في أول حفل نظمه المدونون المصريون غنت "بهية" للمعتقلين على مسرح نقابة الصحفيين بوسط القاهرة ليل الاربعاء. و"بهية" هو الاسم الذي يشير به نشطون ومثقفون الى مصر. واختار المدونون شعارا لحفلهم "غني يا بهية" محاولين القول ان هناك تضامنا شعبيا كبيرا مع المعتقلين الذين من بينهم مدونون. وغلبت الاغاني الشعبية على الحفل وكان من بينها أغان للموسيقي المصري الشهير الراحل سيد درويش وأغان لمطربين شعبيين معاصرين. والمدونون هم أصحاب صفحات مجانية على الانترنت يعرضون فيها اراءهم التي تتنوع بين صفحات أدبية وفنية وسياسية وشخصية. ووصل عدد المدونين المصريين منذ بداية ظهور المدونات قبل نحو عامين الى نحو ألف مدون. وكان حفل المدونين متنوعا كمدوناتهم وظهر فيه التعبير السياسي لكن في اطار فني. وأقام المدونون الحفل بالتنسيق مع لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ولجنة سجناء الرأي. وتقول شيماء (24 عاما) صاحبة مدونة "شيماء" http://archshaimaa.blogspot.com/ انها شاركت في الحفل لانها رأت أنه يمثل طريقة جديدة للتعبير عن الرأي ومخاطبة الناس "بدون خسائر". وأضافت "تظاهرنا وواجهنا مشاكل مع الامن وكانت النتيجة اعتقالات كثيرة وخسائر كثيرة جدا فقررنا توصيل صوتنا بطرق جديدة غير مؤذية. "كما أردنا دعم المعتقلين من خلال جمع التبرعات خلال الحفل والترويج الاعلامي لقضيتهم." وخلال جلسات محاكمة القاضيين البارزين الداعيين لاستقلال السلطة القضائية محمود مكي وهشام البسطويسي في الاسابيع الماضية تظاهر ألوف النشطين وأغلبهم من الاخوان المسلمين تأييدا لهما واحتجزت السلطات مئات منهم مازال أكثر من مئة منهم رهن الاحتجاز. ويقول محمد عادل (18 عاما) صاحب مدونة "ميت" http://www.43arb.info/meit/ الذي كان أصغر من اعتقلوا في المظاهرات انه تعرض للضرب أثناء نقله الى السجن وبعد الافراج عنه. ومضى محمد وهو من جماعة الاخوان يقول لرويترز ان المعاملة في السجن كانت "عادية شابها تجاوز تمثل في وضع بعض المعتقلين مع مسجونين في قضايا جنائية... ولكنهم تعاونوا معنا وساعدونا." وقالت صاحبة مدونة "بنت مصرية" http://bentmasreya.blogspot.com/ وهي مصممة برامج كمبيوتر (27 عاما) طالبة عدم ذكر اسمها "حاولنا الربط بين مضمون الحفل وبين قضيتنا. فالاسم بهية يحرك الناس ونحن هنا لدعم المعتقلين... الحفلات الغنائية تحمس الناس." وشاركت في الحفل ثلاث فرق فنية من بينها فرقة "حالة" المسرحية وهي أول فرقة في مصر تنتمي لاتجاه مسرح الشارع وقدمت عرضا فنيا استمدت أغلب فقراته من التراث. وحفل العرض الذي قدمته الفرقة باسقاطات سياسية لكن مخرج العرض محمد عبد الفتاح شدد على أن الفرقة ليست جماعة سياسية بل فرقة فنية. وشاركت في الحفل فرق أخرى منها "ضي" و"جميزة" بأشعار وأغنيات. وانتقلت المدونات في مصر سريعا الى الانشغال بقضايا سياسية وقدمت تغطية سريعة لاحداث اعتداء على نشطين في يوم الاستفتاء على تعديل الدستور ووقائع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام الماضي والمظاهرات المؤيدة للقضاة واشتباكات طائفية في مدينة الاسكندرية الساحلية هذا العام. ومن بين المدونات التي تتابع الاحداث أولا بأول "الوعي المصري" http://misrdigital.blogspirit.com. ويقول كثيرون من أصحاب المدونات انهم لم يكن لهم نشاط سياسي قبل التدوين. وتقول شيماء "كانت لي اراء وكنت على اطلاع على الموقف ولكني لم أبدأ النشاط الفعلي الا عبر المدونات." وتوجد في المدونات محاولة مستمرة للتغلب على الاحباطات في الحياة السياسية والاجتماعية من خلال الكتابة الى جانب محاولات لكسر المحظورات في الفن والسياسة والدين والادب. وتخصصت مدونة "بهية" http://baheyya.blogspot.com في التحليل السياسي بينما تحمل مدونات أخرى تجارب أدبية. وأسماء المدونات المصرية لا يعبر أغلبها عن طبيعتها المتنوعة وأفكار اصحابها واتجاهاتهم. فهناك مدونات تحمل اسم أصحابها مثل مدونة "منال وعلاء" http://www.manalaa.net و"شيماء" و"عمر". وتحمل مدونات أخرى أسماء لا يعرف سرها الا أصحابها مثل "حوليات صاحب الاشجار" http://journal.gharbeia.net و"جيفارا والقطط العمياء" http://garad.blogspot.com و"جزمة حريمي" http://gazma7arimi.blogspot.com/. وهناك مدونات تعبر عن رأي صاحبها في الاوضاع الاجتماعية أو السياسية مثل "خربانة يا جدعان" http://alrahma.blogspot.com. ومدونة "منال وعلاء" خاصة بزوجين من النشطاء وحصلت على جائزة منظمة "مراسلون بلا حدود" كأفضل مدونة باللغة العربية. ويوصف علاء واسمه علاء سيف الاسلام بأنه رائد المدونين في مصر وهو محتجز حاليا لاشتراكه في المظاهرات. ومن بين المدونين البارزين النشط في حركة "كفاية" محمد الشرقاوي الذي يكتب على مدونة http://www.speaksfreely.net وقال ان السلطات عذبته بعد اعتقاله قبل حوالي أسبوعين لكن وزارة الداخلية نفت واقعة التعذيب.