سيدي بوزيد: انقطاع الكهرباء في هذه المناطق    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    بطولة الكويت : الدولي التونسي طه ياسين الخنيسي هداف مع فريقه الكويت    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    سعيّد يُسدي تعليماته بإيجاد حلول عاجلة للمنشآت المُهمّشة    طقس اليوم : مغيم جزئيا والحرارة تصل إلى 37 درجة    التوقعات الجوية لليوم السبت    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    افتتاح مهرجان ربيع الفنون الدّولي بالقيروان    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    الهند تحظر واردات كافة السلع من باكستان    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    علماء يحذرون.. وحش أعماق المحيط الهادئ يهدد بالانفجار    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحسّن وضعية السدود    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    البنك المركزي التونسي: معدل نسبة الفائدة في السوق النقدية يستقر في حدود 7،50 بالمائة في أفريل 2025    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرزوقي :أراقب الانتخابات الموريتانية بكثير من الأمل وكثير من الخشية

في وسط العاصمة نواكشوط مساء الخميس07-03-2007وعلى بعد أمتار من القصر الرئاسي حيث توضع اللمسات الأخيرة على مشهد نهاية المرحلة الانتقالية التقت وكالة الأخبار الحقوقي المغاربي البارز الدكتور المنصف المرزوقي حيث دار حوار تطرق لمختلف إشكالات الساعة من رؤيته للتجربة الديمقراطية في موريتانيا والرقابة الدولية على الانتخابات مرور بالانتقادات التي وجهت لهذه التجربة الوليدة إلى وضعية الحريات في تونس والعالم العربي وغيرها من المسائل الهامة.
وقبل الدخول إلى تفاصيل المقابلة لابد أن نتوقف مع مسيرة الحياة النضالية الحافلة لضيفنا فقد ولد الدكتور المرزوقي يوم 7يويلية 1945 بقرن بالية ضمن عائلة "مغاربية" بحق من أربعة أشقاء وسبعة إخوة من أكثر من أم في تونس وفي المغرب.وبدأ الوعي السياسي للمرزوقي يتشكل منذ وقت مبكر حيث يقول أنه: في سنة 1956 بدا له الاستقلال كحفلة مظلمة لا تعني شيئا خاصة "وأنا أقاد لمركز البوليس السري لأول استجواب في تاريخي القصير".
ورغم صعوبة ظروف! ه الأسرية فقد تلقى تكوينا علميا متميزا أهله لمراكز متقدمة في حياته العلمية والمهنية التي امتازت بالجدية والنشاط ولم تعرف الكلل والملل حيث حصد العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والدولية في إطار تخصصه وهو الطبيب الجاد المؤمن بأهداف مهنته الإنسانية حيث مارس العديد من الأبحاث الميدانية في بلاده.اكتسب خبرة كبيرة من عمله في فرنسا ولاحقا في تونس التي شغله مرضها بداء الفساد والاستبداد ودفعت به عقليته العلمية الجسورة لمقاربة الأدواء والعلل السياسية التي تعاني منها البلاد قبل العباد وعاش ولاشك محللا للعلاقة السببية في هذه الجدلية وهو الذي ارتسم خطا أوائل المغاربة ابن رشد وابن باجة في الجمع بين الطب والفلسفة السياسية والحقوقية.
وفي سنة 1984 شخص داء البلاد والعباد الذي تجسد أمام ناظريه في التردّي الهائل للجسم والعقل في شخص الحاكم الذي يقول عنه:"كان مصيرنا جميعا بين يديه وخرجت من اللقاء به بالغ الغمّ والقلق.وكنت بعيدا كل البعد عن تصور ما سيكلفنا الرجل بخياراته المشؤومة أونهايته المحزنة".وفي نفس العام بدأ ممارسة العمل السياسي من خلال النضال الديمقراطي والعمل الإعلامي والفكر! ي.
