دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى توحيد الصف الفلسطيني والى احتكام اللبنانيين للحوار وإلى وضع حد للنزيف الخطير في العراق. كما دعا إلى ترسيخ مفهوم جديد لعلاقات دولية أكثر عدلا وتوازنا. وشدد بن علي في كلمة ألقاها أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بتونس على أن احتواء الأوضاع الدولية البالغة التعقيد والتشابك يستدعي اعتماد مقاربة شاملة تقوم على التلازم بين السلم والأمن والتنمية مبينا أن معالجتها تستوجب استبعاد أسبابها وأهمها الإحباط والحرمان والتهميش. كما تتطلب العمل على تكريس حوار الثقافات والحضارات والأديان. وجدد دعوته إلى ضرورة إحلال سلام دائم وعادل وشامل في منطقة الشرق الوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية والى توحيد الصف الفلسطيني، وتغليب منطق الحوار، وتجنب كل ما من شأنه أن يحدث الفرقة والانقسام بين الفلسطينيين معربا عن الأمل في أن تتوافق القوى السياسية في العراق على مشروع مصالحة وطنية يضع حدا للنزيف الخطير الذي يتعرض له الشعب العراقي، ويعيد للمنطقة أجواء الثقة والاستقرار. وأبرز أن تونس أرض الحضارات وموطن التجديد، جعلت من نشر مبادئ الاعتدال والوسطية واحترام المعتقدات والرموز الدينية هدفا ساميا مع الحرص على تفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي ونشر قيم التسامح والتفتح والاعتدال، وإقامة جسور حوار متكافئ بين الحضارات والأديان. كما أكد الرئيس بن علي أن الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حققتها تونس كانت موضع إشادة وثناء من قبل الهياكل والمؤسسات الدولية المتخصصة، ومنها صندوق النقد الدولي الذي صنف تونس بين العشرين بلدا الأوائل في العالم سنة 2006 من حيث نسق نموها الاقتصادي، ومنتدى دافوس الذي ثمن منجزات الاقتصاد التونسي في تقريره عن الفترة 2006-2007 ملاحظا أن تونس تعززت فيها مقومات الحوار الوطني بتشريك الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية وممثلي المجتمع المدني في رسم معالم المرحلة القادمة.