في خطوة قد تغيّر العديد من المعادلات والحسابات، اُعلن عن تأسيس فدرالية المنظمات الإسلامية لسويسرا يوم 30 أبريل 2006. وتقول الفدرالية، التي يترأسها الدكتور هشام مايزار، إنها تمثل أكثر من 130 مركزا وجمعية إسلامية تتوزّع على 16 كانتونا. بعد مشاورات طويلة، توصّل ممثلون عن عدد كبير من المنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية في سويسرا إلى الاتفاق على تأسيس فدرالية تجمع بينهم وتنسّق خطواتهم. هذا الحدث غبر المسبوق في الكنفدرالية، لم يُعلن عنه بالصيغة التقليدية المتعارف عليها في سويسرا، أي من خلال ندوة صحفية تُدعى إليها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، وإنما ورد في شكل بيان نُشر باللغات الألمانية والفرنسية والإيطالية في موقع أُطلِق بالمناسبة على شبكة الإنترنت لم تتداوله وسائل الإعلام السويسرية إلى حدّ إعداد هذا التقرير. يقول البيان، إن المنظمات التي أيّدت تشكيل الفدرالية الجديدة، تتواجد في شتى الأنحاء السويسرية وتضم في صفوفها هيئات تمثل الألبان والبوسنيين والعرب والجالية الإسلامية في كانتون تيتشينو واتحادات تمثل هيئات ومنظمات وجمعيات إسلامية في شرق البلاد وفي كانتون فو وفريبورغ وآرغاو ولوتسرن. من جهة أخرى، تمثل هذه المنظمات، حسب ما ورد في البيان، أكثر من 130 مركزا إسلاميا وجمعيات موزّعة على 16 كانتونا، وتغطّي المناطق اللغوية الأربع في سويسرا. وفي تأكيد على تنوّع وتعدّدية التمثيل للمسلمين المقيمين في سويسرا، أشار البيان إلى أن المنظمات الممثلة في إطار فدرالية المنظمات الإسلامية لسويسرا تضم في صفوفها مسلمين ومسلمات سويسريين وأشخاصا يقدمون من ألبانيا والبوسنة وتركيا وبلدان عربية وأخرى إفريقية أو آسيوية. الأهداف البيان الإعلامي المقتضب أشار إلى أنه تم انتخاب الدكتور هشام مايزار، الرئيس الحالي لاتحاد "المنظمات الإسلامية في شرق سويسرا" كأول رئيس للفدرالية الجديدة. أما الأهداف التي سيتركز عليها اهتمام الفدرالية، فهي تتمثل، حسب البيان، في تعزيز السلم الديني في سويسرا وتمثيل المنظمات ومصالحها المشتركة، وبالخصوص تجاه السلطات والمؤسسات الفدرالية في سويسرا، وإقامة علاقات بنّاءة ضمن المجتمع السويسري وتشجيع اندماج نشط وهادئ للمسلمين في سويسرا. البيان لم يُغفل بقية الأطراف الإسلامية في الكنفدرالية، حيث أشار إلى أن من أهداف الفدرالية الجديدة، تسهيل العلاقات داخل وبين المنظمات الإسلامية في سويسرا، مع التشديد في الوقت نفسه على أن الباب يظل مفتوحا على الدوام بوجه منظمات واتحادات سويسرية أخرى للانضمام إلى الفدرالية المؤسسة حديثا. يشار إلى أنه تأسس في سويسرا منذ بضع سنوات "اتحاد مركزي بين عدد من المنظمات الإسلامية في سويسرا" يعرف اختصارا باسم (KIOS) وينضوى تحت سقفه 3 اتحادات مركزية (من بينها لوتسيرن وزيورخ) وعددا من الجمعيات والمنظمات في بعض المناطق السويسرية. وفي انتظار ما سيثيره هذا الإعلان من ردود فعل على المستويين، الفدرالي والمحلي، يبدو أن المسلمين في سويسرا قد بدءوا أخيرا مسيرة الألف ميل، التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى حصولهم على المزيد من المصداقيو والتمثيلية بما قد يؤدي إلى اعتراف رسمي بالديانة الإسلامية في عدد من الكانتونات وفي الكنفدرالية عموما بما يساعد على إزالة الهواجس وتوضيح الصورة والانخراط الفعلي في المجتمع السويسري.