بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد ابن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه أخي الكريم مرسل الكسيبي, سلاما وإحتراما أما بعد , فإنه يطيب لي أن أوجه إليك تحية أخوية كريمة ردا على تهنئتك بمناسبة إنعقاد المؤتمر الثامن لحركة النهضة التونسية قال تعالى : " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " يعسر علي أن أرد تحيتك بأحسن منها بسبب ما ورد فيها من معاني جليلة كريمة عظيمة لعل أجملها إطلاقا ما دعوت إليه من تعاون على الخير والبر والمعروف نشدانا لغد أفضل لتونس بلادا وعبادا وهي دعوة جديرة بالتجاوب من لدن كل تونسي وطني غيور كما لا يفوتني أن أهنئك ثانية على مواقفك الشجاعة من قضايا الإصلاح والتغيير المطروحة في المدة الأخيرة على بعض المواقع الإلكترونية ,فإذا ما اجتمعت الشجاعة مع خلتي الصدق والإخلاص من جهة ,وخلة الحكمة والسداد وفصل الخطاب من جهة ثانية ,فإن الموقف لن يحصد منه صاحبه ومن معه بإذن الله سبحانه إلا خيرا في الدنيا والاخرة , إذ العبرة ليست بتحقق ما يصبو إليه الإنسان حتى لو كان الحق القح , ولكن العبرة بقول الحق بدماثة خلق وعلى الله قصد السبيل سبحانه يختلف الإخوان في الكثير والقليل والكبير والصغير وذاك هو شأن خيرة الأصحاب عليهم الرضوان جميعا وهم بين يدي النبي الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام يرضعون من حلمات أثداء علمه وخلقه العظيم فلم يزدهم ذلك إلا رفعة حتى كانوا بعد موته عليه الصلاة والسلام منارات عالية ومدارس شامخة تنشر الهدى في الشرق والغرب ولو لم يفقهوا سنن الإختلاف وقوانين التعدد ونواميس التنوع تحت لواء ثوابت الإسلام العظيم دين الفطرة لما بزغت بهم شمس الدعوة ألا ما أحلى الحياة حين نختلف في القليل والكثير والكبير والصغير فلا يزيدنا ذلك إلا حبا في الله وتآخيا وتراضيا وتعاتبا وتسامحا وتعاونا وما أشقاها حين تحولنا توافقاتنا إلى صفوانات حجرية صلبة لا تقدم شيئا ولا تؤخره , أو حين تجعل منا خلافاتنا أعداء يقتل بعضنا بعضا بسنان اللسان أو بنبال البنان لقد سررت حقا وأحسب أن كل إخوانك كذلك بمواقفك المشرفة فمرحبا باختلاف يزيد ثوابتنا الإسلامية والوطنية قوة ومتانة وعقولنا إنتاجا للأفكار السديدة وقلوبنا حبا لله ورسوله عليه الصلاة والسلام وأفئدتنا تآخيا فيه سبحانه ,وتعسا لتوافق يخلع على حياتنا الموات البليد يدك الممدوة إلى كل إخوانك من أجل التعاون في كنف الوحدة والإختلاف معا لا بد لها أن تجد مصافحا كريما يرد التحية بمثلها أو بأحسن منها ولعلي أول المصافحين حتى لو عجزت على رد التحية بمثلها ,بل بخير منها أخوك الهادي بريك ألمانيا