قال الرئيس الموريتاني المنتخب سيدي محمد ولد شيخ عبد الله يوم الاثنين انه يريد ان يحكم البلاد بتوافق الاراء لدعم الديمقراطية والحفاظ على الوحدة بين الشعب الموريتاني المختلف الاعراق. وانتخب عبد الله (68 عاما) وهو خبير اقتصادي ووزير سابق الرئيس المدني الجديد للمستعمرة الفرنسية السابقة الواقعة على الطرف الغربي للصحراء في جولة الاعادة التي جرت الاحد حسبما اظهرت النتائج الاولية. وحصل عبد الله على 52.85 في المئة من الاصوات الصحيحة فيما حصل منافسه أحمد ولد دادة وهو معارض مخضرم على 47.15 في المئة. وسلم ولد دادة بالهزيمة وتمنى التوفيق لعبد الله. ويتوج الانتخاب الذي جاء في اعقاب جولة اولى غير حاسمة في 11 مارس اذار التسليم الديمقراطي للسلطة من المجلس العسكري الى حكم مدني في موريتانيا. وكان المجلس العسكري استولى على السلطة في انقلاب عام 2005. وعانت موريتانيا لسنوات من فساد وانقلابات وحكم شمولي منذ استقلالها في عام 1960. وفي رسالة للمصالحة بعد اعلان النتائج عرض عبد الله غصن الزيتون على منافسه. وقال الرئيس المنتخب "سأستمع الى الجميع لضمان تحقيق اوسع مشاركة ممكنة في بناء بلدنا." وبالاضافة الى التعهد بتحقيق الوحدة الوطنية وعد الرئيس المنتخب بالعمل على توفير فرص عمل وتحسين مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية. وقال عبد الله في وقت لاحق للصحفيين انه سيكون مستعدا للعمل مع منافسه ولد دادة لكنه لم يحدد على الفور ان كان هذا يعني ان ولد دادة سيحصل على منصب في حكومته. ولم تشهد العاصمة نواكشوط احتفالات واسعة النطاق رغم ان بعض السيارات المارة اطلقت ابواقها وهتف ركابها باسم الرئيس المنتخب. وقال محفوظ الماني/42 عاما/ وهو من العاطلين "تحدثت صناديق الاقتراع وفاز سيدي..تلك هي الديمقراطية." ويتعين أن يصدق المجلس الدستوري في موريتانيا على نتائج الانتخابات. ومن المقرر ان يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية في 19 ابريل نيسان. وينتمي عبد الله ولد دادة الى المغاربة العرب البيض الذين حكموا تقليديا هذه الدولة التي يمثل سكانها خليطا من المغاربة البيض والسود والافارقة السود. واشاد مراقبون دوليون بانتخابات يوم الاحد في موريتانيا قائلين أنها الاكثر حرية في تاريخ موريتانيا. وقالوا ان الاقتراع سار بشكل سلس ودون حوادث كبيرة بصورة عامة. وقالت السفارة الامريكية في بيان "هذا النجاح الذي يقدم الامل للمستقبل يجعل موريتانيا نموذجا ديمقراطيا لافريقيا والعالم العربي على السواء." وينظر الغرب الى موريتانيا احدث منتج للنفط في افريقيا على انها حليف في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب. وتعهد عبد الله اثناء حملته الانتخابية بدعم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية في الدولة التي لاتزال تعاني الفقر وتفتقر الى البنية الاساسية رغم ما تتمتع به من مصائد الاسماك الغنية والمعادن والنفط. ويقول منتقدون ان الدعم الذي يتمتع به من المجلس العسكري الذي تعهد بعدم التدخل في الانتخابات ومن الانصار السابقين للرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع الذي اطيح به في عام 2005 يلقي ظلالا من الشك على تعهداته لمحاربة الفساد وتحقيق تغيير حقيقي. وتوقعات المواطنين بتحقيق اصلاح سريع كبيرة للغاية. ويقول الكثير من الموريتانيين السود انهم يريدون من الرئيس الجديد ان يضع نهاية للفقر والتمييز بما في ذلك العبودية التي يقولون انهم عانوا منها سنوات اثناء حكم المغاربة العرب البيض. من باسكال فليتشر وابراهيم سيلا