاولى لصحيفة "الاخبار" المقربة من حزب الله. من ناحيتها عنونت صحيفة "المستقبل" وهي من صحف الاكثرية النيابية "محاولة الانقلاب السياسي تبدأ اليوم". وكتبت المستقبل "يبدأ اليوم حلفاء النظام السوري بترجمة القرار الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الاسد القاضي باحداث انقلاب سياسي في لبنان من خلال اسقاط الحكومة". ولفتت صحيفة "النهار" الموالية والواسعة الانتشار في افتتاحيتها الى "ان لبنان في حال انقسام وطني ومثل هذا الانقسام لا يعالج الا بالحوار وبتنازلات متبادلة". وحذرت من "عدم الاستخفاف لانه الاحتقان في الذروة ولان اي تحرك مهما اعتقد منظموه انه يمكنهم ضبطه يمكن ان يفجر هذا الاحتقان ويهدد امن لبنان واستقراره".