ومنذ ذلك التاريخ بدأ النشاط الحقوقي الذي تألق فيه خلال قيادته لس فينة العمل الحقوقي في بلاده والمتمثل في الإطار الأقدم الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مدافعا عن الحريات الديمقراطية التي تغول جهاز دولة القمع ليلتهما دفعة واحدة وخلال ما يسميه "العشرية المظلمة" دافع عن كل المظلومين بلا استثناء ومن كل الاتجاهات السياسية بجسارة وشجاعة مشهودة.عاش الحصار والاعتقال والمنع من السفر والسجن والعزل الانفرادي لفترات مختلفة واجهها بصمود وثبات.قاد وأسس العديد من الأطر الحقوقية المدافعة عن الحريات في تونس والبلاد العربية عاش فترات جد عصيبة في سنوات 1999-2000.
وأخيرا اضطر للخروج إلى المنفى في ديسمبر 2001 بعد أن قبل عرضا تقدمت به جامعة باريس ليدرس الطب بها حيث يوجد اليوم منشغلا بوضعية الحريات وحقوق الإنسان في أقطار وطن أحبه وانتمى إليه.يزور موريتانيا وهي على أعتاب منعطف خطير ولعل موريتانيا "الأمل" و"المستقبل" بحاجة لشهادة الدكتور المرزوقي الذي عاش وضعا مشابها لما تعيشه الآن في بلاده سوف تحسم النتيجة القادمة مدى اختلافه أو اتفاقه.
*الأخبار:ما هو شعورك وأنت تشارك في مراقبة أول انتخابات عربية يترك فيها الحاكم منصبه طواعية لمن يختاره الشعب..ويتجه ! فيها الناخبون إلى صناديق الاقتراع دون معرفة من سيكون رئيسا للبلاد؟
الدكتور المر زوقي: أولا كما أكدت على ذلك هذه تجربة لاتهم الموريتانيين وحدهم بل تهم كل العرب وبالتالي أنا أتيت إلى هنا مع الأستاذ عبد الوهاب معطر زميلي في اللجنة العربية لحقوق الإنسان لنراقب هذه الانتخابات باعتبارها حدثا عربيا وليست حدثا موريتانيا فقط ويهمنا مباشرة كعرب من الواضح أن هذه التجربة هي الإجابة الممكنة على مسألة النظام السياسي العربي لأننا نعلم أن هذا النظام السياسي العربي الذي ورثناه بعد الاستقلال انتهي في العقول وفي القلوب وهو نظام قاد الشعوب وقاد الأمة إلى التهلكة بثلاثيته المعروفة الشخص الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد وما نتج عن ذلك من فساد وقمع وحكم مخابراتي إلى آخره هذا النظام انتهى في العقول وفي القلوب وهو الآن بصدد التصفية ولكن هذه التصفية تتم إما بطريقة عنفيه أو بطرق سلمية ولأنه مثل ماقلت في العديد من المرات لا يصلح ولا يصلح وبالتالي فهو يواجه إما بالمقاومة السلمية أو بالمقاومة العسكرية العنفية.وموريتانيا بصدد تجربة تشكل حلا ومخرجا لهذا النظام السياسي العربي يعني تترك الحاكم يستط! يع أن يخرج من الحكم وهو يحافظ على شرفه يحافظ على حياته في نفس الوقت ال ذي لاتكلف فيه هذه النقلة المجتمعات ثمنا باهظا وبالتالي نجاح هذه التجربة في موريتانيا يمكن أن يكون حلا يحتذي به في الكثير من البلدان العربية ولذلك أراقب هذه الانتخابات بكثير من الأمل وبكثير من الخشية في نفس الوقت أتمنى أن تكون الأمور جميلة أكثر مما هو ممكن ولكن على كل حال أنا عندي ثقة أن الشعوب بدأت تنضج لمثل هذه الحلول وكذلك الأنظمة العربية.
