أعلنت الخارجية التونسية عن حادث طلق ناري، هو الاول من نوعه بين البلدين، واتهمت تونس وحدة مسلحة من خفر السواحل الليبية بالتورط فيه وأوردت أنه تسبب في قتل أحد البحارة التونسيين الذي كان ورفاقه على متن مركب صيد في المياه الاقليمية الدولية. وحسب البلاغ الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية التونسية فإن وحدة من خفر السواحل الليبية أطلقت النار على مركب صيد بحري تونسي في المياه الإقليمية الدولية وتحديدا في النقطة 33 درجة و30 دقيقة شمالا و11 درجة و56 دقيقة شرقا. وقد تسبب الحادث حسب، نفس المصدر الرسمي التونسي، في قتل أحد البحارة الذين كانوا على متن المركب. ولم يقدم الجانب التونسي تفاصيل أخرى حول مصير بقية البحارة وإن كانت سجلت في صفوفهم إصابات خطيرة أم لا. وانتقد البلاغ الرسمي التونسي لجوء وحدة مسلحة ليبية لهذا الأسلوب. وحمل المسؤولين الليبيين دون تسميتهم مسؤولية ما جرى عبر القول انه "يمكن حل مثل هذه المسائل بالاعتماد على التشاور والحوار الأخوي "بما يشير إلى أنه في صورة حدوث تجاوزات من قبل بعض مراكب الصيد (مثل انتهاك الحدود البحرية) يمكن تسوية الامر بين السياسيين دون اللجوء الى اطلاق النار على البحارة". يذكر أن هذه هي المرة الاولى التي يعلن فيها رسميا عن مثل هذه الحادثة المسلحة. كما تميزت علاقات تونس وليبيا طوال العقدين الماضيين بالتنسيق رفيع المستوى بين قيادتي البلدين. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي طوال مرحلة فرض الحظر الجوي الاممي على ليبيا يصف تونس ببوابة ليبيا نحو العالم، واقيمت بامر منه يافطة عملاقة على حدود البلدين تحمل هذه المقولة. وكانت تونس فتحت مطاراتها طوال سنوات الحظر أمام ملايين المسافرين الليبيين وخاصة مطار جربة جرجيس الدولي القريب من الحدود الليبية التونسية والذي كان يستخدم من قبل كبار ساسة العالم والزعماء والاعلاميين المتجهين الى طرابلس الذين كانوا يتابعون رحلتهم برا من جزيرة جربة نحو العاصمة الليبية. وكانت عدة لقاءات سياسية رفيعة المستوى بين كبار المسؤولين الليبيين والامريكيين والاوربيين، التي مهدت للمصالحة الليبية الغربية، جرت بتونس، وتردد أن من بينها لقاء بين الزعيم الليبي معمر القذافي والمديرالسابق للمخابرات المركزية الامريكية (سي أي ايه)، ولقاءات بينه وبين الرئيس الفرنسي شيراك. ومن الناحية الاقتصادية تعتبر العلاقات التونسية الليبية "نموذجية" لأن قيمة المبادلات الاقتصادية البينية بينهما تفوق ال 4 مليارات دولار، كما يفوق عدد السياح في الاتجاهين المليوني سائح.