قالت مصادر أمنية ان شاهدا رئيسيا مسجونا في قضية المعارض المصري أيمن نور زعيم حزب الغد انتحر يوم الخميس في سجنه بالقاهرة. وقال مصدر "عثر صباح اليوم على جثة أيمن اسماعيل حسن رفاعي مشنوقا باستعمال غطاء سرير الزنزانة التي ينزل بها في سجن الاستئناف." وأضاف "لم يكن مع رفاعي مسجونون اخرون في الزنزانة." وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط المملوكة للدولة ان رفاعي استخدم في الانتحار قطعة من قماش غطاء السرير ربطها في النافذة الموجودة أعلى باب الغرفة وعلق نفسه بها مما أدى الى وفاته. وأضافت أن رفاعي شنق نفسه بينما كان زملاؤه الثلاثة في الغرفة نائمين وأن زملاءه أبلغوا سلطات السجن. وحكم على رفاعي بالسجن خمس سنوات في ديسمبر كانون الاول عام 2005 في القضية التي حكم فيها على نور بالسجن نفس المدة بعد ادانتهما مع خمسة اخرين من مساعدي نور بتزوير أوراق تأسيس حزب الغد. وخلال جلسات المحاكمة قال رفاعي انه أدلى باعتراف على نور بالتزوير تحت ضغط من مباحث أمن الدولة التي قال انها هددته بايذاء أفراد أسرته. وقال للصحفيين في يونيو حزيران عام 2005 "اعترفت بضغط ضباط من أمن الدولة." وفي وقت سابق خلال المحاكمة قال محام عنه للمحكمة ان موكله يريد سحب اعترافه بالاشتراك في التزوير والشهادة بأن نور لم يرتكب جناية التزوير. لكن المحكمة لم تأخذ بشهادة رفاعي وحكمت على متهم هارب بالسجن 10 سنوات وعلى باقي المتهمين بالحبس والسجن لمدد تتراوح بين ثلاث سنوات وخمس سنوات. وقال نور ان السلطات لفقت القضية لهز صورة حزبه الذي برز في الساحة السياسية بعد قيامه بشهور لكن الحكومة قالت ان القضية جنائية. وحصل نور (43 عاما) على حوالي ثمانية في المئة من أصوات الناخبين في أول انتخابات رئاسة تنافسية مصرية أجريت قبل الحكم بسجنه عام 2005 وجاء في الترتيب الثاني بعد الرئيس حسني مبارك الذي حصل على 89 بالمئة من الاصوات. وتقول جماعات لحقوق الانسان ان تلاعبا خطيرا شاب الانتخابات. وقال محللون سياسيون ان الحكومة أرادت ابعاد نور من الطريق ليكون بامكان أسرة مبارك اعداد جمال مبارك (43 عاما) العضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وابن الرئيس المصري لخلافة والده في منصب رئيس الدولة. وينفي جمال طموحه للرئاسة. والاتهام الذي وجه لنور هو تزوير توكيلات مؤسسي حزب الغد التي تقدم بها الى لجنة شؤون الاحزاب للحصول على الترخيص بالنشاط. وقالت السلطات ان نور ومساعديه زوروا توقيعات مؤسسي الحزب على التوكيلات والاختام الحكومية التي مهرت بها. وتأسس الحزب عام 2004 . وقالت جميلة اسماعيل زوجة نور والمسؤولة في الحزب ان رفاعي وهو في أواخر الثلاثينيات من العمر كان مسجونا مع المحكوم عليهم بالاعدام وانه اشتكى لاسرته من سوء المعاملة في السجن. وقالت لرويترز "ظل يقول لهم ان لديه معلومات مهمة يريد الادلاء بها للنائب العام." وقال المحامي أمير سالم الذي اشترك في الدفاع عن نور لرويترز ان رفاعي كان الوحيد من بين المحكوم عليهم في القضية الذي ينزل في زنزانة من الزنازين المخصصة لمن ينتظرون تنفيذ أحكام الاعدام. وأضاف سالم الذي سعى أيضا للافراج عن نور لاسباب صحية أن رفاعي "كان يشكو لاسرته في الفترة الاخيرة من سوء المعاملة التي يلقاها بالسجن." وتابع أنه ليس لديه معلومات عن سوء المعاملة الذي كان يشكو منه. وقال ان انتحار رفاعي "أمر غريب للغاية" لان زنازين المحكوم باعدامهم تخلو من أي وسيلة يمكن استعمالها في الانتحار. وقال سالم ان رفاعي كان المتهم الوحيد في القضية الذي صمم على التراجع عن اعترافاته على أيمن نور وانه أقر مرتين أمام المحكمة بأن اعترافاته بالتزوير كانت وليدة اكراه. وأضاف "/القاضي/ رفض الالتفات اليه." وقضى رفاعي الى الان حوالي سنتين من المدة المحكوم عليه بها بالاضافة الى شهور حبسه خلال المحاكمة. وفي العادة يغادر المسجونون في مصر السجن بعد انقضاء ثلثي المدة المحكوم بها. وقالت جميلة اسماعيل ان رفاعي جاء الى الحزب متطوعا وعرض تجنيد أعضاء جدد. وأضافت أنه كان عاملا غير متزوج ويعول شقيقتيه وبناتهما. وحكم على نور يوم 24 ديسمبر كانون الاول عام 2005 ورفضت الحكومة المصرية نداءات أمريكية متكررة للافراج عنه. وواجه الحزب الذي أسسه وهو حزب ليبرالي علماني صعوبات عديدة بعد سجنه. ونور هو أبرز سياسي غير اسلامي عارض أسرة مبارك. من جوناثان رايت 6 سبتمبر2007