أدلى المغاربة بأصواتهم يوم الجمعة في انتخابات برلمانية يتوقع أن تسفر عن تحقيق مكاسب للمعارضة الاسلامية التي وعدت بتطهير الفساد في المملكة التي تقع في شمال افريقيا ويبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة 0800 بتوقيت جرينتش في السباق على الفوز بمقاعد في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا ومن المقرر ان تغلق في الساعة 1900 بتوقيت جرينتش. ويتوقع ان تعلن النتائج يوم الاحد لكن تشكيل حكومة جديدة سيحدث فقط بعد عدة اسابيع من المحادثات بين الاحزاب السياسية ومسؤولين من القصر الملكي. وقال المهندس علي سوناري (23 عاما) بعد ان ادلى بصوته في العاصمة المغربية الرباط "المغرب مثل أي بلد اسلامي يجب ان يختار الاسلام." واضاف "جميع الاحزاب الاخرى لم تحقق شيئا لنا." ويقول محللون ان حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل لديه فرصة للفوز بمقاعد وزارية اذا أصبح أكبر حزب في البرلمان المؤيد للغرب في المغرب. ويقول زعماء حزب العدالة والتنمية انهم يهدفون الى الفوز بما يصل الى 80 مقعدا وهي زيادة كبيرة مقارنة بتمثيلهم الحالي الذي يبلغ 42 مقعدا والتقدم على غالبية الاحزاب الاخرى وعددها 32 حزبا. ويؤكد الحزب على على قيم العائلة والاخلاقيات في الحياة العامة وهي رسالة تلقى شعبية في الاحياء الفقيرة في المدن. وقال سعد الذين عثماني زعيم الحزب للصحفيين بعد أن أدلى بصوته مع زوجته في مدرسة ابتدائية ببلدة سلا وهي أحد معاقل حزبه "سنفوز". واضاف أن حزب العدلة والتنمية سيحتل المرتبة الاولى معربا عن ثقته في أن الانتخابات ستتسم بالعدالة والشفافية. وردا على سؤال بشأن ما سيفعله في حالة صدق تكهناته قال انه سيقرر فيما بعد. لكن نظام التصويت المعقد سيجعل من المستحيل لاي جماعة الفوز بأغلبية. ويقبض الملك محمد على مفاتيح السلطة باعتباره قائدا أعلى للجيش اضافة لانه أمير المؤمنين ويستطيع استخدام حق الاعتراض على القوانين. وتتركز وظيفة رئيس الوزراء على تنسيق عمل الحكومة أكثر من اطلاق السياسات. وأظهرت استطلاعات الرأي ان عملية شراء الاصوات في الماضي أضرت بشعبية البرلمان الحالي. وينتشر الفقر في المناطق الريفية على نطاق واسع ونسبة البطالة في المدن مرتفعة تصل الى نحو 15 في المئة مما يخلق توترات اجتماعية يقول كثيرون انها السبب في زيادة التشدد الديني. ويخشى بعض العلمانيين والليبراليين من ان يكون هدف حزب العدالة والتنمية هو اقامة حكم اسلامي. ويخشى البعض في منظمات حقوق الانسان مثل الكاتب سعيد الاكحل من ان الاسلاميين قد يثيروا في يوم من الايام اعمال عنف مماثلة للتي شهدتها الجزائر طوال السنوات الخمس عشرة الماضية. وفي الجزائر وقع تفجير انتحاري يوم الخميس يعتقد ان الذي قام به متمرد اسلامي قتل 19 شخصا في بلدة باتنة بشرق البلاد قبل زيارة مقررة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال ناخب اخر يدعى جمال سلاوي (31 عاما) انه صوت لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو حزب يساري وعضو في الائتلاف العلماني الحاكم ليحاول وقف تقدم الاسلاميين. وقال "انني لا اثق في الاسلاميين ... لقد كانت تجربة الاسلاميين مع السياسة كلها فاشلة وجلبت العنف والفوضى في معظم الدول الاسلامية." والانتخابات التي تجري يوم الجمعة هي ثاني انتخابات برلمانية في عهد العاهل المنفتح على الاصلاح الذي اعتلى العرش في عام 1999 محققا شعبية بعد حكم والده الذي اتسم بالقبضة الحديدية. وتزعم العاهل المغربي اصلاحات اجتماعية تدريجية لكنه احتفظ بقبضة شديدة على السلطة. ويمكن للملك تعيين أي شخص رئيسا للوزراء أيا كانت نتائج الانتخابات ويتوقع ان يكون اختياره هو تشكيل حكومة ائتلافية تتألف من وزراء من عدة احزاب. 7 سبتمبر2007