تونس – شهد اليوم الأول من رمضان عام 1428 هجريا في تونس تدشين أول إذاعة دينية في تاريخ البلاد تهدف –حسبما أعلنت السلطات– إلى نشر الفكر الإسلامي المتسامح، وقطع الطريق أمام الفكر المتطرف. وواجهت خطوة إطلاق هذه الإذاعة رفضا من جانب بعض الأصوات العلمانية، بحسب مراسل "إسلام أون لاين. نت" الذي لفت إلى أنه قبل اليوم لم يكن في تونس أي إذاعة أو قناة دينية ولو حتى على شبكة الإنترنت. وبآيات قرآنية بدأت إذاعة "الزيتونة للقرآن الكريم" بثها اليوم الخميس من مقرها في بمدينة قرطاج حيث يقع قصر الرئاسة. وتبث الإذاعة برامجها معتمدة في الأساس على القرآن الكريم بنسبة لا تقل عن 80%، وبترتيل أصوات تونسية شابة، وذلك على موجة "إف إم" لتغطية ما يفوق 90% من السكان على مدى الأربع والعشرين ساعة. وستخصص بقية البرامج للأحاديث النبوية الشريفة وقصص الأنبياء والأدعية والابتهالات إلى جانب تلقين قواعد النطق والتجويد في الترتيل، وذلك في إطار الربط التفاعلي مع الجمهور. وتبث الإذاعة بصفة دائمة الصلوات الخمس من جامع العابدين، كما تنقل صلاة التراويح وصلاة الجمعة من مساجد وجوامع تونسية أخرى. وإذاعة "الزيتونة للقرآن الكريم" مملوكة لمحمد صخر الماطري صهر الرئيس زين العابدين بن علي. ووقع الاختيار على كمال عمران الأستاذ الجامعي المعروف للإشراف على "الزيتونة" التي استمدت اسمها من جامع الزيتونة الشهير بالعاصمة تونس، والذي ظل بمثابة منارة إسلامية على مدى قرون. قيم الإسلام الصحيحة وعن السبب وراء إنشاء "الزيتونة" قالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية (وات): "إن إحداث هذه الإذاعة يندرج في إطار العناية المتواصلة بالدين الحنيف وإحياء شعائره والتشجيع على إشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الإسلام الصحيحة، وفي مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال". وأفادت "وات" بأن الماطري مالك المشروع يشعر بالامتنان للرئيس بن علي لما لمس لديه من "ترحيب بفكرة إنشاء هذه المحطة الإذاعية بما يؤكد حرصه على رعاية الدين الإسلامي والقائمين على شئونه". وأكد الرئيس التونسي في وقت سابق ضرورة الإحاطة بالشبان وتوعيتهم لدرء خطر التطرف عنهم في وقت يتزايد فيه نشاط الجماعات الإسلامية في شمال إفريقيا. معارضة علمانية و"الزيتونة" هي ثالث إذاعة خاصة في تونس بعد أن أنشئت سابقا إذاعة "موزاييك" و"جوهرة"، وهما مخصصتان للترفيه، إضافة لفضائية تلفزيونية خاصة هي "حنبعل". وبينما رحب المواطنون بإطلاق هذه الإذاعة شهدت الصحافة المحلية عدة مقالات لكتاب علمانيين هاجموا فيها هذه الخطوة في البلاد التي يقول الإسلاميون فيها: إن السلطات تضيق على كل ما هو إسلامي، خاصة ارتداء الحجاب. وتوجد حاليا العديد من طلبات الترخيص بإطلاق إذاعات أو قنوات عامة أمام السلطات في تونس، ويشكو أصحاب هذه الطلبات من تعقيدات كبيرة تمارسها أجهزة السلطة، ما يفسر بخشية السلطات من أن تكون قوى المعارضة وراء طلبات تأسيس هذه الوسائل الإعلامية.