التونسية سهير بلحسين التي تم انتخابها مساء الثلاثاء في لشبونة على راس الفدرالية العالمية لحقوق الانسان لمدة ثلاثة اعوام هي اول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس هذه المنظمة عام 1922. وقالت سهير بلحسين بعد انتخابها "ارى في انتخابي اليوم عربون نجاح واعترافا لان وجود امرأة عربية على راس الفدرالية العالمية لحقوق الانسان أمر في غاية الاهمية". تأسست الفدرالية العالمية لحقوق الانسان في 1922 وتضم 121 رابطة للدفاع عن حقوق الانسان في حوالي مئة دولة. وترفع الفدرالية شعار الاستقلالية عن كافة السلطات وعدم الانحياز وهي منظمة غير حكومية تعمل من اجل احترام حقوق الانسان. ويشكل انتخاب هذه الاعلامية الدائمة الابتسام المفعمة بالحيوية التي تبلغ من العمر 63 عاما نجاحا لتونس حيث تشغل سهير بلحسين منصب نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان اعرق منظمات حقوق الانسان عربيا وافريقيا. ولكن نشاطات هذه المنظمة التي تأسست في 1977 مجمدة منذ عدة سنوات بسبب خلافات داخلية. وخلفت بلحسين على راس الفدرالية العالمية لحقوق الانسان، السنغالي صديقي كابا اثر الانتخابات التي تمت خلال الجلسة العامة السنوية للمنظمة العالمية في لشبونة. وكانت بلحسين انخرطت في الانشطة الحقوقية والنسائية منذ عقود وعرفت بنضالها في صفوف الرابطة التونسية لحقوق الانسان الى ان انتخبت في المؤتمر الوطني للرابطة عام 2000 عضوا في هيئتها المديرة فنائبا للرئيس مكلفة بالعلاقات الخارجية. كما انتخبت عضوا في قيادة الفدرالية العالمية لحقوق الانسان خلال مؤتمر الفدرالية في كيوتو عام 2004. وعملت سهير بلحسين في مجلة "فائزة" وهي اول مجلة نسائية تصدر في تونس وذلك في نهاية الستينات. وعرفت سهير بلحسين ايضا طوال 25 عاما كصحافية ومراسلة لمجلة "جون افريك" (افريقيا الفتية) التي يصدرها من باريس الاعلامي التونسي البشير بن يحمد منذ حوالي خمسين عاما وتحظى برواج كبير في شمال افريقيا. كما عملت مع وكالة "رويترز" للانباء وقناة "اوريزون" الفرنسية. واشتهرت سهير بلحسين بمراسلاتها الجريئة مما تسبب في منع نشر كتاباتها مرارا في تونس خلال العقود الماضية. وخاضت بلحسين تجربة اصدار مجلة ثقافية سياسية تعنى بالتلفزيون والاعلام. لكن المجلة سرعان ما توقفت بعد ازمة مالية خانقة. كما خاضت تجربة الكتابة فنشرت مع الاعلامية الفرنسية من اصل تونسي يهودي صوفي بسيس كتابا في جزئين عن الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. ومنع بيع الكتاب في تونس في عهد بورقيبة ثم سمح ببيعه في 1990. وكانت دافعت داخل الرابطة التونسية لحقوق الانسان عن الشباب الذين اعتقلوا بعد مشاركتهم في تظاهرات "انتفاضة الخبز" في 1984. كما اصدرت كتابا اخر في التسعينات عن "النساء في منطقة المغرب العربي".