نأت الجزائر بنفسها عن الاستراتجية الاميركية لمكافحة الارهاب في افريقيا من خلال مشروع اقامة القيادة العسكرية الاقليمية لافريقيا (افريكوم)، معربة عن تفضيلها آليات الامن الجماعي للاتحاد الافريقي. وشددت الجزائر اثر اجتماعات مساعد وزير الدفاع الاميركي راين هنري الاحد في الجزائر مع مسؤولين جزائريين، على "امكانات الامن الجماعي" للاتحاد الافريقي و"الآليات الافريقية الخاصة" بالامن، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الجزائرية الحكومية عن مصدر "مأذون له". واستقبل وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الاحد في العاصمة الجزائرية بحضور الوزيرين الجزائريين المنتدبين للدفاع عبد المالك قنايزية وللشؤون المغاربية والافريقية تيريزا ويلان، وفدا اميركيا برئاسة راين هنري. وجاء الاجتماع ضمن حملة تقوم بها الولاياتالمتحدة لشرح اهداف القيادة العسكرية الاقليمية لافريقيا (افريكوم) التي تريد الولاياتالمتحدة تركيزها في افريقيا بغرض تكثيف مكافحتها للارهاب خاصة في دول المغرب العربي ودول الساحل. ومن المقرر ان يواصل الوفد الاميركي جولته في الرباط وطرابلس والقاهرة وجيبوتي واديس ابابا مقر الاتحاد الافريقي. وقالت وكالة الانباء الجزائرية ان "التعليقات الاولية من الجانب الجزائري بهذه المناسبة (..) شددت على مستوى وآفاق الجهود المبذولة من الاتحاد الافريقي بهدف تثمين القدرات الامنية الجماعية على نطاق القارة بالتطابق مع معاهدته بشأن عدم الاعتداء والدفاع المشترك". واضافت الوكالة ان المسؤولين الجزائريين اثاروا مسألة "انشاء آليات افريقية خاصة (..) وذلك لتولي الحاجات الخاصة بعمليات حفظ السلام ومنها القوة الافريقية قيد" التشكيل، وعرضوا "الاتفاقات بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة اضافة الى امكانات مكافحة الارهاب التي تملكتها افريقيا للمساهمة بشكل ناجع في تعاون شامل ضد الارهاب". وللاتحاد الافريقي مجلس للسلم والامن للوقاية من النزاعات ولنشر محتمل لقوات فصل بين متنازعين، غير ان امكاناته ضعيفة جدا. وفي آذار/مارس الماضي، اعربت الجزائر عن ترددها بشأن "افريكوم" واعلنت انها ترفض ان يتم دمجها في نطاق تغطية هذه القيادة الاقليمية الاميركية. وقال وزير الخارجية الجزائري محمد بجاوي آنذاك ان الاراضي الجزائرية لن تدرج ضمن القيادة الاقليمية للمغرب العربي والساحل التي تنوي الولاياتالمتحدة اقامتها جنوب الصحراء لمكافحة الارهاب. وصرح الوزير ان "الاراضي الجزائرية ليست معنية بمشروع القيادة الاميركية. الجزائر لم تقبل ابدا اقامة قواعد اجنبية على اراضيها لانها لا تتناسب مع سيادتها واستقلالها". وخلال اجتماع قيادات الجيوش الاميركية وجيوش تسع دول من المغرب العربي والساحل الافريقي في شباط/فبراير في دكار لبحث مكافحة الارهاب، اوفدت الجزائر ضابطا من الصف الثاني في جيشها بدلا من قائد الجيش. وبحسب صحيفة "ليبرتي" (مستقلة) الجزائرية، فان المباحثات الجزائرية الاميركية "سمحت بازالة بعض اللبس المرتبط اساسا بنشر قوات اميركية في الاراضي الافريقية". ومع ذلك يظل التعاون بين الجزائروالولاياتالمتحدة في مجال مكافحة الارهاب قويا. وقال السفير الاميركي لدى الجزائر روبرت فورد الاربعاء في حديث لصحيفة "كوتيديان دوران" ان الولاياتالمتحدة تشارك في تدريب ضباط جزائريين في مجال مكافحة الارهاب وانها على استعداد لتوفير تجهيزات للجزائر بناء على "الضوابط القانونية الاميركية".