جدّت يوم الجمعة 6 أفريل، بين منطقة الزغابنة و بئر صالح (60 كم على صفاقس)، اشتباكات عنيفة بين حشد كبير من المواطنين و مجموعة من أعوان الأمن العائدين من ولاية المنستير حيث أحيى الرئيس بن علي ذكرى وفاة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. تفاصيل الحادث تتمثل في نزول حافلة على متنها عشرات من رجال الأمن في مطعم الحاج سالم الكشطي الذي اشتهر بحسن خلقه و استثمار مركزه في الحزب الحاكم كرئيس شعبة لمساعدة أهالي المنطقة. وبعد تلبية طلباتهم من أكل و شرب رفض المسؤول عن المجموعة دفع فاتورة الحساب فتوجه إليه الحاج سالم بكل لطف مطالبا إياه بسداد المبلغ و ملتمسا منه أن يقدر مركزه في المنطقة، غير أن المسؤول المذكور وجه له صفعة قوية ثم لطمه برأسه فطرحه أرضا مما أثار غضب أهالي المنطقة الذين هبوا، مسلحين بالعصي و الحجارة و آلات فلاحية (بالة، مسحاة...) و اشتبكوا مع الأعوان فأصابوهم إصابات بالغة نقلوا على إثرها إلى المستشفى بالإضافة إلى تهشيم الحافلة بالكامل. فما كان من السلطات إلا أن شنت، في صبيحة اليوم التالي، حملة اعتقال واسعة طالت عددا كبيرا من أبناء المنطقة. وباعتبار واقع العجز والتخبط الذي تعيشه البلاد، سلطة ومعارضة، فإنني أتوجه بندائي هذا إلى أبناء منطقتنا الشجعان الذين دافعوا عن شرفهم وكرامتهم وأثبتوا أنهم وحدهم القادرون على ذلك بعد أن انشغلت نخبتهم، إسلامية وعلمانية، بهمّ المساواة بين الجنسين في الإرث فلم تنلهم سوى المساواة في العصا. أتوجه إليهم بنداء، ملؤه الإعجاب والتقدير والمحبة، بأن يثبتوا على درب العزة والكرامة مذكرا بقول الشاعر العظيم: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.