شهد المركب الجامعي بتونس/المنار أيام 2و3و4 أكتوبر الجاري أحداثا خطيرة، حيث أقدمت مجموعة، عرفت باسم "النقابيين الراديكاليين"، على ممارسة "العنف المنظم"، أي الإرهاب في المراحل الأولى لميلاده، تجاه مجموعة من طلبة الشباب الإشتراكي اليساري تناضل في صفوف الإتحاد العام لطلبة تونس. وقد جرت هذه الإعتداءات بإيعاز من عز الدين زعتور، الأمين العام للإتحاد، وتنفيذا من قبل شاكر العواضي، عضو المكتب التنفيذي، لإرهاب إطارات المنظمة الطلابية وجمهور منخرطيها الرافضين لاستهتار زعتور ومجموعة "النق.رد." بقوانينها وهياكلها وهيئاتها والمعرضين لقرارته الفردية بشأن الإنتخابات القاعدية وتغيير المهام داخل المكتب التنفيذي وعدم دعوة الهيئة الإدارية للإنعقاد وتأجيل المؤتمر بثلاث سنوات لإحكام الإنقلاب عن الشرعية والدخول بالإتحاد في مسار مجهول. وتمثلت الأحداث في ما يلي: - 2 أكتوبر، نظم المكتب الفيديرالي"عمار الطواهري" بكلية العلوم تونس، تظاهرة حائطية تضمنت بيانا عن العودة الجامعية، تمهيدا لتنظيم اجتماع عام حول الصعوبات التي يعيشها الطلبة وحول منظومة "إمد"، وإذا بمجموعة من "النق.رد." يتقدمها شاكر العواضي ونجيب الدزيري تمزق التظاهرة وتعتدي على كل من فتحي عويتية وعصام الزعنوني، عضوي المكتب الفديرالي. - 3 أكتوبر، الإعتداء على كل من الرفيقين نجيب العبيدي وبلال الجلاصي بساحة كلية الحقوق، من قبل مجموعة من "النق.رد."من بينهم شاكر العواضي ونجيب الدزيري وعمار، حيث مارسوا عنفا وحشيا وهمجيا ضد الرفيق بلال بضربه بالعصي والسلال المغلفة بالبلاستيك على ظهره وضرب رأسه على "الدروج" والدوس عليه بالأقدام حتى أغمي عليه وتهديده بالقتل. - 4 أكتوبر، دعا المكتب الفيديرالي "عمار الطواهري" بكلية العلوم إلى تنظيم اجتماع عام وتظاهرة حول الأوضاع الجامعية والطلابية وحول الأزمة التي يشهدها الإتحاد العام لطلبة تونس وحول العنف المنهجي الذي ما انفكت مجموعة "النق.رد." تنتهجه في الجامعة وتعمل على تصديره إلى بقية مكونات المجتمع المدني، وقد شهد الإتحاد العام التونسي للشغل نموذجا من هذه الممارسات الفوضوية والإستفزازية خلال الإحتفالات بالعيد العالمي للعمال بتوزر. وإذا بمجموعة "النق.رد" معززة بالعديد من العناصر المشبوهة من محترفي الجريمة، حوالي ال30 عنصرا، تقسمت إلى مجموعتين: واحدة دخلت كلية العلوم يقودها نجيب الدزيري اتجهت إلى المشرب، وكانت تحمل معها أسلحتها المتمثلة في الهراوات والسلاسل والسكاكين("ورقة"، حادة من الجانبين). وانتصبت الثانية، بقيادة شاكر العواضي، خارج الكلية لاستقبال الفارين أو لتنظيم هجوم مضاد من الخارج في حالة ما إذا واجهت المجموعة الأولى صعوبات تذكر. ولمّا بدأ الرفاق يتجمعون في ساحة الكلية، شنت مجموعة "النق.