هيئة السجون والإصلاح تنفي "مجددا" تدهور الحالة الصحية لبعض المضربين عن الطعام    خالد السهيلي: "الطائرات المسيرة تشكل تحديا متصاعدا على "المستوى الوطني والعالمي    مونديال كرة القدم تحت 17 عاما - المنتخب التونسي يواجه نظيره النمساوي في الدور السادس عشر    سماح مفتاح: "المتشمت في المريض أو المسجون أو المتوفي مسكين لأن روحه غير سليمة"    قبل صدور "مواسم الريح" بأيام.. روايات الأمين السعيدي تحقق مبيعات قياسية بالشارقة    الحمامات وجهة السياحة البديلة ... موسم استثنائي ونموّ في المؤشرات ب5 %    3 آلاف قضية    مع الشروق : زوال الاحتلال واحترام السيادة... شرطان لتسليم السلاح !    عاجل/ قيمة ميزانية وزارة الخارجية لسنة 2026    المنتخب التونسي: سيبستيان توناكتي يتخلف عن التربص لاسباب صحية    بنزرت الجنوبية ... 5 جثث آدمية لفظتها الأمواج في عدد من الشواطئ    قضية 17 كلغ من المخدرّات تبوح بأسرارها... إرسالية هاتفية وراء 20 سنة سجنا لعميد في الديوانة    اشتكتها هيئة السجون ... محاكمة سنية الدهماني .. تتواصل    الدعارة في "إسرائيل" تتفشى على الإنترنت    كيف سيكون الطقس هذه الليلة؟    عاجل/ فنزويلا تقرّر الرد على "الإمبريالية" الامريكية    صفعة عمرو دياب لشاب مصري تعود للواجهة من جديد    عاجل/ تونس تُبرم إتفاقا جديدا مع البنك الدولي (تفاصيل)    عاجل/ غلق هذه الطريق بالعاصمة لمدّة 6 أشهر    فريق من المعهد الوطني للتراث يستكشف مسار "الكابل البحري للاتصالات ميدوزا"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الأديب والمفكر الشاذلي الساكر    الفواكة الجافة : النيّة ولا المحمّصة ؟ شوف شنوّة اللي ينفع صحتك أكثر    11 نوفمبر: العالم يحتفل ب''يوم السناجل''    كونكت: تنظيم جديد لمحمّصي القهوة في تونس    تونس تتمكن من استقطاب استثمارات أجنبية بأكثر من 2588 مليون دينار إلى أواخر سبتمبر 2025    عاجل: تونس وموريتانيا – 14 ألف تذكرة حاضرة ....كل ما تحب تعرفوا على الماتش!    عاجل-شارل نيكول: إجراء أول عملية جراحية روبوتية في تونس على مستوى الجهاز الهضمي    جمعية التحالف من أجل النادي الافريقي تطالب السلطات بالحافظة على المصداقية    الأخطر منذ بدء الحرب/ شهادات مزلزلة ومروعة لاغتصاب وتعذيب جنسي لأسيرات وأسرى فلسطينيين على يد الاحتلال..    علماء يتوصلون لحل لغز قد يطيل عمر البشر لمئات السنين..    من وسط سبيطار فرحات حشاد: امرأة تتعرض لعملية احتيال غريبة..التفاصيل    كريستيانو رونالدو: كأس العالم 2026 .. سيكون الأخير في مسيرتي    عاجل: اقتراح برلماني جديد..السجناء بين 20 و30 سنة قد يؤدون الخدمة العسكرية..شنيا الحكاية؟    عاجل/ في عمليتين نوعيتين للديوانة حجز هذا المبلغ الضخم..    رسميا: إستبعاد لامين يامال من منتخب إسبانيا    حجم التهرب الضريبي بلغ 1800 م د في صناعة وتجارة الخمور بتونس و1700 م د في التجارة الالكترونية    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    عاجل : تحرك أمني بعد تلاوة آيات قرآنية عن فرعون بالمتحف الكبير بمصر    عاجل: منخفض جوي ''ناضج'' في هذه البلاد العربية    عشرات الضحايا في تفجير يضرب قرب مجمع المحاكم في إسلام آباد    سليانة: نشر مابين 2000 و3000 دعسوقة مكسيكية لمكافحة الحشرة القرمزية    عاجل: معهد صالح عزيز يعيد تشغيل جهاز الليزر بعد خمس سنوات    غدوة الأربعاء: شوف مباريات الجولة 13 من بطولة النخبة في كورة اليد!    عاجل/ وزارة الصناعة والمناجم والطاقة تنتدب..    بعد أكثر من 12 عاما من إغلاقها.. السفارة السورية تعود إلى العمل بواشنطن    عاجل: حبس الفنان المصري سعد الصغير وآخرين..وهذه التفاصيل    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    عاجل: اضطراب وانقطاع المياه في هذه الجهة ..ال sonede توّضح    المنتخب التونسي لكرة السلة يتحول الى تركيا لاجراء تربص باسبوعين منقوصا من زياد الشنوفي وواصف المثناني بداعي الاصابة    النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص تنظم يومي 13 و14 ديسمبر القادم فعاليات الدورة 19 لأيام الطب الخاص بالمهدية    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    المهرجان العالمي للخبز ..فتح باب الترشّح لمسابقة «أفضل خباز في تونس 2025»    جندوبة: تتويج المدرسة الابتدائية ريغة بالجائزة الوطنية للعمل المتميّز في المقاربة التربوية    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب العرب يملؤون دنيا التدوين صخباً
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 01 - 2008

