طالعت مقالتك بل قل دراستك بموقع الحوار و الوسط التونسية، و صدقا قبل أن أبدأ بمطالعتها قلت يا ساتر يارب، لاني كنت أنتظر أن يكون كلامك موجه الى الشيخ محمد الزمزمي، بالرغم من علمي أن أنه محل احترام حتى من قبل أعدائه، و لكن سرعان ما ذهب استغرابي هذا ليحل محله آخر و هو أنك كيف سكت هذه الفترة كلها لتخرج لنا بمقال أقل ما يقال عنه أنه محاكمة بالحجة والدليل للشيخ راشد الغنوشي، بل لم تترك لعدوك أي مجال حتى في أخذ نفسه فصببت جام غضبك و كل ما تملك على رجل كان في فترة من الزمن هو رئيسك و كنت تؤيده بلا شك في كثير من الأحيان، بل في رجل ان كان له أعداء فأكيد له أنصارا، ان كان أخطأ في مرات فقد أصاب في أخرى. و بما أنني لست من المتخصصين في الاستدلال حجة بحجة و دليلا بدليل و لكني كمراقب للحياة السياسية و الدعوية للشيخ راشد الغنوشي بل بشهادة كثير من أعدائه قبل مريديه أنه أضاف الى الفكر الاسلامي و الى الصحوة الاسلامية ما لا يمكن جحده أو اخفاؤه، و ذلك من باب معرفة الرجال، و يعتريه في ذلك ما يعتري أي انسان من خطأ أو نسيان أو زلة أو ...، و هنا أرجو من السيد الماجري أن لا يعتبرني من أنصار الغنوشي أو ممن يتحركون بأوامره ,فأسهل ما يكون على التونسي هذه الأيام اتهام غيره، بل لم يحصل لي شرف مقابلة الغنوشي في حياتي، و أعتبره احد رموز الصحوة الاسلامية بتونس - بل حتى على المستوى العالمي - و كفاه فخرا أن كان له السبق في ذلك و بالتالي وجب على التونسيين احترام علمائهم و مفكريهم. و عودة للدراسة عفوا للمقالة، و خلاصة ما استنتجت منها أن السيد الماجري يطعن في الغنوشي لأنه و بكل بساطة لم ينتقد مجلة الأحوال الشخصية و له علاقات مشبوهة بالشيعة، و ينظر الى الشيوعيين و الماركسيين على أنهم مواطنون و صندوق الاقتراع هو الفيصل بينهم، و كيف حرص الغنوشي و من ورائه النهضة على فضح انتهاكات النظام التونسي للاسلام أخيرا ليوظف ذلك لمصلحة الحركة، و الى حد هذا ممكن أن نناقشه بالعقل و الحجة و لكن أن ينتقل الى التشكيك في عقيدة الرجل و خيانته لأمته و للاسلام فهذا لا يقبله عاقل بل حتى خصومه لم يقتربوا من هذا الباب و لم يواجهوا الرجل على هذا الأساس. و للأسف فان السيد الماجري أفقدته خصومته مع الشيخ راشد صوابه بل قل أفقده فقهه الخاص معاصرته لزمانه فأصبح يتكلم بلغة لو تكلم بها في غير المجتمع التونسي لوجد له عذرا ولكن الخصومات في بعض الأحيان تفقد الانسان الوعي فيتكلم بما لا يعي، و لا أحسب السيد الماجري الا وقع في ذلك والا بالله عليكم كيف نفسر أن يعتبر مجلة الأحوال الشخصية قضية عقائدية أو أن النقاب حد بين الكفر و الايمان بل ذهب به الأمر في أن ينقب عن كل ما كتب الغنوشي منذ أكثر من عقد حتى يبين تعارض ذلك مع الكتاب والسنة و لا ندري عن أي تعارض يحكي فالعلماء الفطاحلة كالقرضاوي و غيره قبلوا من الشيخ ما قبلوا و ما اختلفوا معه فيه بينوه بدون اتهام أو تجريح لأن المسلم ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء. والسيد الماجري طيلة الحملة على الحجاب و قبلها الاستهتار بالمصحف الشريف لم نسمع له ركزا و لكن نراه اليوم صب جام غضبه على النهضة و رئيسها فقد سلمت منه السند والهند و لم يجد مكانا للجهاد الا في اخوان البارحة. و اني ادعو السيد الماجري أن يعمل للاسلام بما يراه هو و لا يبحث عن عورات المؤمنين فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته و فضحه حتى على الأنترنات، أم أن الغنوشي عند السيد الماجري ليس مؤمنا فاني لا أستغرب منه ذلك. و في الختام أتمنى على السيد الماجري أن يعمل جاهدا في الساحة فالاسلام أوسع من حركة النهضة و أذكره عندما جاء هاربا عبر الحدود الليبية كيف تمكن من الحصول على الاقامة عن طريق النهضة التي ينهش جسدها اليوم و لئن اختلف مع قيادة هذه الحركة فهو حر أم أن ينتقل الى العيش على نهش أعراض الناس فهنا نختلف معه و المثل التونسي يقول "الي يطلقها ما يورهاش دار بوها". و صدق الله حين يقول " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلو اعدلوا هو أقرب للتقوى"، و صدق رسوله صلى الله عليه وسلم حين مدح نصف بيت شعر لكافر وكان نصفه الثاني كفرا و لكن السيد الماجري رأى في الشيخ راشد الغنوشي شرا محضا و هو سبب بلايا البلاد والعباد ونسي أن يقول أنه وراء تسونامي و احتلال العراق و فلسطين. كتبه الذي يبتغي وجه الله لا وجه الغنوشي المصدر: الوسط التونسية