جنيف(سويسرا)تعتزم أكبر منظمتين إسلاميتين في سويسرا إنشاء هيئة مُمَثِّلة لجميع الجاليات المُسلمة المقيمة في البلاد. وبُغية الحصول على اعتراف أفضل بدين الإسلام، تخطط المنظمتان لتأسيس "مجتمع إسلامي سويسري" يتوفر على برلمان مُنتخب.وفي تأكيد للمعلومة التي نشرتها يوم الأحد 13 مارس الجاري صحيفة "سونتاغ" (تصدر بالألمانية في أرغاو )، صرح في نفس اليوم رئيس فدرالية المنظمات الإسلامية في سويسرا هشام ميزر لوكالة الأنباء السويسرية: "هدفنا هو أن يتم الاعتراف بالمجتمع الإسلامي كمؤسسة عامة".
وتجري حاليا نقاشات داخل الفدرالية وتنسيقية المنظمات الإسلامية في سويسرا حول سبل إنشاء كيان جديد يشابه الهيئات الممثلة للجاليات المسيحية واليهودية في الكنفدرالية.
وتنكب المنظمتان على دراسة آليات تنفيذ مشروع إقامة برلمان مُنتخب من قبل الجاليات المسلمة التي يقدر عدد أعضائها ب 400000 شخص في سويسرا. ولهذا الغرض تريد المنظمتان إجراء انتخابات في نهاية هذا العام أو بداية العام المقبل.
ويُفترض أن يسمح البرلمان المُنتخب لمسلمي سويسرا بالحديث بصوت واحد وبإيصال مطالبهم إلى الهيئات السياسية السويسرية. كما سيمكنها من تزويد تلك الهيئات بجملة من التوصيات خلال عمليات التصويت والاستفتاءات.
وقد أُنشئت لجنة مؤلفة من اختصاصيين في القانون العام ومن فقهاء إسلاميين لتطوير الوضع القانوني للمجتمع الجديد الذي أطلق عليه اسم "أمة سويسرا". وكُلفت اللجنة بالتأكد من أن الكيان الجديد يحترم القانون الفدرالي ويستجيب للمعايير المعمول بها في الكانتونات السويسرية الستة والعشرين. تحسين صورة الإسلام ومن خلال توحّدهما، تسعى المنظمتان إلى الحصول على اعتراف أفضل من قبل الدولة والشعب السويسريين. وفي هذا السياق، ذكّر السيد ميزر بأن الحضور المسلم في أوروبا يعود لسنوات عديدة، منوها إلى أنه لم يعد ممكنا التصرف وكأن الإسلام لا يوجد في سويسرا، وقائلا: "هذه الجاليات كغيرها تقدم مساهماتها (لخدمة) المجتمع".
وأضاف السيد ميزر: "نحن نرغب في تحسين صورة المسلمين في سويسرا"، مؤكدا أن المنظمة الجديدة ينبغي أن تكون أداة للسلام بين الأديان. وقال في هذا الصدد: "نحن نريد ألا يخاف السويسريون بعدُ من الإسلام".
وأوضح رئيس فدرالية المنظمات الإسلامية في سويسرا أن الهيئة الجديدة ستكون مفتوحة لجميع مسلمي سويسرا، مضيفا في المقابل أنه سينبغي على الجماعات المتطرفة أن تتخلى عن مواقفها التطرفية إن كانت ترغب في المشاركة.
ويشار إلى أن دراسة حول المسلمين في الكنفدرالية أنجزتها "مجموعة البحث حول الإسلام في سويسرا" (GRIS) سنة 2005، كانت قد أوصت بضرورة الإعتراف رسميا بالدِّين الإسلامي باعتبار أنه أصبح الدِّين الثاني بعد المسيحية، وتشجيع المسلمين على التكتُّل داخل اتحادات على مستوى الكانتونات وتعزيز إجراءات اندماج هذه الأقلية. swissinfo.ch مع الوكالات