حاول نيكولا ساركوزي وانغيلا ميركل الاثنين ابراز التفاهم الفرنسي الالماني بعد الاتفاق على ادارة مجموعة الدفاع والطيران الاوروبية (اي ايه دي اس) وذلك رغم التوتر الذي لا يزال يشوب علاقات البلدين. وقال الرئيس الفرنسي متوجها الى موظفي المجموعة الاوروبية في القاعة الكبرى حيث تجمع طائرة ايرباص "ايه 380" العملاقة "انه يوم كبير لهذه الشركة انه قرار كبير تم اتخاذه انه يوم كبير للمحور الفرنسي الالماني". وبموجب الاتفاق الذي تم اعلانه الاثنين سيتولى الفرنسي لوي غالوا رئاسة مجلس ادارة المجموعة الام (اي ايه دي اس) على ان يترأس نظيره الالماني توم اندرز شركة "ايرباص" التابعة للشركة الام. واعتبرت المستشارة الالمانية خلال مؤتمر صحافي اثر قمة فرنسية المانية قصيرة ان هذا الاتفاق "يظهر ان التعاون الفرنسي الالماني يسلك طريقا ممتازا". وفي حين اثارت الخلافات حول ادارة مجموعة الطيران الاوروبية توترا في الاونة الاخيرة بين باريس وبرلين اكد الرئيس الفرنسي ان "العمل مع انغيلا بات اكثر سهولة لاننا نقول الامور بصراحة وبساطة ومن دون مواربة". واضاف "ان نعمل معا افضل من ان يعمل كل بمفرده اعتقد ان ما نقوم به اليوم يدل على ذلك". ورفض الجانبان الحديث عن خاسر ورابح. واعتبر ساركوزي ان "فرنسا لم تربح على المانيا والمانيا لم تربح على فرنسا بل المجموعة هي الرابحة". لكن الحزب الاشتراكي الفرنسي له رأي مخالف وخصوصا بعد رفض امين سره الوطني للشركات الان فيدالييس "عملية اصلاحية تتم على حساب فرنسا وتضر في شكل خطير بمصالحها". في تولوز حاول ساركوزي وميركل تبني نهج سلفيهما لجهة ايجاد مساحة تقارب والتوصل الى تسوية في اوقات التوتر. ففي خريف عام 2002 توصل جاك شيراك وغيرهارد شرودر بدورهما الى اتفاق مفاجىء في موضوع الزراعة حال دون اندلاع ازمة اوروبية خطيرة. وفي تحرك يرمز الى عدم تبدل السياسة الفرنسية حيال المانيا توجه ساركوزي الى برلين في اليوم نفسه لدخوله الاليزيه في 16 ايار/مايو. ثم حرص على التعاون مع ميركل خلال انعقاد المجلس الاوروبي في حزيران/يونيو وذلك لاخراج اوروبا من ازمة الدستور. لكن هذا التفاهم المعلن لن يزيل الخلافات بين العاصمتين وخصوصا في موضوع السياسة النقدية الذي يرتدي حساسية بالغة في المانيا. وقد حرص ساركوزي في تولوز على التهدئة مؤكدا انه يؤيد "استقلالية البنك المركزي الاوروبي". لكن المستشارة الالمانية التي تحظى بدعم اوروبي قوي اطلقت نوعا من التحذير مؤكدة انه ينبغي "الاحجام عن اي تدخلات غير ملائمة لن تبدل شيئا في اسعار صرف العملة". وواظب المسؤولون الالمان على التنديد بما يعتبرونه تدخلات غير مبررة للسياسات الفرنسية ولاسيما من جانب نيكولا ساركوزي في الملفات الصناعية الاوروبية. وعمد الرئيس الفرنسي الى تجاوز الخلافات بالقول "احاول تفهم موقفها وهي تحاول تفهم موقفنا ونصل الى تسويات تتيح ايجاد نظام رابح". من جهة اخرى اعلن ساركوزي وميركل انهما يفكران في كيفية مواجهة منافسة الدول الناشئة واوضحا انهما سيقترحان على الرئاسة البرتغالية للاتحاد الاوروبي ان يناقش وزراء الخارجية الاوروبيون خلال اجتماعهم المقبل في اذار/مارس 2008 في لشبونة كيفية "استعداد اوروبا لمواجهة منافسين جدد".