الدكتور لطيف الوكيل- تمت برعاية سعادة السفير العراقي في28.07.07 برلين دعوة ممثلي الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني العراقية الى جانب قلة من المسقلين. كان لقاء رائعا واستمر من الساعة الثانية بعد الظهر حتى السابعة مساء وتخللته ساعة طعام عادي شهي ايراني المطبخ ينسجم والمذاق العراقي. هنا نشكر السفير والسفارة على اللقاء حيث التقيت و قبلت كثيرا من الاصدقاء القدامى و عليه , نتمنى المزيد من اللقاءات بين عراقيي المهجر ,لاسيما وان الهدف منه لم شملنا وتقوية اداء الجالية لما فيه خيرها وخير العراق. ساهم الفنانون العراقيون وعلى الاخص التشكيليون بتعليق لوحاتهم الجميلة في قاعة الاجتماع. وعلى المسرح جلس فقط السفير( حزب الدعوة) ورئيس لجنة شؤون الجالية ( حزب البرزاني ) -وهي وظيفة مستدحدثة (لكي يستلم الاخير راتبه الضخم من خزينة الدولة بدل خزينة حزبه) -,وهو الذي اسهب بعد كلمة السفير في طرح خطته وطالب الحاضرين بالانضواء تحتها وهو الرئيس المعين لها مسبقا من وزارة الخارجية العراقية, كان ذو وجه عسكري وشارب كثيف و هنا لانعرف لماذا وجب علينا الانصياع له رغم اننا احرار في المانيا , بعد ان تركنا الغالي والنفيس هربا من الدكتاتورية وحبا بالحرية. وقد وزع رئيس اللجنة الحاضرين حسب خطته المكتوبة سلفا على ثلاث ورشات عمل , وان لم يشارك جميع الموجودين وقد شاركت في احداهن وهي لجنة اراء وافكار اخرى حيث كان السفير ونائب الملحق الثقافي الذي دافع عن الملحقية بعد توجيهي نقدا لها بأن عملها صفر ولابدة في مكان لانعرف عنوانه وهي تكلف خزينة الدولة اموالا طائلة. وقد طالب نائب الملحق بعد ذلك بتأسيس مدرسة عراقية لتعليم اللغة العربية فكان ردي بأني أسست مدرسة لتعليم اللغة العربية في معهد العلوم الاسلامية في جامعة برلين واني اقبل فيه اي عراقية وعراقي وان لم يكن طالبا في الجامعة وعلى انفراد قال لي وانه مستعد للعمل في المدرسة العراقية بالمجان ولكن يجب ان يكون مديرها مرسل من وزارة التربية, قلت له وانا مستعد ان اشارك في تأسيسها. وهنا كلمت السفير ونائب الملحق وقلت ألم نأتي اليك ايها السفير بمشروعنا وهو اعادة اعمار البناية القديمة للسفارة وجعلها معهد عراقي الماني بمساعدة الحكومة الالمانية , بدل ما هي متروكة خرابة , وقد رفض السفير انذاك قبل سنة اقتراحنا بحجة انه يحتاجها كسفارة بدل بناية السفارة الحالية والتي هي ملك لبعثي و اجارها أعلى من قيمتها حسب توافقه السابق قبل سقوط الصنم مع اصدقائه البعثين. لقد قدمت رابطتنا كثيرا من القصور في برلين كسفارة ,ومنها ماهو للشراء ومنها ماهو للاستئجار وقد كان احدها قصرا ذي ثلاث طوابق بابه ملاصق لباب بيت وزير الداخلية الالماني وهو أمين وله هيبة تليق بالعراق وارخص من خرابة بيت البعثي الذي تلوذ به السفارة الان. لكن لم يحصل شيئ وبقى الحال كما هو عليه الان. لقد تحدثت باسم مدير الرابطة الديمقراطية للاقتصاد والحضارة بين العراق والمانيا وبعد نصف دقيقة من كلامي في تلك الورشة قمعتني سيدة عضوة في حزب الطالباني وقالت لقد تكلمت كثيرا وعلي السكوت ,وهي عضوة في اللجنة السابقة التي قال عنها السفير بانها فاشلة لمدة سنتين واعضائها يشتمون بعضهم عندما يأتون الى السفارة ولهذا نريد تأسيس لجنة جديدة . بعد اجتماع ورش العمل والغذاء اجتمع الكل من اجل البيان الختامي واعتلت المنبر عضوة حزب الطالباني ذاتها وقالت انهم اتفقوا على طرح رئيس اللجنة الجديدة وهي عضوة في اللجنة الفاشلة وفي اللجنة التي ستفشل. بعد ان رفعت يدي عشرين مرة سمح لي السفير بالكلام فقلت في صوت جهوري مسموع لقد فشلت اللجنة السابقة وسوف تفشل هذه اللجنة المزمع تشكيلها, لان الذي يريد كسب85.000 من الجالية العراقية في المانيا يجب ان يتمتع بصفتين : 1_ الثقة 2_ الحيادية وان اللجنة السابقة والقادمة لا تتمتع بالثقة ولا بالحيادية, لان الصحيح هو دعوة الجميع الى لقاء موسع مفتوح بطريقة ديمقراطية ,حيث يتم انتخاب لجنة كفوءة تتمتع بثقة الناس والحيادية. بعد نصف دقيقة من كلامي و بسرعة قمعني السفير بكلمة شكرا لقلة الوقت. لم يسمح لا بالكلام ولا باطالته لدرجة تكلم البعض دون اذن ,واذا نطق شخص -خاصة اذا كان مستقلا اي غير حزبي- يقمع فورا (بكلمة شكرا ليس لنا وقت) من السيد السفير . ان ما جاء اعلاه هو دليل على بقاء مخلفات وباء البعث في مجتمعنا العليل لمدة 35 سنة بوباء البعث وان الاحزاب جزء من المجتمع وقد عشعشت الدكتاتورية والشوفينية في عقولهم , بحيث ترى افرادا -وليس الكل- فيهم الحزبي الذي يفضل حزبه على العراق ويفضل مصلحته الشخصية على مصلحة حزبه وانه بعثي وان لم يسبق له الانتماء لحزب البعثي الارهابي . لسنا ضد شخصية احد ولكن ضد الاسلوب الدكتاتوري ولاسيما في عصر الديمقراطية. فلك الله ياعراق وكم نتحمل ويتحمل عراقنا الجريح. الدكتور لطيف الوكيل الجمعة، 03 آب، 2007 [email protected]