اعتقلت قوات الأمن التونسية 152 شخصا من جنسيات عربية مختلفة بعدما حاولوا التسلل خلسة الي الأراضي التونسية تمهيدا لقيامهم بالهجرة السرية باتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية. وبحسب صحيفة الشروق التونسية المستقلة في عددها الصادر امس الثلاثاء، فان اعتقال هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين الذين يحملون جوازات سفر مغاربية (74 شخصا)، وأخري عربية مشرقية (74 شخصا)، بالاضافة الي أربعة تونسيين، تمت صبيحة يوم عيد الاضحي في منطقة بنقردان المحاذية للحدود الليبية. وأوضحت الصحيفة أن التحقيقات الأولية كشفت أن هؤلاء الحالمين بالهجرة، كانوا اتفقوا مع شخص تونسي لنقلهم خلسة الي الساحل الايطالي انطلاقا من الشواطئ الليبية، صبيحة عيد الاضحي، حيث تجمعوا في الصحراء الليبية، ثم ركبوا حافلات لنقلهم الي أحد الشواطئ الليبية حيث كان ينتظرهم مركب بحري. غير أن الأمور سارت علي عكس ما يريدون، إذ تاهوا وسط الصحراء الليبية الشاسعة، ولم يبق أمامهم سوي محاولة التسلل الي التراب التونسي، لاعادة تنظيم أمورهم، ولكن حرس الحدود كان بانتظارهم، حيث اعتقلهم جميعا. يشار الي أن محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الايطالية انطلاقا من الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها 1300 كلم عادة ما تتزايد خلال الصيف علي الرغم من الاجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات التونسية للحد من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط. وبحسب دراسة تونسية حديثة، فان عدد محاولات اجتياز الحدود والابحار خلسة من تونس باتّجاه الضفة الجنوبية للمتوسط، سجل تراجعا ملحوظا خلال العام الماضي فاقت نسبته 50%. وأشارت الي أن عدد هذه المحاولات وصل الي 300 محاولة خلال العام القضائي 2005/2006، مقابل 720 خلال العام القضائي 2003/2004، بينما تراجع عدد محاولات اجتياز الحدود خلسة من 2734 محاولة الي 1559 محاولة. وعزت هذا التراجع الي قانون مكافحة الهجرة السرية الصادر في شهر فبراير/شباط من العام 2004 الذي ينص علي فرض عقوبات صارمة علي كل من يشارك أو ينظم مثل هذه المحاولات من الهجرة غير الشرعية.