*الأخبار:واجهت التجربة الموريتانية انتقادات عربية لعلكم على اطلاع بتفاصيل بعضها على سبيل المثال مغاربيا العقيد القذافي قبل أيام ومن قبل محمد حسنين هيكل السؤال هو كيف يمكن الاستفادة من التجربة السياسية في موريتانيا عربيا؟ أم أنها غير قابلة للنقل؟
الدكتور المرزوقي: أنا سبق وأن رديت على هيكل لما سخر من الشعب الموريتاني باعتباره شعبا صغيرا وهامشيا وهذا كلام لا يليق برجل مثل هيكل وهو واحد من المسئولين الكبار عن هذا النظام السياسي العربي لأنه أيضا كان من الرجالات الذين نصبوا هذا النظام ودافعوا عنه في الخمسينات وهو النظام الذي قادنا إلى كل المآسي التي تعرفون أما كلام القذافي فهو غير مقبول تماما ولكنه مفهوم من طرف دكتاتور متسلط على كل ح! ال هذه تجربة ديمقراطية تخيف رجلا كهذا وأنا أفهم موقفه في هذا السياق لكن الثابت أنه لنا ما نتعلمه من التجربة الموريتانية وهذه النظرة التي لدي البعض أن قضية هذا الشعب بعيد وهامشي وفقير نظرة حقيقة ستعود بالوبال على أصحابها لأنه أحيانا مثل ما يقول المثل العربي يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر وربما في هذا البلد العربي الفقير الذي لم تسعفه الطبيعة بالحظوظ التي أسعفت بها بلدانا أخرى إلى آخره وإن كنت علمت أنه بدأت هناك ثروات موريتانية تستغل وأنه ربما يخرج الشعب الموريتاني من التخلف السياسي وأيضا من التخلف الاقتصادي هذا ما أتمناه من كل قلبي.ولنا أن نتعلم الكثير من التجربة الموريتانية وقد كنا الآن في اجتماع مع اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات وبصراحة أنا وزميلي الأستاذ عبد الوهاب معطر دهشنا لما رأينا من دقة ومن تنظيم ومن جدية ومهنية يمكن أن نتعلم منها حتى من الناحية التقنية بغض النظر عن الناحية السياسية هناك الآن تجربة رائدة من الممكن في أي وقت من الأوقات أن يأتي الموريتانيون ويعلمونا.لكن القضية الأهم أنه ليس للموريتانيين الحق وأقولها ليس للموريتانيين الحق! في أن يكذبوا ويخيبوا هذه الآمال لأن الإحباط سيكون كبيرا إذا اكتشفنا ل اقدر الله أن هذه كانت عبارة عن إخراج مسرحي لتواصل نفس النظام السياسي العربي من داخله.
*الأخبار: يقول المنصف المرزوقي:"بأن الغلطة الكبيرة اللي يرتكبها الكثير من الناس ومنهم الإسلاميين وحتى الديمقراطيين لأنهم يتصورون أن الديمقراطية قضية الانتخابات التعددية فقط لا الانتخابات أنا دائما أشبهها بهذه الطاولة التي يجب أن ترتكز على أربع قوائم.. أربعة أرجل, الحريات الفردية الحريات العامة استقلال القضاء والتداول على السلطة, بحيث هذه الطاولة لا يمكن أن تكون موجودة ومستقيمة أن لم تتواجد القوائم الأربعة؟ السؤال هو كيف تنظرون الطاولة الآن في العام العربي وفى موريتانيا؟
الدكتور المرزوقي: أنا خلافا لما يقال اعتقد أن الديمقراطية في العالم العربي تتقدم بخطى حثيثة لأن الديمقراطية هي أولا عقلية وأخلاق وهذا يكتسب بالممارسة ويكتسب بطول الوقت لكن من الناحية الإجرائية من الناحية العملية أنا دائما أشبهها بالطاولة لها أربعة قوائم الحريات الفردية والعامة واستقلال القضاء والتداول السلمي على السلطة وحرية التنظيم ولو شاهدنا هذه الحريات في العالم العربي لكتشفنا أن حرية الرأي والتعبير أصبحت مضم! ونة فعليا حتى ولو بقيت أنظمة متخلفة تعاقب على كذا وكذا لكن بحكم الإنترنت والفضائيات وبحكم تحرر الناس من الخوف أصبح الحاكم العربي هو الذي ليس له الحق في الرأي والتعبير لأنه لا أحد يصدق ما يقوله الدكتاتور وهذه ضربة كبيرة للدكتاتورية لأن الدكتاتورية التي لا تتحكم في العقول أو تفقد منوبول الإيديولوجيا فقدت جزئا هاما من سلطتها بحيث أننا نحن العرب نتكلم ونمارس حق الرأي والتعبير والدكتاتور وأزلامه هم صامتون بخل وساكتون بعار.