تسببت موجة الحر الشديد التي تشهدها منذ عدة ايام تونس حيث فاقت درجات الحرارة 48 درجة مئوية في الظل في بعض المناطق باضرار مادية في شمال البلاد وجنوبها حيث اندلعت حرائق وانقطع التيار الكهربائي في مناطق عدة. ولم تصدر اي تقديرات رسمية عن الاضرار التي تسببت بها موجة الحر الاستثنائية في هذا الفصل من السنة. وذكرت الصحف التونسية الثلاثاء ان حريقا اندلع الاثنين في غابة محيطة بثكنة للجيش في منطقة جبال عمار (15 كلم شمالي العاصمة) اتى على عشرات الهكتارات من الاشجار. وقالت الصحف ان فرق الاغاثة احتاجت عدة ساعات لاخماد الحريق بواسطة شاحنات المطافىء والمروحيات حتى لا تصل السنة اللهب الى الاحياء السكنية المجاورة. وقالت صحيفة "الصريح" ان "النيران اتت على سيارة تابعة لفرقة الاغاثة في حين تمكن من كان على متنها من النجاة". وقالت الصحيفة ان "الحرارة المرتفعة وهبوب الرياح القوية ساهم في اتساع رقعة" السنة اللهب مستبعدة امكانية حدوث "عمل تخريبي" لوجود ثكنة عسكرية قرب مكان الحريق" واشارت الى ان "الابحاث جارية لمعرفة الاسباب". وغير بعيد عن هذا المكان شب حريق اخر في منطقة بنزرت (60 شمال شرقي العاصمة) لم يعرف بعد ان كان قد اسفر على خسائر بشرية او مادية. وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة شب حريق الثلاثاء وسط حي سكني في مدينة حمام الانف (15 جنوبي العاصمة) لم يسفر عن خسائر مادية او بشرية "حيث تمكن رجال الاطفاء من اخماده بسرعة" بحسب ما قال شاهد عيان لوكالة فرانس برس. وتسببت موجة الحر كذلك في خلل على شبكة توزيع التيار الكهربائي طال الاحياء السكنية والمستشفيات. واوضحت الشركة التونسية لتوزيع الكهرباء ان الخلل جاء "لعدم قدرة شبكة توزيع الكهرباء على مواجهة الضغط الهائل على الخطوط الناتج عن الاستخدام المكثف لاجهزة التكييف". واشارت الصحف المحلية الى ان انقطاع الكهرباء تسبب بتوقف مصعد في مستشفى "الرابطة" بالعاصمة ما تطلب تدخل اعوان الحماية المدنية. واجتاحت تونس في الايام الاخيرة موجة من الحر الشديد تجاوزت الحرارة في الكثير من المناطق الاربعين درجة مئوية. وترافقت هذه الموجة غير الاعتيادية من الحر في هذه الفترة من السنة مع هبوب رياح "الشهيلي" الصحراوية الحارة. وسجلت اعلى درجات الحرارة في جندوبة (شمال غرب) حيث بلغت 48 درجة مئوية في الظل. ووصلت في تونس العاصمة الى 47 درجة مئوية. وحذرت السلطات المحلية من مخاطر "اشعة الشمس" ودعت السكان الى "اتخاذ اجراءات وقائية ضد هذه الموجة التي ستنحسر عند ظهر الثلاثاء" بحسب المعهد التونسي للرصد الجوي.