بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم لسنة 1428 هجرية بادر رئيس الجمهورية التونسية مشكورا الى اتخاذ قرار وطني بانشاء اذاعة تونسية للقران الكريم , حيث شرعت الاذاعة المذكورة هذا اليوم الخميس الأول من رمضان بالبث من منطقة قرطاج ذات الرموز السيادية . واذ نثمن هذه الخطوة ونعتبرها قرارا شجاعا ووطنيا لمصالحة الدولة مع هوية شعبها ومع الموروث الحضاري للتونسيين والتونسيات , فاننا نغتنم هذه الفرصة لدعوة الرجل الأول للدولة التونسية الى التدخل الناجع من أجل طي ملف اشتباك بعض الجهات الرسمية مع موضوع الحجاب الاسلامي استنادا الى مايتمتع به من صلاحيات دستورية واسعة تخول له الغاء المنشور القهري 108 . واذ نشكر لكل الاخوة المسؤولين بالدولة التونسية هذه الخطوة الايجابية التي تعيد للتونسيين الأمل في دولة تشرف على تلبية الحاجيات الروحية والتربوية والدينية لأبناء شعبنا, فاننا نأمل أن تكون اذاعة الزيتونة للقران الكريم منعرجا هاما في حياتنا الوطنية يتوج مع نهايات هذا الشهر المعظم باطلاق سراح كل من تبقى من معتقلين في قضايا الرأي والسياسة . اننا نأمل أن يكون شهر القران العظيم وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار شهر مقدمات المصالحة الوطنية الحقيقية في تونس , ولعل رفع القيود الادارية والأمنية والمادية عمن أفرج عنهم بموجب عفو رئاسي خاص واستعادة هؤلاء لحقهم في التنقل الطبيعي والسفر والعلاج والعمل والدراسة ..., يعد مقدمة لمصالحة وطنية شاملة بين الدولة والمواطن وبين الحاكم والمحكوم انطلاقا من روح الاعتدال والتسامح الذان نص عليهما ديننا الحنيف والذان كانا باعثا لانشاء اذاعة القران الكريم بمبادرة رئاسية . وفي الختام نجدد التحية لكل من ساهم في انشاء اذاعة الزيتونة للقران الكريم ونرجو من الله تعالى أن تكون منبرا طلائعيا في ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال الاسلامي في ربوع تونس , كما نأمل أن يكون بزوغ فجرها خطوة صادقة على طريق بناء اعلام حر ووطني ومتوازن وأصيل ومستجيب لشروط التحديث في المجال السمعي البصري . الامضاء : مرسل الكسيبي بصفته اعلاميا تونسيا ومديرا لصحيفة الوسط التونسية.