طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس من الفلسطينيين استغلال "الفرصة الجديدة" التي قدمها مؤتمر انابوليس لقيام دولة مستقلة مع القدسالشرقية عاصمة لها ولكنه حذر من ان المفاوضات ستكون صعبة ومعقدة. وقال في كلمة القاها في تونس خلال ندوة التضامن مع الشعب الفلسطيني التي أقامها التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس بحضور رئيس الحكومة محمد الغنوشي "ان الفرصة الجديدة التي سنحت عبر اطلاق المفاوضات في أنابوليس يجب أن تستغل باخلاص وجدية لا أن تتبدد بالشكوك والمخاوف". واشار الى "أننا منذ اللحظة نبدأ معركة سياسية تفاوضية في غاية الجدية والصعوبة والتعقيد". واضاف "أقول لشعبنا الصابر الصامد المرابط في فلسطين في الضفة في غزة في القدس في المخيمات والقرى والمدن في السجون والمعتقلات في الوطن والمنافي: إننا نبدأ معركة سياسية تفاوضية في غاية الجدية والصعوبة والتعقيد هدفها إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة فوق ترابنا الوطني وعاصمتها القدسالشرقية". واتفق عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الثلاثاء خلال مؤتمر انابوليس (الولاياتالمتحدة) حول الشرق الاوسط على السعي للتوصل قبل نهاية 2008 الى اتفاق سلام يؤدي الى قيام دولة فلسطينية. واشار عباس الى ان المعركة السياسية تسير "جنبا إلى جنب مع الجهود المبذولة للتفاوض حول جميع قضايا الوضع الدائم القدس واللاجئين والاستيطان والحدود والأمن والمياه حيث يتعين إنجازها خلال العام القادم وأعني بالانجاز التوصل إلى حلول قابلة للتطبيق الفوري". واوضح "سندعم ونقوي بكل الإمكانات صمود شعبنا على أرض وطنه (...) وسنسهر من أجل توفير حياة حرة كريمة لكل الفلسطينيين كي تكون دولتنا العتيدة دولة ديمقراطية حرة عصرية يسودها القانون وتحميها العدالة والمساواة". واكد ان "السلام بين الشعوب يقوم على أساس الاتفاقيات والحقوق والوعي الناضج للمصالح المتبادلة". وقال ايضا "إنني أدرك أن شكوكا ترواد أذهان البعض ناتجة عن فترة طويلة لم تنفذ الالتزامات فيها في المواعيد المحددة وإنني أقول لكم إن ما حدث في أنابوليس هو إعلان انطلاق المفاوضات على مرجعيات وأسس واضحة". واشار الى ان هذه الاسس هي "مبدأ الأرض مقابل السلام ورؤية الرئيس بوش وخطة خارطة الطريق والمبادرة العربية". وقال ايضا "إن أما يملأ قلبي من خلال هذه الفرصة الجديدة وثقة تتعزز في داخلي من خلال وعي صاف للمشهد العربي الواحد الموحد". وتوجه الرئيس الفلسطيني ب"تحية إعزاز وإكبار لمعتقلينا الذين لن يغمض لنا جفن قبل أن يخرج آخر سجين منهم إلى أرواح شهدائنا الأبرار وذويهم الصابرين المحتسبين الفخورين بذروة العطاء للوطن وعلى رأسهم رمز نضالنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات". والتقى عباس الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقال بعد اللقاء "ان تونس هي دوما مع ما تريده فلسطين وهو الموقف الذى نفخر ونعتز به". واضاف "أتذكر دائما أننا من تونس عدنا الى الوطن وان شاء الله هذه بادرة طيبة لننطلق من هنا ونحصل على الدولة الفلسطينية المستقلة في عام 2008". واوضح ان "اللقاء تناول كذلك مسائل ثنائية والعلاقات الاخوية الطيبة التي تسير على أكمل وجه". 30 - 11-2007