اعلن الاسلاميون المغاربة المعارضون الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية ببرنامج مناهض للفساد انهم في طريقهم يوم السبت ليصبحوا اكبر حزب في البرلمان بعد الانتخابات التي شابها انخفاض نسبة الاقبال على التصويت بشكل قياسي. وهتف اعضاء الحزب المبتهجون في مقار حزب العدالة والتنمية الاسلامي في المغرب "سنفوز سنفوز." ونقلا عن الاحصاءات التي اوردها مندوبو الحزب في مراكز الاقتراع في مختلف انحاء المغرب قال جمعة معتصم رئيس حملة حزب العدالة والتنمية للصحفيين انه بعد فرز نحو نصف الاصوات في الانتخابات التي جرت الجمعة حصل حزب العدالة والتنمية على 30 في المئة وهي اكبر نسبة حصل عليها اي حزب. ووفقا لاحصاءاته غير الرسمية فقد حصل ثاني اكبر حزب شعبية والذي امتنع عن ذكر اسمه على 16 في المئة. ويقول محللون سياسيون ان امام حزب العدالة والتنمية فرصة للفوز بمقاعد في مجلس الوزراء اذا اصبح اكبر حزب بعد المنافسة التي جرت الجمعة بين 33 حزبا وعشرات من المرشحين المستقلين الساعين الى الفوز بمقاعد في البرلمان المؤلف من 325 عضوا. ولكن النظام الانتخابي المعقد يجعل فوز اي جماعة بأغلبية مطلقة امرا شبه مستحيل. وأيا كانت نتيجة الانتخابات فان السلطة الحقيقية ستبقى في يد الملك محمد السادس . ولم تنشر نتيحة رسمية للفرز حتى الآن ومن غير المقرر معرفة النتائج الرسمية النهائية قبل يوم الاحد. وقال معتصم ان الحزب يتوقع الفوز بسبعين مقعدا على الاقل وهو عدد يعتبر مرتفعا بشكل كبير عن التمثيل الحالي للحزب وهو 42 مقعدا. ويؤكد الحزب على القيم العائلية المحافظة والاخلاقيات في الحياة العامة وهي رسالة تلقى شعبية في الاحياء الفقيرة في المدن. وهذه ثاني انتخابات برلمانية في عهد العاهل المغربي صاحب العقلية الاصلاحية الذي اعتلى العرش في عام 1999 محققا شعبية بعد حكم والده الذي اتسم بالقبضة الحديدية. وقاد الملك محمد السادس اصلاحات اجتماعية تدريجية ولكنه احتفظ بسيطرته القوية على السلطة . وبامكانه تعيين اي شخص كرئيس للوزراء بصرف النظر عن نتيجة الانتخابات ومن المتوقع ان يرأس من يقع اختياره عليه ائتلاف يضم وزراء من عدة احزاب. وقال شكيب بن موسى وزير الداخلية للصحفيين انه في الساعة 1800 بتوقيت جرينتش بلغت نسبة الاقبال على التصويت 34 في المئة وان من المحتمل ان تصل في النهاية الى نحو 41 في المئة وهي نسبة منخفضة بشكل قياسي وأقل من توقعات الحكومة. واضاف ان العملية الانتخابية كانت حرة ونزيهة. ويقول محللون سياسيون ان عدم اكتراث الناخبين يعود في الاساس الى اعتقاد بأن البرلمان هيئة غير مؤثرة تضم ساسة من الصفوة ذوي التفكير العلماني بشكل تقليدي والذين لا يفوا بالوعود التي قطعوها على انفسهم من اجل انتخابهم. وقال المهندس علي سوناري (23 عاما) بعد ان ادلى بصوته في العاصمة الرباط "المغرب مثل أي بلد اسلامي يجب ان يختار الاسلام." واضاف "جميع الاحزاب الاخرى لم تحقق شيئا لنا." وفي حي السكويلة الفقير بالدار البيضاء قالت منينة بن سليك "صوت لمرشح ساعدنا فيما مضى. امل أن تساعد هذه الانتخابات الفقراء على الخروج من بؤسهم." وقال محمد اليازجي زعيم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو اكبر حزب منفرد في البرلمان المنتهية ولايته انه يعتقد ان الحزب زاد من تمثيله . واردف قائلا ان الامتناع عن التصويت في حد ذاته ليس علامة طيبة. وقال عضو بالحزب طلب عدم نشر اسمه ان "الامور ليست سيئة جدا ولكن توجد صعوبات." وأقبل المستثمرون الاجانب على المغرب بسبب استقراره الاجتماعي وعزمه على تحديث اقتصاده ودمجه في الاسواق العالمية الى جانب انفتاحه بوجه عام فيما يتعلق بالتعامل مع الاجانب. ويخشى بعض الليبراليين من ان يكون هدف حزب العدالة والتنمية هو اقامة حكم اسلامي. لكن الحزب يصف تنظيم القاعدة بأنه "عدو" ويرى البعض في المؤسسة الحاكمة اعتدال الحزب بأنه حصن ضد الجهاديين. من الامين الغانمي 8 سبتمبر 2007