بسم الله الّرّحمان الرّحيم بمناسبة اليوم العالمي للإحتفال بعيد المراة أردنا أن نقدّم نوعيّة من النّساء يتحدّثن على نوعيّة من الرّجال القدوة قلبا و عقلا ... كيف تذكر هند الهاروني المرأة التّونسيّة شقيقها السيّد عبد الكريم الهاروني بهذه المناسبة : هوّ السّجين السّياسي و سجين الرّأي ، القياديّ في حركة النّهضة و الأمين العام السّابق للإتّحاد العامّ التّونسي للّطلبة أكبر منظّمة طلاّبية عرفتها البلاد في الثّمانينات والّذي يقبع في سجن المرناقيّة بتونس منذ أكثر من عقد و نصف من الزّمن . إنّه الأخّ الوفيّ والعزيز عليّ كثيرا وعلى كلّ الذين عرفوه من قريب أو من بعيد في تونس والعالم ... مناضل وزعيم سياسي ونقابي.....يتمتّع بأخلاق عاليّة وسلوك حسن ..... كإمرأة أجد دائما فيه الرّجل المتكامل و الكمال لله سبحانه تبارك وتعالى و ما شاء الله و لا قوّة إلا بالله ..... لقد عرفت فيه معنى الأخ المحب والمساند والنّصوح .... يفعل ما يقول ، عطوف معي ومع العائلة ومع كلّ النّاس .... شديد التّواضع لا أتحرّج أبدا في الحديث معه في أيّ مسألة تشغلني....يتّسم باليّن والإيثار و يحترم الصّغير و الكبير.... تراه دائما وبفضل من الله مبتسما جدّيّ يدعو إلى نصرة الحقّ و القضايا البشريّية العادلة ...مسالما ، لا يؤمن بالعنف ولم يعرف الحقد يوما طريقا إلى قلبه ورغم سجنه لمدّة 16 سنة ظلّ كما عرفناه ، قويّ الإرادة ، صبورا وذا حكمة وتبصّر في معالجة الأمور. هو الأخ الحاضر دائما في القلب والعقل والجوارح .....عرفت فيه معانى الرّجولة الحقّ ... يحترم المكانة الانسانيّة و يجعل دفاعه عن الكرامة البشريّة و عن الحرّيّة في المرتبة الأولى... يبرّ الوالدين و يحبّ عائلته فردا فردا ... لأمّّي رحمها اللّه منزلتها الأولى في قلبه وهو يقول عنها كما ورد في المثل التّونسي " مين هاك العرف ، من هاك الشّجرة " لا ينسى أحدا..... يعطي الأخت عطفه و حنانه ومساعدته بالرّأي و المشورة حتّى و هو في السّجن... .. يعطي البنت الصّغيرة أيضا حقّها عليه و يخاطبها بخطاب رقيق صادق وحكيم كمربّي ناصح ..... رجل ملتزم بعهوده لايغدر أبدا و لايخون الأمانة ولا يعرف النّفاق طريقا له ....... كلّ من عرفه عرف فيه كلّ هذه الصّفات ..... يحبّ العلم وأهله.... بارع في لعبة الشّطرنج ..... رياضيّ سابق في فريق كرة القدم في فريق المستقبل الرّياضي بالمرسى ، كما يحبّ لعبة كرة الطّائرة و يهوى الصّيد ... كما يشغل وقته بأعمال كثيرة .... رسائله التي كانت تصلنا تؤثّر فينا و في كل من يقرئها ..... وفي كلّ مرّة أقرئها أبكي من صدقه و أحاسيسه الصّادقة التي تدخل قلبي بدون استئذان لما تتضمّنه من إنسانيّة وحبّ صادق. من أخلاقه أيضا أنّه يحترم الرّأي المخالف ولا يقصي أحدا و تاريخه المعروف في ا لجامعة من الادلّة القويّة على ذلك . جمع أخي عبد الكريم في نفسه و في شخصيّته معاني نبيلة ومتنوّعة فهو الأخ ، والأخ الأكبر والأخ التّوأم لأختنا كريمة والأب والصّديق والخال والعمّ و هو الرّجل الّذ ي نادرا ما تجتمع فيه كلّ هذه الصّفات الحميدة ..... كثير من النّساء في تونس و العالم يجدّدن دائما و في كلّ المناسبة تقديرهنّ له و تعاطفهنّ معه ويطالبن بإطلاق سراحه من السّجن وأنا في مقدّمتهنّ لأنّ بشرا بمثل هذه الأخلاق المتميّزة لا يمكن أن يكون في السّجن إنّ أخي عبدالكريم هو الرّجل الذي أفتخر به على الدّوام والحديث عنه يأخذ بدون مبالغة من الوقت كتابة كتب .