غادر الرئيس الموريتاني اعل ولد محمد فال تونس الجمعة في ختام زيارة رسمية استغرقت يومين واكد خلالها البلدان في المغرب العربي رغبتهما في تطوير العلاقات بينهما. واشار ولد فال الذي قام باول زيارة رسمية الي تونس منذ توليه السلطة في اب (اغسطس) 2005، اثناء محادثاته مع نظيره التونسي زين العابدين بن علي، الي الرغبة المشتركة في تكثيف التشاور والتنسيق في مجال التعاون الثنائي، كما ذكرت وكالة الانباء التونسية الرسمية. وكان الرئيسان التقيا للمرة الاولي علي هامش القمة العالمية حول مجتمع المعلوماتية التي عقدت في تونس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2005. وتناولت محادثاتهما خصوصا تطبيق القرارات التي اتخذت اثناء اجتماع لجنة التعاون المشتركة في شباط (فبراير) في نواكشوط. وترتبط تونس وموريتانيا وهما عضوان في اتحاد المغرب العربي مع الجزائر وليبيا والمغرب، بعدة اتفاقات تتعلق بالصناعة والمناجم والسياحة والتعليم والاتصالات. وشهد هذا القطاع الاخير في 2001 انشاء شركة ماتل المختلطة وهي فرع لشركة تونس تلكوم للهاتف النقال. ومن جهة اخري أكد رئيس المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا العقيد أعل ولد محمد فال انه لن يترشح لرئاسة موريتانيا خلال الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في اذار (مارس) المقبل، ووعد باتخاذ اجراءات جديدة لدعم المسار الديمقراطي في بلاده. وقال ولد محمد فال في حديث مع يونايتد برس أنترناشونال الجمعة في اعقاب اول زيارة رسمية له لتونس، اجدد التأكيد مرة اخري انني لن اترشح للرئاسة الموريتانية في مارس (أذار) المقبل، كما ان احدا من أعضاء المجلس العسكري الموريتاني او الحكومة لن يترشح أيضا لهذه الانتخابات . وتابع ولد محمد فال الذي وصل الي الحكم في موريتانيا في الثالث من آب (اغسطس) 2005 اثر انقلاب أبيض اطاح بالرئيس معاوية ولد الطايع ان مهمة أعضاء المجلس العسكري والحكومة ستكون خلال هذه الانتخابات ادارية، بحيث سيشرفون بحيادية تامة علي تنظيم الانتخابات المقبلة . وأكد في هذا السياق ان المجلس العسكري الحاكم اتخذ كافة الاجراءات والتدابير لضمان نجاح الانتخابات المقلبة وتنظيمها في جو ديمقراطي نزيه وشفاف، حتي تسفر عن نتائج من شأنها دعم المسار الديمقراطي في موريتانيا . ولم يخف ولد محمد فال اعتزازه وفخره بحصيلة النتائج التي حققها خلال الفترة الوجيزة من حكمه لموريتانيا التي لم تتجاوز 10 أشهر. وقال لقد حققنا خلال هذه الفترة الوجيزة انجازات عديدة ومتنوعة، حيث تمكنا من الانتقال بالبلاد من ازمة سياسية خانقة كادت أن تجر موريتانيا الي اتجاهات خطيرة لا يحمد عقباها، الي وضع بدأت فيه المسيرة الديمقراطية تخطو بخطي ثابتة نحو التقدم . وأضاف الرئيس الموريتاني ان هذه الانجازات الهامة تمت بمساعدة جميع الموريتانيين ومختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي ساهمت من موقعها في عملية اخراج موريتانيا من أزمتها، وعملت علي تبديد كافة التوترات السياسية . ولكنه لاحظ بتواضع قائلا لقد نجحنا في التوصل الي ارساء المقدمة الضرورية لمثل هذا التحول، دون ان يعني ذلك اننا نجحنا 100 بالمئة في تحقيق كافة الأهداف التي نصبو اليها علي مستوي المحاور الاساسية أي الاصلاح والعدالة والحكم الرشيد، وارساء مسيرة ديمقراطية متطورة . وردا علي سؤال حول سبل دعم المسار الديمقراطي وحرية الاعلام وحقوق الانسان، قال الرئيس الموريتاني قطعنا أشواطا هامة وأساسية في هذا الاتجاه، ومع ذلك نعمل حاليا بجهد بالتنسيق مع كافة مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وجمعيات وشخصيات فاعلة، من أجل بناء موريتانيا جديدة بنظام سياسي واقتصادي جديد . ولم يستبعد بالمقابل اتخاذ اجراءات جديدة لمزيد من دعم الاعلام في بلاده، وقال اننا وصلنا اليوم في موريتانيا الي بناء اعلام حر، وسندعم ذلك بقوانين واجراءات اضافية مثل خصخصة بعض المؤسسات الاعلامية التي كانت تحتكرها الدولة . من جهة ثانية شدد الرئيس الموريتاني علي ضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي قائلا ان اتحاد المغرب العربي يبقي ضرورة حتمية لاسيما في هذه المرحلة التي تتسم بتزايد التكتلات . وحذر من أنه اذا لم تكن هناك ارادة واضحة لبناء تكتل مغاربي متماسك وقادر علي ضمان المصالح المغاربية في مواجهة بقية التكتلات الأخري، فان المنطقة المغاربية ستخسر، و نحن لا نود ذلك، وانشاء الله سنتمكن من تجاوز العراقيل وتبديد الخلافات التي تحول دون بناء هذا الهيكل المغاربي . وأكد ردا علي سؤال حول تداعيات الازمة الفلسطينية الراهنة، ان بلاده تدعم منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودعا كافة القوي الفلسطينية الي الحوار للخروج من المأزق الراهن. وقال بالنسبة لنا في موريتانيا، تبقي القضية الفلسطينية قضية محورية ومركزية، ونحن لا ندخر أي جهد يخدم القضية الفلسطينية، لكن دون التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني . واضاف نحن نعتبر ان الازمة الفلسطينية الراهنة هي ازمة بين اخوة ، وموريتانيا لا يمكنها ان تتدخل بين الاخوة، ولكنها تعمل علي تقريب وجهات النظر للتوصل الي الحل السليم الذي يصون الدم الفلسطيني، ويضمن المصالح الفلسطينية .