في قضية حرية التنظيم باستثناء ربما سوريا التي مازالت تحافظ على هيكل الحزب الواحد إلى آخره الآن نرى التعددية السياسية والتعددية الاجتماعية فرضت نفسها حتى في اعتي الدكتاتوريات وأشرسها التي هي سوريا وتونس وفي هذين البلدين نجد تنظيمات مجتمع مدني وأحزاب تحاول التهيكل داخلها بحيث انتهت قضية محاولة حصر دولة في مجتمع واستغلال القضاء مثلا لما نشاهد الحركية الموجودة في مصر حركية مهمة جدا يعني القضاء بدأ يتحرك والقضاء المصري يمكن أن يعطي مثالا للقضاء العربي. القضية الأخرى التي هي التداول السلمي على السلطة هنا أيضا تحركنا خطوات من الأ[حادية المهمشة البليدة التي عرف! ناها في السبعينيات أنه ليس هناك إلا رئيس واحد منتخب بصورة آلية مرة مثل ما في الأحادية المزيفة الموجودة في تونس وهي أنه نحاول أن نقيم تعددية وهي بطبيعة الحال تعددية يزيفها الدكتاتور.في موريتانيا الآن تقدمنا خطوة ثانية وجاءت التعددية التجريبية لا أقول الحقيقية لأنه يجب أن ننتظر الانتخابات والمهم أننا تقدمنا خطوة ثانية بحيث لما ترى كل هذه التجارب تتراكم تشعر أن الديمقراطية يتقدم فيها العالم العربي بخطى حثيثة بسرعة مختلفة حسب البلدان لكن الاتجاه هو نحو هذه الديمقراطية لأن رأي أن كل الأنظمة الاستبدادية انتهت في العقول وفي القلوب بسبب التصفية ويجب أن نصفيها دون أن يكلف ذلك ثمنا باهظا من الدم والدموع وإلى آخره.إذن هذه التجربة الموريتانية هي مهمة جدا ومشت في الاتجاه الصحيح الذي هو أقل تكلفة ممكنة لاكن إن شاء الله لاهذه التجربة ستعطي أفكارا لكل الحكومات العربية في كيفية الخروج من المأزق الذي وضعت فيه نفسها ووضعت المجتمعات كذلك فيه.
*الأخبار: ما هو تقييمك لمدى مصداقية وجود مراقبين دوليين؟ الكثير من المنظمات الدولية كانت شاهدة عندنا في انتخابات 1992 و2003 على ما يعتبر الآن انتخابات مزورة؟؟! كيف يرى المرزوقي إشكالية الرقابة الدولية ل! لانتخابات؟؟
الدكتور المرزوقي: هو بصراحة وجود مراقبين على الانتخابات مؤشر سلبي دائما ووجود مراقبين يبعث على الريبة والشك وهو شيء لا يبعث على الاطمئنان وموريتانيا ستكون فعلا دولة ديمقراطية يوم لا يفكر أحد بوجود مراقبين لكن في الفترة الانتقالية من الممكن أن يكون لهم دور إيجابي وبالنسبة للسلطة إذا كان فيها عناصر ونحن لا نتصور السلطة ككل كل متماسك في هذه الحالة وجود مراقبين يمكن أن يقوي جانب السلطة الذي يريد النزاهة على ذلك الشق الذي يريد التلاعب والرذيلة التي اكتسبها في الماضي.كذلك يمكن أن يدعم المترشحين بأنهم أناس جائو ليضمنوا هذه النزاهة يجب أن نقبل أن هذه مرحلة بسلبياتها وإيجابياتها لكن ما أتمناه هو أن الانتخابات الموريتانية المقبلة لاتكون بحاجة إلى مراقبين لأن موريتانيا لن تكون بحاجة إلى مراقبين لإثبات تجربتها الديمقراطية.
