شن الرئيس الايراني محمود احمدي الجمعة هجوما جديدا الجمعة على اسرائيل في خطاب القاه بمناسبة "يوم القدس" تعهد فيه بمواصلة الكفاح "حتى تحرير كامل فلسطين"، واعاد طرح تساؤلات بشأن محرقة اليهود مع تنامي التوتر مع الغرب حول الملف النووي. وقال الرئيس الايراني في خطابه الذي نقلته الاذاعة الرسمية ان "الشعب الفلسطيني صامد. الشعب الايراني والشعوب الاخرى كذلك ولن تتوقف طالما لم تحرر كامل فلسطين". وكان الامام الخميني اعلن الاحتفال بيوم القدس في يوم الجمعة الاخير من رمضان في بداية الثورة الاسلامية في 1979. والقى احمدي نجاد خطابه في الوقت الذي تظاهر فيه عشرات الالاف من الايرانيين في العاصمة والمدن الاخرى تعبيرا عن مناهضتهم لاسرائيل التي لا تعترف بها طهران. وحمل احمدي نجاد على الحكومات الغربية التي اتهمها بدعم اسرائيل قائلا ان "يد الشعوب القوية ستحاكمهم وتعاقبهم يوما (..) فلا يظنن ان الشعب الايراني والشعوب الاخرى ستدع رقاب الصهاينة وانصارهم تفلت من بين ايديهم". وعاد احمدي نجاد مجددا لطرح تساؤلات بشأن محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، قائلا "على العالم ان يعرف ان الامة الايرانية تكره المجازر وتعتبر المسؤولين عن الحرب العالمية الثانية وهتلر وجوها سوداء شريرة" في تاريخ البشرية. واضاف "لكن الامة الايرانية لديها سؤال وطالما لم تكن هناك اجابة واضحة ومقنعة لهذا السؤال، فسيبقى مطروحا". وتابع "لقد قاموا بتقديس المحرقة ولا يسمحون لاحد بطرح الاسئلة (..) وتحت ذريعة المحرقة، يسمحون لانفسهم بارتكاب اي جريمة يرتأون". وعاد احمدي نجاح لاقتراح نقل "الصهاينة" الى اراض خالية في اوروبا واميركا الشمالية. وقال "بعد الحرب العالمية الثانية، وباسم محرقة اليهود (..) وافران الحرق وبحجة اضطهاد اليهود وما تكبده بعض اليهود، اوجدوا الظروف لاقامة الكيان الصهيوني". واضاف "الاوروبيون لا يحتملون الصهاينة عندهم لكنهم يريدون فرضهم على شعوب منطقتنا (..) امنحوهم الاراضي الواسعة في كندا والاسكا لكي يقيموا عليها بلدا". وكان احمدي نجاح دعا في 2005 الى "ازالة اسرائيل عن الخارطة" ووصف المحرقة بانها "خرافة" مثيرا موجة من الاحتجاجات في الغرب. وياتي هذا الهجوم الكلامي الجديد على اسرائيل وسط تنامي التوتر بين ايران والغرب بشأن الملف النووي. وتخوض اسرائيل، التي يعتقد انها الدولة الوحيدة المالكة للسلاح النووي في الشرق الاوسط، مع حليفتها الولاياتالمتحدة حملة ضد ايران التي تتهمانها بالسعي الى امتلاك القنبلة النووية. ولم تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة اللجوء الى القوة ضد ايران، وتدعو فرنسا على راس بعض الدول الاوروبية الى فرض عقوبات جديدة على طهران. لكن ايران تصر على ان برنامجها النووي سلمي وهدفه انتاج الكهرباء لتلبية احتياجات الزيادة السكانية مع تزايد استهلاك النفط والغاز. وجدد الرئيس الايراني الجمعة التأكيد على ان "الشعب الايراني غير مستعد للجلوس الى طاولة ومناقشة حقه المطلق في امتلاك التكنولوجيا النووية. عليهم ان يدركوا ذلك". في اشارة الى الدول الكبرى التي تطالب ايران بوقف تخصيب اليورانيوم. وكان احمدي نجاح اكد الاسبوع الماضي امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ان بلاده تعتبر ان الملف النووي الايراني "اغلق" وانه بات مسألة "عادية" على جدول اعمال الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقررت الدول الست الكبرى (5+1) وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا، انتظار تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول تعاون ايران مع الوكالة قبل البت في احتمال فرض عقوبات جديدة على ايران. واعتمد مجلس الامن الدولي قرارين يطالبان ايران بتعليق تخصيب اليورانيوم ويفرضان عقوبات على برامجها النووية والباليستية وسط مخاوف من سعي ايران لامتلاك السلاح الذري. وهو امر تنفيه ايران. ورغم الطابع السياسي للتظاهرات المنظمة الجمعة، واللافتات التي تحمل شعارات "الموت لاسرائيل" و"الموت لاميركا"، سادت اجواء من المرح مع انتشار باعة البالونات الملونة وقيام فنانين بدعوة من بلدية طهران بتلوين وجوه الاطفال ورسمها على هيئة قطط وارانب. وقالت سمية سليم (27 عاما) "اشارك كل سنة لان الفلسطينيين يحتاجون للمساعدة وغير قادرين على الدفاع عن انفسهم. آتي لجذب انظار العالم الى معاناتهم". وفي اشارة الى علم اسرائيلي قامت برسمه على قطعة قماش قالت الشابة "سأحرقه".