يبدو أن الصفاقسى لم يتمكن من الخروج من دوامة النتائج السلبية التى لازمت الفريق منذ مدة. وزجت به فى مشاكل عدّة لم تتمكن إدارة النادى وجماهيره من تجاوزها رغم المحاولات العديدة لاحتواء الموقف والسيطرة على الوضع. ولم تات فترة الراحة التى خضع لها الدورى التونسى بالجديد بالنسبة للصفاقسى ولم يتمكن الفريق من العودة الى الانتصارات حيث تلقى هزيمة امام اتحاد المنستير ينتيجة 2-1 فى مباراة الاسبوع الفارط فى اطار الجولة الثانية من المرحلة الاياب. وزاد الطين بلّة، لقاء الكأس الذى أقصى منه الصفاقسى على يد فريق أولمبيك الكاف من الدرجة الثانية. رجّة جديدة جاءت لتهز أركان قلعة الأسود والأبيض التى لم تعد تحتمل الضربات القاسية والمتتالية. فيبدو أن حال النادى مضطرب ويعانى من عدم الاستقرار الداخلي، وأن كلّ الظروف لا تصب فى صالح النادى العريق. نهائى رابطة الأبطال الافريقية سيبقى عالقا فى أذهان إدارة الصفاقسى ولاعبيه وجمهوره، تلك المباراة الغريبة التى قلبت كيان النادى رأسا على عقب. منذ تلك المباراة التى انهزم فيها الصفاقسى ضدّ الأهلى المصرى فى ملعب رادس بنتيجة هدف لصفر، وخسر على إثرها اللقب الافريقي. معاناة "الأسود والأبيض"، تطفو على السطح، وشيئا فشيئا بدأت لعنة النتائج السلبية تلاحق النادى الصفاقسى ولم يتمكن جميع الأطراف من استساغة الهزيمة القاسية والانسحاب المرّ وخسارة اللقب.. كيف لا والصفاقسى كان قبل الدقيقة 92 بطل افريقيا للأندية.. لكن هدف أبو تريكة القاتل حوّل اللقب من صفاقس إلى القاهرة ويا ليته اكتفى بذلك. هدف أبو تريكة زج بالصفاقسى فى دوامة من الحيرة والشك تمادت إلى حدّ الاضطراب والانقسام الداخلي. ولوح رئيس النادى صلاح الدين الزحاف بالاستقالة، فى ظلّ تراكم المشاكل وانعدام الحلول الكفيلة لإخماد نار كان قد أشعلها النهائى الافريقي. لكن وبعد مشاورات عدل الزحاف عن فكرة الاستقالة، وعاد لقيادة سفينة الصفاقسى على أمل الخروج من العاصفة الهوجاء التى عصفت بالنادي.. والإرساء به على برّ الأمان.. وسعت جميع الأطراف إلى الالتفاف حول النادى والأمل يحدوهم فى نسيان الماضى القريب والتفكير فى مستقبل الفريق خصوصا فى سباقه فى الدوى التونسى والكأس. بعد أسابيع قليلة من النهائي، تلقى الصفاقسى صفعة جديدة من النجم الساحلى فى مباراة الجولة العاشرة من مرحلة الذهاب من الدوري. مباراة تكبّد فيها زملاء كريم النفطى خسارة مذلّة بنتيجة 5 أهداف كاملة، نتيجة لم يتلاقاها النادى منذ سنين. وساهمت هذه الهزيمة فى بعثرة أوراق النادى وباءت كل المحاولات بالفشل لنسيان اللقب الافريقي، وقلبت هذه الخسارة أوجاع النادى من جديد وعمقت جراحه، ووقف كل الغيورين مندهشين من الحال التى وصل إليها الصفاقسي، عاجرين عن إيجاد حلول ولو ظرفية للخروج من المحنة الخانقة. والبحث عن أبواب النجاة لانقاذ النادى من الوضعية السيئة. أمام الظروف المشحونة بالتوتر، رأى المدرب التونسى مراد محجوب وبمبادرة شخصية أنه من الصالح له وللنادى الاستقالة من تدريب الصفاقسى إيمانا منه بوجوب هبوب رياح التغيير على الفريق، ربما تأتى بالجديد المتمثل فى عودة النتائج الجيّدة والبعض من الاستقرار. كما خير المدرب المساعد غازى الغرايرى الانسحاب هو الآخر وجدّد النادى الصفاقسى تعاقده مع المدرب السويسرى ميشال ديكستال الذى كان قد أشرف على تدريب الفريق الموسم الماضي. واستبشرت جماهير النادى بهذا التغيير لعلّه يأتى بالجديد، خصوصا وأن الفريق عرف مع ديكستال فترات طيبة ومنها إحرازه على دورى أبطال العرب الموسم الماضي. كما يعرف ديكستال جيدا أجواء النادى