اختارت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي المخرج التونسي نوري بوزيد لرئاسة لجنة تحكيم المهرجان، وسيتم تكريم بوزيد للمناسبة من قبل إدارة المهرجان في الدورة التي تقام من 7 إلى 11 أيلول (سبتمبر) المقبل. ويطلق على نوري بوزيد لقب شيخ السينما التونسية البديلة، لا سيما أن أفلامه تكشف عن جراح بلده والعالم العربي، وفي إطار تكريمه يعرض له أحدث أفلامه «آخر فيلم» والفائز بالجائزة الأولى في مهرجان قرطاج السينمائي الأخير، وهو من بطولة لطفي عبدلي ولطفي الدزيري، ويعبر عن حال الضياع التي يعيشها الشباب العرب على المستوى الفكري وحال اليأس على المستوى الاقتصادي. ويرصد الفيلم رحلة شاب بسيط يحب الرقص ويحلم بمستقبل أفضل ينسيه وضعه الاجتماعي السيئ، لكن أمام انسداد الآفاق في وجهه، يجد نفسه تائهاً فيتلقفه أصحاب «الفكر الديني المتطرف» ويحاولون توجيهه لتنفيذ عمل إرهابي. واعتمد المخرج التونسي على خطابات بن لادن عند الإعداد للفيلم. والمصادفة الغريبة هي أنه بعد عرض الفيلم مباشرة في قرطاج ونيله الجائزة الأولى تعرضت تونس لعملية إرهابية وقُبض على العديد من الإرهابيين. وكانت شخصية المسؤول الأول عن هذه العملية الإرهابية تشبه كثيراً شخصية بطل الفيلم، إذ كان راقصاً في الملاهي الليلية. ويعرض المهرجان أيضاً في إطار تكريم بوزيد أفلاماً أخرى مثل «ريح السد» الذي نال عنه جائزة التانيت الذهبي في «مهرجان قرطاج»، وفيلم «صفائح من ذهب» الذي يتعرض للقمع السياسي، و «عرائس الطين» الذي يطرح قضية تجارة الرقيق المعاصر. الى هذا قرر مهرجان الإسكندرية تكريم اسم المنتج الإيطالي كارلو بونتي الذي رحل عن دنيانا في كانون الثاني (يناير) الماضي عن عمر ناهز 94 سنة. المعروف أن بونتي كان زوج النجمة الإيطالية صوفيا لورين بعد أن كان أول من قدمها للسينما، كما يوصف بأنه أسطورة في عالم الإنتاج السينمائي إذ أنتج نحو 260 فيلماً يعد بعضها من كلاسيكيات السينما العالمية ويشاهد منها الجمهور 3 أفلام خلال المهرجان هي «دكتور زيفاغو» والذي رشح فيه بونتي لأوسكار أفضل منتج لعمل سينمائي عام 1965 إخراج ديفيد لين، بطولة عمر الشريف وجولي كريستي، كما يعرض فيلم «تكبير الصورة... بلو آب» إخراج مايكل أنجلو انطونيوني الراحل قبل أيام، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان لعام 1967. أما الفيلم الثالث فهو «الاحتقار» للمخرج جان لوك غودار.