*الأخبار: كيف يغير المناضلون في الخارج من واقع بلدانهم؟ ولماذا لاتعودون إلى الأراضي العربية أم الدفاع عن الحقوق لا يتأتى إلا في منافي "باريس" أو "واشنطن"؟؟!!
الدكتور المرزوقي: أولا أيريد أن أقول إن النضال من الداخل كان مفروضا ل! كن يجب أن لا تنسي أن هذه أنظمة لا تسمح بأي شكل من أشكال النضال وتخنق ا لمناضلين بحيث تضطر جزء منهم إلى الخروج عن بلده وأنا بصفتي إنسان عشت مرحلة النضال من الداخل أكثر من عشرين سنة وفي الأخير اضطررت إلى الخروج عن بلدي لأن الطريق الوحيد للتواصل مع التونسيين هو الخارج لأني أستطيع أن أذهب إلى فضائيات إذن القضية حسب رأي لا يجب أن تطرح داخلا ضد خارج القضية يجب أن تطرح لأن اليوم الداخل والخارج ألغي بفضل وسائل الإعلام الحديثة القضية هل هؤلاء الديمقراطيون العرب هم وطنيون أم مخالب قط للإمبريالية الأمريكية يجب أن لا ننسى أن الإدارة الأمريكية حاربت الديمقراطية العربية إلى سنة 2000كانت دائما مع الدكتاتوريات والآن تساند شخصا مثل القذافي رغم معرفتها بكونه دكتاتورا والتدخل الأمريكي في العراق كان كارثيا وضربا للديمقراطية حصل باسم الديمقراطية الحقيقي أن هؤلاء الديمقراطيون العرب يعتبرون ؟أن الديمقراطية مطلب شعبي لإعادة الهيبة للدولة وللشعب ولإعادة سيطرة الدولة والمجتمع على الخيرات والثروات التي تهدر يعني هذا هو الخط الحقيقي وليس بين الداخل والخارج أنا بكل وضوح أنتمي إلى تيار ديمقراطي معادي لليبرالية الأمريكية ومعادي لكل ماهو تدخل أمريكي بالعكس أعتبر أن هذا التدخل! هو أحد أسباب تعطل المشروع الديمقراطي مع أنني بطبيعة الحال لاأعادي الشعب الأمريكي ولا المجتمع الأمريكي مع انه أساس السياسة الأمريكية وخاصة سياسة جورج بوش.
*الأخبار:ما هو تقيمكم لحجم خسارة الدول المغاربية السياسة والاقتصادية جراء فشل مشروع الوحدة والذي يبدو أنه حتى الدول الأوربية المتوسطية بدأت تدرك أنها هي أيضا تخسر جراء حالة التمزق الحالية؟؟
الدكتور المرزوقي: وحدة المغرب العربي وبالأساس وحدة الأمة لن تكون أبدا بيد أنظمة دكتاتورية منافية لفكرة الوحدة لأن كل دكتاتور يعتبر أنه الإله المقدس من لم يلد ولم يولد بالنسبة للوطن هو مزرعة يتحكم فيها بالطبع لايمكن لأحد أن يسلم بعض صلاحياته لأي دكتاتور آخر أربا لم تتحد في ظل دكتاتورية النازية والفاشية لكن بعد ما انهارت هذه الأنظمة بدأت تتوحد والآن أربا دخلت مرحلة كبيرة من الاندماج ونحن العرب والمغاربة بصفة خاصة نتمي إلى نفس المقومات اللغة والثقافة ما يفرقنا هو الاستبداد لما تزول هذه الأنظمة العملية الوحدوية ستكون سهلة وهذا ما أسميه معركة الاستقلال الثاني أي التخلص من أنظمة الاحتلال الداخلي البوليسية والعسكرية التي يتحكم في! ها الاستبداد ومع وجود هذه الأنظمة ليس هناك إلا وحدات شكلية وهزيلة ويمك ن أن تفسخ بجرة قلم إذا غضب هذا الدكتاتور على الآخر.