رد"هجوما يذكر شكلا ومضمونا بهجمات الشعوب البدائية "الباربار"، حيث أرهبوا عموم الطلبة المتواجدين بالبهو وعنفوا العديد من المناضلين، على مرآى ومسمع من أعوان الأمن. وقد ألحقوا أضرار بليغة بكل من: منتصر العياري، عضو هيئة إدارية، تلقى ضربة بقضيب من الحديد على مستوى الرأس وأخرى في مستوى ذقنه نتجت عنها إصابة بحوالي 5 صم وكسر بفكه الأسفل. نجيب الوهيبي، عضو هيئة إدارية، إصابة بليغة في مستوى الكتف بواسطة قضيب من حديد. أنس الهذيلي، عضو مكتب فيديرالي بكلية الحقوق تونس، تعرض إلى الضرب المبرح على كامل جسمه وتهشيم نظاراته، ثم تمّ اقتياده من قبل المدعو على بن عزوزية، مسجّل بكلية العلوم بنزرت، بواسطة سكين ("ورقة") موضوعة في مستوى العنق، قبالة مركب علّيسة، أين هددوه بالقتل إذا ما واصل نشاطه السياسي وانتماءه للحزب الإشتراكي اليساري، أمام جمهرة من المواطنين وأعوان الأمن بلباسهم الرسمي والمدني. وقد هدده شاكر العواضي حرفيا "باش تبطل السياسة وإلا المرة الجاية ما نضمنلكشي روحك". كما ألحقت المجموعة أضرار بالعديد من المناضلين والطلبة والمواطنين وبمقهى "فلة" بالمركب التجاري "عليسة". وزيادة على ذلك نشير إلى أن المجموعة المذكورة أصبحت تعتمد نظام قائمات إسمية في الذين تريد تعنيفهم وتوجيه التهديدات إليهم. لم تشهدها السّاحة السياسية والطلابية مثل هذه الممارسات إلاّ مع الحركات الإسلامية والجماعات الإرهابية، وها أن مجموعة "النق.رد." تحييها اليوم من جديد، وهي تتصرف وكأنها تتمتع بحماية، زيادة على المظلة التي وفرها لها الأمين العام لاتحاد الطلبة. وأمام خطورة هذه الأحداث والتطورات، لا يسع طلبة الحزب الإشتراكي اليساري إلا التّعبير عن تنديدهم بالعنف المنظم الذي تمارسه هذه المجموعة، ضد المجموعات السياسية الطلابية والأشخاص. فقد اعتدت على الذوات في الجامعة وفي شوارع العاصمة، وظلت تتصرف دون رادع، وهي بصدد المرور من طور إلى آخر أخطر، وقد تفاجئ الجميع، بما في ذلك البعض من مؤطريها، بارتكابها مكروه والدخول إلى طور الجريمة المنظمة وطور الإرهاب السياسي، لحساب أوساط مشبوهة. لذلك نحن نحمل السلط العمومية مسؤوليتها كاملة في ترك هذه المجموعة تواصل إشاعة الإرهاب والعنف في الساحة الجامعية والوطنية. ويحمل الطلبة الإشتراكيين اليساريين المسؤولية كاملة فيما آلت إليه الأوضاع في الإتحاد العام لطلبة تونس إلى عزالدين زعتور الذي أحدث فيه فراغا هيكليا ومؤسساتيا وداس على قوانينه وفتح مقره لإيواء عناصر غريبة عن الجامعة والحركة الطلابية فمولها وجندها للإنقلاب على الشرعية بهدف توظيف المنظمة الطلابية لخدمة أغراض لا علاقة لها بمصالح الطلبة والحركة الديمقراطية وبمصلحة الجامعة والبلاد. وأخيرا يدعو طلبة الحزب الإشتراكي اليساري كافة الأطراف الديمقراطية والتقدمية في الجامعة إلى تحمل مسؤوليتها حيال هذه الظاهرة والوقوف ضدها وعدم مسايرتها، ويؤكدون أن لا مخرج للإتحاد والحركة الطلابية من الأزمة التي يعيشانها منذ سنوات، إلا عن طريق اتفاق معلن حول ميثاق طلابي يلزم الجميع بالحد الأدني الذي يضمن هوية المنظمة الديمقراطية والوطنية والتقدمية وبنبذ العنف المنظم ويحترم حرية الرأي ويقبل التعايش مع الرأي المخالف. الشباب الإشتراكي اليساري تونس في 5 أكتوبر 2007