قام وفد من الصليب الأحمر الدولي بتاريخ الأربعاء الثامن من أغسطس الجاري بزيارة تفقد للسجين السياسي البارز عبد الكريم الهاروني . وذكرت مصادر حقوقية بالعاصمة تونس أن محادثات جرت بين وفد المنظمة والأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للطلبة بسجن المرناقية , حيث استمع الوفد له مدة ساعتين , تعرف فيهما على تفاصيل دقيقة عن الأوضاع العامة للسجناء السياسيين كما تطرق خلالهما السيد الهاروني الى ظروف دخوله في اضراب عن الطعام في وقت سابق من الشهر المنقضي. وضمن سياق أبدت فيه السلطات التونسية حرجا من تعامل الاطار السجني مع السيد الهاروني , علمت الوسط من أوساط قريبة من عائلات بعض المساجين السياسيين أن قرارا صدر بتنحية مدير سجن المرناقية ومساعده قبيل ايام من زيارة وفد الصليب الأحمر الدولي لسجن المرناقية . جدير بالذكر أن الرئيس بن علي كان قد اتخذ قرارا بالاعفاء عن 21 سجينا سياسيا من حركة النهضة التونسية في الذكرى الخمسين للاعلان عن تأسيس الجمهورية , وهو ماجعل عدد السجناء المتبقين من هذه الحركة ذات التوجهات الاسلامية المعتدلة يتقلص الى عدد لايتجاوز الستة وثلاثين سجينا سياسيا . هذا وتتوقع الأوساط السياسية والحقوقية والاعلامية في تونس صدور قرار رئاسي بالافراج عن كل سجناء النهضة في الذكرى العشرين لاستلام الرئيس بن علي لمقاليد السلطة , فيما يبقى مصير المئات من الشبان المعتقلين في قضايا ذات علاقة بالتيارات السلفية مجهولا في ظل تخوف تبديه السلطة من تعاطف أو "دعم" هؤلاء الشبان لتيارات تنشط عربيا ومغاربيا في اطار جماعات تتبنى نهج العنف المسلح في مقاومة أنظمة المنطقة. وضمن سياق اخر لايقل أهمية عن ملف المعتقلين السياسيين في تونس فان المئات من المنفيين والمغتربين نتيجة ظروف سياسية قاهرة عرفتها تونس بداية التسعينات لايزالون يأملون في العودة الى أرض الوطن ضمن معالجة سياسية شاملة يرون أن الرئيس بن علي سيعمل على فتح أبوابها بمناسبة استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة سنة 2009 ميلادية.