الأخبار: ماحجم ممارسة التعذيب في الدول العربية وخصوصا دول الاتحاد المغاربى؟
الدكتور المرزوقي: نحن دائما نتحدث عن الإرهاب فالإرهاب هو من مميزات بعض الجهات المسلحة لكن هذا الإرهاب الفردي هو مجرد الشجرة التي تغطي الغابة الغابة هي الدولة الاستبدادية وهي مجرمة وإرهابية والتعذيب هو جزأ من إرهاب المجتمع ولكن هي أداة عمل لابد من التعذيب لترويع الناس وتخويفهم ولكسر شوكتهم لا لإذلالهم ولهذا فالتعذيب هو قضية ملاحقة وصفة من صفات الدولة الاستبدادية وما دامت هذه الدولة الاستبدادية سيبقي التعذيب إذا خفت مراحله أم لا مرحلة ثانوية جدا واليوم نرى في تونس عودة التعذيب المكثف تذكرني بما حدث في التسعينيات لأن النظام مهدد كلما شعر بالتهديد رجع إلى نفس الممارسة ولهذا قضية التعذيب من جديد ليست قضية حقوقية هي قضية سياسية في الأصل لأن التعذيب هو أداة عمل هذه الدولة الإرهابية ونهايتها هي الأصل لنهاية التعذيب.
*الأخبار: ما هي آخر فصول أزمة المحامى والسجين التونسي محمد عبو؟
الدكتور المرزقي: محمد عبو هو زميلنا ومناضل من أجل ال! حريات وحقوق الإنسان وعضو في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وهو مناضل حقوقي محترم ومحامي ويقبع في السجن الآن دخل في سنته الثالثة لسبب بسيط أنه كتب في الإنترنت مقال ضد زيارة شارون إلى تونس وهو مثال على ما يمكن أن يتعرض له مجرد شخص يكتب في فضاء غير موجود في تونس ومراقب جدا لقد طالت محنة محمد عبو ومحنة زوجته وعائلته ونحن تجندنا وسنتجند ونطلب من كل الإخوة الآخرين أن يتذكروا دائما اسم محمد عبو ونطالب بإطلاق سراحه بكل الوسائل.
الأخبار: تونس من البلاد العربية الرائدة في مجال العمل الحقوقي كيف ترون مستقبل العمل الحقوقي في تونس؟
الدكتور منصف المر زوقي: العمل الحقوقي في تونس هو فعلا عمل رائد وخلاق لكنه عمل محاصر منذو التسعينيات أنا أذكر أن الدكتاتور الحالي حل الرابطة التونسية في العام 1992واضطر إلى إرجاعها تحت ضغط المجتمع الدولي لكن يحاصرها إلى يوم الرحمان هذا وهي لا تستطيع أن تعمل كذلك نحن أسسنا في عام 92المجلس الوطني للحريات الذي نشر قائمة المعذبين على الإنترنت كذلك هناك منظمة اسمها منظمة الدفاع عن المسجونين محرمة وممنوعة هناك لجنة ضد التعذيب محرمة وممنوعة كل منظمات الحق! وق تعمل تحت المراقبة لهذا النظام الذي حاول في بعض الأوقات أن يستعمل حق وق الإنسان حاول نوع من الميكافيلية بيد أنهم يمارسون التعذيب ويكبتون الحريات وفي نفس الوقت يتشدقون بحقوق الإنسان إلى درجة أنهم يحتفلون بيوم 10-ديسمبر- والرئيس يخطب يومه نوع من المكائد البليدة والمفضوحة لكن الثابت الآن أن هذه الحركة الحقوقية مقموعة بقوة لكنها متواجدة وأن النظام لم يستطع رغم شراسته أن يكسرها ويحتضنها ويستعملها.
