شارك المرشحان للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا الخميس في مناظرة تاريخية وصفت بانها سابقة من اجل تعزيز الديموقراطية في بلد لم يشهد يوما تناوبا على السلطة. وقال رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية احمدو بال التيجاني ان "الحصيلة ايجابية بالنسبة لسابقة. انه امر جيد جدا لتعزيز الديموقراطية يساعد الناخبين على الاختيار. انها سابقة في الدول العربية". ونظمت هذه المناظرة التي استمرت حوالى ثلاث ساعات وتم بثها مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون قبل اقتراع يشكل المرحلة الاخيرة من عملية نموذجية حتى الآن لاعادة السلطة الى المدنيين بعد انقلاب عسكري في آب/اغسطس 2005 . وجرت المناظرة التي نظمتها هيئة الاذاعة والتلفزيون بين سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله (69 عاما) واحمد ولد داداه (65 عاما) اللذين حصلا في الدورة الاولى من الانتخابات التي جرت في 11 اذار/مارس على 24,80% و20,68% من الاصوات على التوالي. ويبدو ولد عبد الله الاوفر حظا للفوز في الاقتراع الذي لا تبدو نتائجه محسومة مع ذلك. وكانت المناظرة اقرب الى خطاب شخصي لكل من المرشحين اللذين برهنا عن اعتدال بعد ان تفاهما على تجنب مواجهة مباشرة والمواضيع التي تثير الغضب. واكد التيجاني ان "تبادل الآراء بشكل توافقي جزء من الطباع الموريتانية". وقال المدير العام للتلفزيون العام حمود ولد محمد "نريد ان نبرهن على ان كل القضية ليست مشكلة معقدة وان نطمئن الناس". واضاف ان "كل مرشح يصف خصمه بانه صديق. من المهم جدا ان يرى الناس انه يمكن التحدث بشكل سلمي في رأس السلطة". وشملت المناظرة محاور مثل تعزيز الوحدة الوطنية والحكم الرشيد واقامة دولة القانون ومحاربة الفقر وتحسين ظروف المواطن والاقتصاد واستغلال الثروات والعلاقات الخارجية. وقال سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله انه يؤيد "تغييرا عميقا وكاملا ومسؤولا" مؤكدا انه يتمتع "باغلبية مريحة لتشكيل حكومة". من جهته اكد ولد داداه المعارض التاريخي لمعاوية ولد طايع ان "التغيير ممكن وموريتانيا جديدة امر ممكن" داعيا الناخبين الى "طي صفحة الماضي". واضاف ان "النصر سيكون في 25 اذار/مارس". وتشكل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية سابقة في البلاد حيث كان الرؤساء ومنذ الاستقلال عام 1960 يصلون الى السلطة بانقلابات عسكرية ويعاد انتخابهم من الدورة الاولى في عمليات اقتراع يشوبها التزوير. ولم يسبق ان نظمت مناظرة بين دورتي الانتخابات في موريتانيا البلد الذي يمتد على مساحة اكبر من فرنسا بمرتين ولا يتجاوز عدد سكانه 13 مليون نسمة. الا ان معسكري المرشحين يؤكدان ان تأثير المناظرة لن يكون كبيرا على الاقتراع الاحد الذي يفترض ان يتأثر بالانتماء الاتني والمناطقي كما حدث في الدورة الاولى. وقال محمد محمود ولد دهمان المتحدث باسم عبد الله لوكالة فرانس برس "يفترض الا يغير التصويت بشكل جوهري والمرشحان تقدما بالمقترحات نفسها". واضاف ان "الفرق بينهما هو الصورة وسيدي (ولد شيخ عبد الله) يوحي بالثقة اكثر". اما معسكر ولد داداه فقد عبر عن غياب المناقشة المضادة. وقال عبد الرحمن ولد محمد صالح ان "هذا الامر يقلل من اهمية المناظرة التي تحولت الى عرض عادي للبرنامج". لكنه رأى ان ولد داداه اثبت انه يتميز "بسياسة اجتماعية تطوعية". واضاف "لكنني لا اعتقد ان هذا الجدل سيؤثر على انتخابات الاحد لانه لم تجر مواجهة بين الافكار". واكد احد المنظمين ان الامور حسمت. وكان من المقرر اجراء مناظرة ثانية مساء اليوم الجمعة لكنها الغيت. وستكون هذه الدورة من الانتخابات الخطوة الاخيرة قبل اعادة السلطة الى المدنيين.