البلوغز.. صاخب بمصر جريء بالسعودية و"بلوغوما" بالمغرب وفي تونس، لا يوجد سوى نحو 1000 مدونة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار حجم السكان الذي يناهز 10 ملايين.
كما أنّ تونس تضمّ عددا من ألمع المدونين، ينشط بعضهم من خارجها، واشهرهم سامي بن غربية، ومدونته التي يطلق عليها بالعربية: "فكرة" http://www.kitab.nl/.

على أنّ من يصحّ عليه لقب عميد المدونين التونسيين، هو من دون شكّ زهير اليحياوي، الذي توفي عن عمر 36 عاما قبل عامين، بعد أسابيع من خروجه من السجن، إذ أتهمته السلطات التونسية بنشر أخبار كاذبة على مدونته التي تحولت إلى منتدى نقاش للشأن العام في تونس، وأثّرت في النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد بنهاية القرن الماضي وبداية الحالي.

ويوجد الآن على صفحة المدونة المنتدى www.TuneZine.com ، "تونس الزين (الرئيس التونسي زين العابدين بن علي)، كلمة "نهاية"، في إشارة إلى نهاية المدونة برحيل صاحبها وتفرّق زملائه من بعده، ومن ضمنهم الشهير المجهول "عمر الخيام" و"لومومبا" و"يوغرطة."

ويقول المدون التونسي مختار اليحياوي، وهو قاض، قيل إنه " تمّت إقالته بعد أن توجه برسالة إلى الرئيس زين العابدين بن علي يطلب فيها إجراء بعض الإصلاحات في ميدان القضاء"، وهو خال المدون الراحل زهير، إنّ ما كان يعوز هؤلاء هو التنظّم.

وأضاف في تصريحاته لCNN بالعربية: "عندما تمّ سجن زهير نشرنا نداءات تلفت النظر إلى وضعه الصحي، حيث أنّه قام بسبعة إضرابات للجوع، رغم بنيته الجسدية الغضّة، التي لم ترق إلى مستوى ضخامة عزمه وصلابة رأيه."

وتعرّض زهير اليحياوي في سجنه إلى ثلاث أزمات قلبية، وهو ما أدى بالسلطات التونسية، بضغط من حكومات غربية، أبرزها باريس، إلى إطلاقه قبل عام من إتمام المدة المحكوم عليه بها.

وتحاكي مدونته حالة زهير بعد رحيله، حيث أنّها صامتة صمت القبور، باستثناء ما تركه مدونها من معلومات، وروابط وكتابات تعدّ من أجمل وألذع ما كتب في تاريخ الصحافة التونسية، بأسلوب مشوّق وهزلي وساخر، ببصمة اللهجة التونسية.

ويواصل خال زهير، مختار اليحياوي، مسيرة ابن شقيقته بمدونة يقول إنّها تستقطب يوميا 1000 قارئ مميّز، وهو "ما يعدّ أكثر مما تستقطبه مواقع جميع أحزاب المعارضة" وفقا لليحياوي.

ويضيف "سيكون من السخرية أن تواجه الحكومات، وخاصة التونسية ثورة المدونات.. لقد سار القطار ولن يتوقف.. وبدلا من القمع يتعين النظر في الأسباب، وتوفير أسباب المواطنة التي لا تستقيم بدون وجود لحرية الرأي."

ويختتم حديثه بالقول:" عندما تغلق أبواب السياسة، يصبح كلّ شيء سياسة."

ويذكر أنه لابد أن يكون في العديد من الدول العربية مدونات مماثلة تحمل تجارب مميزة، ولكن كان من الصعب علينا تحديد عناوينها في بعض الدول.
***
تماما مثل الحياة على الانترنت، بنسقها المتسارع الفقاعي، تزايد عدد المدونات" البلوغز" العربية على الشبكة الإلكترونية. ويكفي القول إنّ العدد الذي نقله موقع "غوغل" قبل سنتين، عن "تقرير المبادرة العربية لأنترنت حر" لحجم حركة التدوين في الدول العربية مجتمعة آنذاك، هو نفسه عدد المدونات في المملكة المغربية الآن، والذي يزيد عن 30 ألفا.

