اكد رئيسا لجنة بيكر-هاملتون لدراسة الوضع في العراق الاحد ان على واشنطن الدخول في حوار مع ايران وسوريا للمساعدة على تحقيق السلام واحلال الامن في العراق والشرق الاوسط بشكل عام. الا ان وزير الخارجية السابق جيمس بيكر والنائب السابق لي هاملتون اللذين ترأسا اللجنة اكدا انهما غير مقتنعين بان طهران على الاقل مستعدة للتعاون مع واشنطن بشان العراق حتى بدون وضع شروط مسبقة لاجراء المحادثات. وقال هاملتون في العديد من المقابلات التلفزيونية الاحد ان دمشقوطهران يمكن ان تسهما في تحقيق السلام ليس فقط في العراق وانما كذلك بين اسرائيل وجاراتها. وصرح هاملتون لتلفزيون ان بي سي "هناك الكثير من الامور التي يمكن تحقيقها في المنطقة لدعم الطريق الى السلام في بغداد". واضاف ان "ايران وسوريا هما لاعبان كبيران. اذا حاولت ان تعزلهما وتنحيهما جانبا وتقول انه ليس لهما اي اثر هنا فلا اعتقد ان ذلك يحقق اي نتيجة". وقدمت اللجنة مجموعة من التوصيات للادارة الاميركية من بينها فتح محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدة وبين كل من ايران وسوريا اللتين تعتبرهما واشنطن داعمتين للارهاب. وقد اثارت تلك النقطة جدلا واسعا. كما اوصت اللجنة بان يبدأ بوش بممارسة مزيد من الضغط على الحكومة العراقية لاحراز التقدم في احلال الامن. وقد رفض الرئيس الاميركي جورج بوش هذا الاسبوع فكرة اجراء محادثات مع دمشقوطهران على وجه الخصوص التي لا تقيم معها واشنطن علاقات دبلوماسية منذ نحو ربع قرن واشترط ان تتخلى طهران عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم اولا. وقال بوش "اذا اراد الايرانيون الدخول في محادثات مع الولاياتالمتحدة (...) فعليهم ان يعلقوا برنامج تخصيب اليورانيوم بشكل يمكن التحقق منه. لقد اخترنا وامام ايران الان ان تختار". الا ان بيكر قال الاحد انه يجب الفصل بين المسالة النووية واحتمال اجراء محادثات تركز على امن العراق مشيرا الى ان واشنطن سعت الى الحصول على الدعم الايراني بعد الاطاحة بحكومة طالبان في افغانستان في اواخر عام 2001. واضاف "نحن لا نقترح اكثر مما فعلته هذه الادارة في ما يتعلق بافغانستان فبعد ان دخلنا ذلك البلد تقدمنا من ايران وقلنا +دعونا نتعاون على القيام ببعض اعمال البنية التحتية واعادة الاعمار في افغانستان+ ووافقوا على ذلك وقدموا لنا المساعدة". واضاف "ونحن نقترح الشيء نفسه الان. لا اكثر ولا اقل. ونحن ناخذ المسالة النووية ونضعها جانبا ولا يمكن ان يكون ذلك جزءا من الحوار". وبدوره رفض بيكر في حديث مع تلفزيون "فوكس نيوز" الاحد الانتقادات بان اللجنة "ساذجة" في اعتقادها بان سوريا ستتعاون مع واشنطن مشيرا الى انه قام هو نفسه بمهمة دبلوماسية "مستحيلة" في عام 1991 لاقناع سوريا باجراء مفاوضات سلام مع اسرائيل. واوضح "بالنسبة لي لا يمكن القول انه بسبب كون المهمة صعبة فيجب ان لا نقوم بها". وقال "لقد وضعنا كافة المتطلبات (في تقرير اللجنة) لاننا اردنا ان يعرف الجميع اننا لسنا على درجة من السذاجة بحيث نعتقد اننا سنجلس للحديث مع السوريين لمجرد الحديث معهم". الا ان بيكر الذي قال ان اللجنة قامت باتصالات مع ممثلين من طهران اثناء اعداد التقرير لا يشعر بالتفاؤل بشان تعاون ايران مع واشنطن بشان العراق. وقال "استنادا الى الاتصالات المحدودة التي اجريناها مع ايران (...) لا نعتقد انهم سيأتون ويجلسون معنا. ولكن يجب ان نضعهم تحت الاضواء بسبب نهجهم الرافض في حال رفضهم".