*الأخبار: الأستاذ عبد الوهاب معطر كيف تقيمون من خلال متابعاتكم المسار الانتقالي في موريتانيا؟
عبد الوهاب معطر: تقيمنا لما يقع في موريتانيا هو تقيم من يأمل لهذه المرحلة أن تنجح ما وقع في موريتانيا هو يشكل مخرجا لأزمة الديمقراطية العربية التي تراوح بين الانقلابات العسكرية والكفاح المسلح أو أن الشعب يصاب بالإحباط والفشل خاصة أن عملية التحول الديمقراطي تحت الديكتاتورية فالتحول السلمي أصبح أمرا بعيد المنال وللذلك فإن عملية التحول التي وقعت في موريتانيا ظلت تشكل مخرجا للنظام العربي ككل وفي هذا المجال موريتانيا ليس فقط بقصد السبق التي هي محطة آمال للأمة وللشعوب العربية ولهذا فإن وجودنا هنا نأمل أن نحمل الأمل للشعب العربي ولكل فئاته الشعبية أن الانتخابات النزيهة ممكنة وأن التحول السلمي نحو الديمقراطية ممكن وهو أمر أصبح ملموسا في موريتانيا.
الأخبار: الدكتور المرزوقي: ما هو تقيمكم لتأثير الحصار المفروض الآن على الشعب الفلسطيني بعد ما صوت لخيار حركة المقاومة الإسلامية حماس؟؟
الدكتور منف المرزوقي: هذا الحصار فضيحة وأنا بالنسبة لي أكبر ضربة للمشروع الديمقراطي العربي هو التدخل الأمريكي ورفض الاعتراف بالانتخابات في فلسطين لأن هذا ضرب لفكرة الديمقراطية ولأن العرب مع الأسف مازالوا يقارنون دوما بين الديمقراطية والغرب بحيث أنه ]مكنني أن أقول لك والله أنتم تتبعون الغرب لكن ما هو الغرب؟وأريد أن أذكر أن الغرب نفسه فيه حركات مناهضة للديمقراطية لايجب أن ننسى أن أكبر ديكتاتورية كانت هي النازية والفاشية والإسبانية إذن يجب ألا ينسى العرب أن الغربيين فيهم قوى مناهضة للدين وتكره الديمقراطية والديمقراطية لم تنتصر في الغرب إلا في الخمسين سنة الأخيرة لكن بقيت مدة مائة سنة 1840إلى اليوم محاصرة لكن عدم الاعتراف هو ضربة لفكرة الديمقراطية وهناك الآن في الغرب من يعتبرون أنها غلطة سياسية ليست فقط غلطة إنسانية وأنا كديمقراطي و! عربي أدين هذا الاعتراف مع أنني لست إسلاميا وهذا معروف أنا إنسان لائكي علماني وأفخر بهذا ليس لي في هذا ما أخشاه بحيث أن نكون صريحين مع أنفسنا فالديمقراطية يجب أن تأخذ مجراها وإذا جاء الإسلاميون إلى الحكم لهم الحق في استعمال الدولة شرط ألا يقلبوا عوامل الديمقراطية التي جائوا بها إلى السلطة وهذا هو الشرط الوحيد وإلا فإن الديمقراطية لامعنى لها وأعتبر أي موقف من العلمانية يرفض وصول الإسلاميين إلى السلطة هو العودة إلى ما قبل السلطة لأني أنا مستعد أن أعطيك السلطة شريطة أن تأتي بالنتيجة التي أريدها يجب أن نترك للشعب حق التصويت لكن من يصل إلى السلطة لا يجب أن يضرب الديمو قراطية أو أن يعودوا عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.