واللاعبينن ولعلّ بقدومه تحصل رجّة نفسية للاعبين تمكنهم من تجاوز مرحلة الشك وعدم الثقة بالذات. ومنذ قدومه سعى ديكستال جاهدا إلى محو النهائى الافريقى والهزيمة الثقيلة أمام النجم الساحلى من أذهان اللاعبين، وحاول أن يطوى صفحة سوداء من تاريخ النادى وإعادة ترتيب البيت الصفاقسي. لكن ورغم عودة النادى إلى الانتصارات فى الدورى المحلى بقيت مشاكل داخلية خامدة تخص اللاعبين، فقد عجز النادى فى مرحلة ما عن تسديد أجور اللاعبين الذين هددوا بمقاطعة التمارين، إذا لم يتم تمكينهم من حقوقهم المادية، تصرفات تؤكد بأنّ العاصفة فى الصفاقسى لم تهدأ بعد وأن الفريق مازال يترنّح تحت وطأة المشاكل المتتابعة. كأس تونس.. والانسحاب المرّ يبدو أن الصفاقسى هذا الموسم، ارتبط قدره بالنكسات والاخفاقات، وأن سوء الطالع لا يزال يلاحقه. انتظرت جماهير الصفاقسى كأس تونس لتكون المنطلق الحقيقى للنادى خصوصا وأن القرعة أنصفت النادى عندما أوقعته مع أولمبيك الكاف فريق فى الدرجة الثانية من الدورى التونسي. واعتبر الفريق نفسه متأهلا آليا للدور المقبل من كأس تونس باعتبار اختلال موازين القوى بينه وبين الفريق المنافس. ودقت ساعة الحقيقة فى ملعب الكاف "الشمال الغربى لتونس" وفى 14 يناير أطاح أولمبيك الكافبالصفاقسى وأقصاه من الكأس وحقق بذلك المفاجأة السارة بالنسبة لجماهير الكاف، لينزل الخبر كالصاعقة على جماهير الصفاقسى وخيب آمالهم. الجماهير علقت آمالها على المراهنة على الكأس لكن حبل الأمل انقطع وسيناريو الخيبات يتكرّر فى أذهان إدارة النادى والمسؤولين واللاعبين والجماهير، وليطرحوا سؤالا هاما.. ماذا يحصل بالضبط؟.. خيبات متتالية ونكسات متلاحقة، وألقاب تضيع ومستقبل غامض، هل هو سوء الطالع أم حظ عاثر، أم ماذا.. هكذا يتساءل أحباء الفريق. ماذا نفعل؟ كيف نتصرف؟.. أسئلة تلاحقهم كالكوابيس يريدون لها حلولا. رحيل بوجلبان والعابدى اثار رحيل اللاعبين انيس بوجلبان ووسام العابدى وانتقالهم الى الدورى المصرى حيث انضم الاول الى الاهلى و التحق الثانى بالزمالك، جدلا كبيرا بين احباء النادى الذين تساءلوا عن جدوى الرحيل فى هذا الوقت بالذات والنادى يمر بأزمة خانقة. ويشكل لاعب الوسط انيس بوجلبان الرئة التى يتنفس منها الصفاقسى حيث لعب معه لسنوات عدة ويعتبر من الركائز الاساسية، لكن يبدو ان اللاعب عبر عن رغبته الملحة فى مغادرة الفريق فصد الانتقال الى ناد آخر. ودخل بوجلبان فى مشادات كلامية مع اعضاء من ادارة الفريق الذين اتهموه بتفضيل المصلحة الشخصية على حساب مصلحة الفريق اثر قبوله الانتقال الى الاهلي. وكشف بوجلبان فى مقابلة صحفية عن المشاكل الحقيقية التى يمر بها الصفاقسى وعن تجاوزات بعض اللاعبين والمسيرين. واختار بوجلبان "31 عاما" الاحتراف فى نادى الاهلى المصرى تاركا الصفاقسى يبحث عن توازنه على امل سماع اخبار سارة عن النادي. من جهة اخرى يعتبر انتقال المدافع الصلب وسام العابدى الى الزمالك المصرى خسارة فادحة للنادى نظرا لما يتميز به من خبرة وحنكة دفاعية كانت ستنفع النادى فى مرحلة الاياب من الدورى التونسي. من المؤكد ان رحيل الثنائى سيؤثر على مردوده وسيعمق من جراحه وسيترك حتما فراغا كبيرا يصعب سده لأنه من الصعب وفى هذا الوقت تعويض لاعبين فى قيمة بوجلبان والعابدي. ليثقل ترك اللاعبين كاهل الفريق ويزيد من مشاكله المتراكمة.ويأمل الغيورون على النادى تجاوز المحن التى المت بفريقهم واعادة ترتيب البيت حتى يعود النادى الى سالف عهده والى مستواه الحقيقى وذلك بتضافر جهود ادارة النادى واللاعبين والجماهير،فى غياب الرهان فى هذا الموسم.