عين الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله حكومة ذات طابع جديد من الفنيين المدنيين لادارة شؤون الدولة بعد ان سلم المجلس العسكري السلطة بعد الانتخابات. وتضمن مرسوم وزع في مطلع الاسبوع قائمة الحكومة الجديدة التي تضم 28 عضوا اختارهم رئيس الوزراء زين ولد زيدان المحافظ السابق للبنك المركزي ومرشح الرئاسة الذي عينه عبد الله رئيسا للوزراء في وقت سابق هذا الشهر. وكان عبد الله (69 عاما) الخبير الاقتصادي والوزير السابق الذي فاز في الانتخابات في مارس اذار قد ادى اليمين القانونية يوم 19 ابريل نيسان في ختام عملية تسلم السلطة من الضباط الذين استولوا عليها في انقلاب عام 2005. ويعبر تشكيل الحكومة الجديدة عن تعهد الرئيس المدني بالقطيعة مع الماضي الحافل بالانقلابات واستيلاء العسكريين على السلطة والحكم المطلق في موريتانيا. ولا يوجد بين الوزراء الجدد من خدم في ظل المجلس العسكري الذي اطاح بالرئيس معاوية ولد سيدي احمد الطايع في عام 2005. ومعظمهم ايضا من غير المرتبطين بحكم الطايع او بالمؤسسة السياسية التقليدية في البلاد. ويعبر وزراء الاقتصاد الجدد عن الخلفية الفنية لرئيس الوزراء زيدان. وكان وزير المالية والاقتصاد عبد الرحمن ولد حم فزاز يعمل في البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا الذي اسسته الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية. وتولى منصب وزير النفط والثروة المعدنية وهو منصب رئيسي في الدولة التي اصبحت العام الماضي احدث منتج للنفط في افريقيا وهي ايضا من كبار مصدري خام الحديد محمد المختار ولد محمد الحسن المتخصص في الصناعات الاستخراجية لدى البنك الدولي. وكان وزير الخارجية الجديد محمد السالك ولد محمد الامين سفيرا سابقا لدى سويسرا. وفي بادرة على ما يبدو بخصوص الموريتانيين السود الذين طالما شكوا من التمييز وسوء المعاملة على ايدي النخبة الحاكمة التقليدية من المغاربة البيض تولى منصب وزير الداخلية يال زكريا وهو موريتاني اسود. وسيكون من بين مهامه تنظيم عودة الاف الموريتانيين السود الذين طردوا من البلاد خلال حملات التطهير العرقي والقتل التي ارتكبت في الفترة بين عامي 1989 و1991. وطالب ضحايا هذه الحملات بتعويضات. وتعهد الرئيس عبد الله وهو من المغاربة البيض بالنهوض بالوحدة الوطنية والوفاق العرقي ومكافحة الفقر والتصدي للمشاكل الاجتماعية القائمة. ومن بين اولوياته المعلنة القضاء على الرق الذي لا يزال يمارس في البلاد. وكان مسعود ولد بالخير المنحدر من نسل عبيد اعتقوا والذي جاء ترتيبه الرابع في انتخابات الرئاسة الشهر الماضي قد عين رئيسا للجمعية الوطنية خلال الشهر الحالي. واعطيت اربعة مناصب وزارية في الحكومة الجديدة لحزب التحالف التقدمي للشعب الذي يرأسه بالخير مما يعكس مساندته لعبد الله في الجولة الثانية الحاسمة من انتخابات الرئاسة. ومن الوزارات التي تولاها اعضاء الحزب المياه والطاقة والزراعة والثروة الحيوانية والشباب والرياضة. من ابراهيما سيلا