وزّعت السلطات المغربية، أمس، صورتين لمطلوبين على خلفية التحريات الاحترازية التي تقوم بها في مواجهة تهديدات محتملة، ووصفت المطلوبين عزيز الشكواني وعبدالعلي الشعيري بأن لهما صلة بتنظيمات إرهابية يجري تفكيك خلاياها المبثوثة في مدن عدة. وذكرت مصادر أمنية أن ما لا يقل عن ستة أشخاص اعتقلوا في مدينة تطوان، شمال المغرب، في الأيام الأخيرة، في حين أُعلن إطلاق أربعة أشخاص من بين سبعة اعتقلوا في مكناس في إطار تفكيك «خلية إرهابية» مزعومة. وقال وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى أمام اجتماع حكومي رأسه رئيس الوزراء ادريس جطو، الخميس، ان بلاده اتخذت كل الاجراءات في مواجهة أي محاولة تهدف الى المساس بالأمن والاستقرار. وعرض إلى رفع درجة التأهب التي جاءت على خلفية «المعلومات المتوافرة لدى المصالح الأمنية المغربية والدولية وأخذت في الاعتبار الأحداث الإقليمية»، في إشارة إلى تحوّل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر الى «القاعدة في المغرب الاسلامي» وتفكيك السلطات المغربية شبكات عدة. ووصف وزير الاتصال (الإعلام) الناطق باسم الحكومة نبيل بن عبدالله الاجراءات التي التزمتها السلطات بأنها «تطاول مختلف المعابر من موانئ ومطارات وزيادة درجات الحذر إزاء تحركات الخلايا المرصودة»، ما يعني أن التحريات الأمنية تسعى إلى التأكد من تحركات أعضاء مفترضين في خلايا متطرفة، وفي مقدمها «السلفية الجهادية» و «الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال» و «أنصار المهدي» التي توصف بأنها امتداد ل «السلفية الجهادية»، خصوصاً بعد تأكد الأجهزة المعنية أن معتقلين سابقين في أحداث ارهابية عاودوا نشاطاتهم بعد خروجهم من السجن. ويسود اعتقاد أن بعض الناشطين غادر المغرب بهدف الانضمام الى تنظيمات جزائرية مسلحة. ومكّن التعاون القائم بن المغرب والجزائر في الجانب الأمني، على رغم استمرار الخلافات السياسية، من رصد ناشطين سلّمتهم السلطات الجزائرية إلى المغرب. إلا أن «الحلقة المفقودة» في ذلك التعاون تطاول الوضع في منطقة الساحل جنوب الصحراء حيث تنشط تنظيمات إرهابية في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومات المركزية. الحكم الذاتي... فرصة أخيرة من جهة ثانية، وصف مصدر رسمي اقتراح الحكم الذاتي في الصحراء بأنه «قد يكون الفرصة الأخيرة لتجاوز النزاع المفتعل». وقال وزير الاتصال نبيل بن عبدالله ان العواصم التي زارها الوفد المغربي الذي عرض تفاصيل الاقتراح، وهي فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة، تجاوبت ايجاباً مع المساعي المغربية. ووصف اقتراح الرباط بأنه يهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار في منطقة شمال افريقيا وبلدان الساحل جنوب الصحراء، بما يضمن السلم ويسمح بالسير قدماً في اتجاه التنمية الاقتصادية والاجتماعية. حزب إسلامي يقبل اليهود بين أعضائه على صعيد اخر (أ ف ب) قال لحسن داودي، الرجل الثاني في «حزب العدالة والتنمية» (الإسلامي) الذي يشغل أربعين مقعداً في البرلمان المغربي، ان يهود المغرب يمكنهم الانضمام إليه باعتباره ليس حزباً دينياً. وينوي الحزب زيادة مستوى تمثيله في البرلمان في الانتخابات المقبلة خريف 2007. وأوضح داودي (60 عاماً) النائب واستاذ الاقتصاد في حديث نشرته صحيفة «المغرب اليوم» (لو ماروك اوجوردوي) في عددها أمس الجمعة، انه في حال رغب يهودي مغربي في الانضمام الى الحزب «فسيكون مرحباً به في حال التزم مبادئ الحزب». وأضاف: «حالياً لا يوجد مغربي غير مسلم في حزب العدالة والتنمية على رغم انه في 2002 (الانتخابات الأخيرة) تأكدنا من تصويت يهود مغاربة لمصلحة حزبنا». وتابع: «منذ 15 قرناً يتعايش الإسلام واليهودية ولن نأتي اليوم لإعادة النظر في ذلك (...) وفي مطلق الأحوال نحن لسنا حزباً دينياً». وقال إن «الاسلام لم يكن أبداً مهيمناً على برنامجنا»، موضحاً أن المغاربة سيحكمون على «العدالة والتنمية» من خلال الحلول الاجتماعية والاقتصادية التي يستنبطها الحزب «وليس بمدى علو المآذن». وفي المغرب بضعة آلاف من اليهود يتمركزون أساساً في المدن الكبرى خصوصاً الدارالبيضاء، في مقابل 350 ألف يهودي في خمسينات القرن الماضي.