وددت إعلام الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات ومن ورائهم الرأي العام الوطني وكل محب للقراءة وعاشق للحرية أنه وقعت مصادرة كتابي إشراقات تونسية الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف، وسحب كل نسخه من السوق التونسية. فقد أعلمتني دار النشر المكلفة بالتوزيع " مركز الحضارة العربية" بأنها خلال مشاركتها في معرض تونس الدولي للكتاب المنعقد الأسبوع الفارط، ومحاولة عرض كتابي من بين عناوين الدار، وقعت مصادرة الكتاب وسحب كل نسخه دون أي تفسير أو تبرير. وإذ أندد وأستنكر مثل هذه الممارسات التي لا تمت إلى ثقافتنا وقيمنا ولا تساهم في إشعاع روح الحرية والإبداع في مجتمعنا، فإني أدعو مجددا إلى رفع هذه الكوابيس عن المشهد الثقافي والسياسي التونسي حتى تتبلور بحق الحياة الديمقراطية الشفافة المنشودة، التي لا تلغي ولا تقصي ولا تصادر. إن كتابي ليس إلا محاولة متواضعة في المساهمة في الترشيد والتوعية وبناء ثقافة التعدد والديمقراطية وتشكيل عقلية التحرر والفعل في ظل إطار حضاري وإجرائي، سلمي ومدني متقدم. إن تونس هي قدرنا، هي وطن الجميع، تسع كل أبنائها بأقلامهم المختلفة، السيّالة منها والساكنة، وأصواتهم المتعددة، الجهورية منها والخافتة، وهي لا زالت تحتاج في كل محطة من مسارها إلى كل يد بناءة تريد الخير والفلاح لهذا الشعب الأبي ولكل مكوناته الطيبة. أسأل الله الإخلاص والثبات على مبادئنا وقيمنا التي آمنا بها ومازلنا نعمل على إثباتها، وسامح الله معاكسينا، وأنار قلوب الجميع من أجل خير تونس وأهلها الأوفياء.