وتزامن تزايد انتشار الانترنت وغيرها من الوسائط التكنولوجية المتعددة من أجهزة كمبيوتر وبلوتوث وهاتف نقال، لأسباب اقتصادية حتما، مع ازدياد حجم اهتمامات الناس في الدول العربية بالشأن العام، بحكم ما يجري من أحداث سياسية وتحولات اجتماعية عميقة، لاسيما في السنوات الثلاث الأخيرة، مما أدّى إلى تنامي دور البلوغز التي لا تحتمل اسما واحدا، حيث تسمى أيضا الصحافة البديلة أو التفاعلية، وكذلك الإعلام الجماهيري.

والناظر في محتويات البلوغز العربية، والتي تقدّر التوقعات أنّ عددها يفوق الآن المائة ألف، في انتظار إنشاء مواقع عربية مختصة تهتم بمثل هذه المعطيات الإحصائية، يرى أنّها تملك من كل شيء بطرف، فمن الفنّ، الشعبي والهابط والبديل أيضا والمتلزم، إلى الأكل والمطبخ واللباس والموضة والرياضة والنكت والكاريكاتير والاقتصاد والاجتماع والآداب والحضارة، ومن دون شكّ السياسة.

غير أنّه يجدر القول إنّ العدد وعلى تزايده يوما بعد يوم، ناهيك أنّ معدّل ظهور المدونات الجديدة على مستوى العالم، يفوق 175 ألفا، وذلك في إحصائيات موقع "بلوغ هيرالد" المتخصص قبل عامين، يظلّ عديم المقارنة مع دولة مثل كوريا الجنوبية، التي فاق فيها عدد المدونات 20 مليونا.

وبالنظر لكون "التكنولوجيا" لا تكذب، فإنّه من السهل تحديد المدونة "المقروءة" من غيرها، اعتمادا على حجم دخول "القارئ المميّز"، أي الذي يزور يوميا الموقع ويطالع كل المواد المنشورة فيه، إليها.

والمثير في هذا المجال، وربّما الطبيعي، أنّ المدونات التي تتناول الشأن العام بكل تفاصيله هي التي تحظى بأعداد جيدة من هذا الصنف من القراء.

وفي الدول العربية، تبدو المواقع المغربية أيضا هي التي تتمتّع بقصب السبق، رغم أنّ ما تلفت الأنظار إليها في وسائل الإعلام التقليدية من راديو وتلفزيون وصحف، هي المدونات المصرية وبعض الخليجية.

الخليج: الفرحان يكسر المحرمات

مؤخرا، تجدّد الاهتمام بالمدونات الصادرة من دول المشرق العربي مع اعتقال البلوغر السعودي، فؤاد الفرحان، الذي يقبع رهن الاحتجاز منذ نحو شهر.

غير أنّ الفرحان ليس الأخير في لائحة من استخدموا أقلامهم ومسجلاتهم وآلات تصويرهم وسجلوا حضورهم في تفاصيل مختلف الأحداث التي شهدتها العواصم العربية، خاصة فيما تعلق منها بالحريات، لافتين الأنظار إلى روحهم الوطنية العالية.

فقد سبق للسلطات السعودية أن اعتقلت المدون السعودي "سرجون مطر"، فضلا عن حجب العديد من المدونات السعودية، مثل مدونة حواء.

وعموما فإنّ أغلب المدونات في الخليج، مازالت تتميّز بطابعها القبلي، سواء من حيث طريقة تناول المواضيع أو اختيارها والكتابة حولها.

وتفيد التقارير أنه تم إجبار صاحب مدونة "المطوّع" Muttawa http://muttawa.blogspot.com/ على وقف كتاباته في شهر آب/ أغسطس الماضي، التي تنتقد تصرفات الحكومة السعودية، وكذلك تصرفات رجال الشرطة الدينية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يوميا وبلغة إنجليزية جيدة.

وفي البحرين، لقيت مدونة "محمود" http://mahmood.tv/ نفس المعاملة، حيث أجبر صاحبها على إيقاف مدونته التي صممها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004، وذلك بعد اعتقال عبد الهادي الخواجا، الكاتب النشيط في مجال حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار الذعر في نفس صاحب موقع "محمود".

ومن أبرز ما شهده عالم التدوين في الخليج، تضامن أسرة المدونين مع مديري منتديات ثلاثة للنقاش تمّ اعتقالهم عام 2005، بإعلانهم موعد ومكان تظاهرة المساندة.

وقليلا ما يتمّ التعرّض إلى الشأن السياسي العام، باستثناء تناول الأوضاع الاقتصادية، لاسيما في السنوات الأخيرة مع ارتفاع الأسعار والتضخم، وفقا لمدون في دبي، رفض الكشف عن هويته، وذلك في تصريحات لCNN بالعربية.

وسبق أن اعتقلت السلطات الكويتية العام الماضي، الصحفي والمدوّن بشار الصايغ، وأطلقت سراحه بعد مرور ثلاثة أيام على استجوابه والتحقيق في تهمة "إهانة شخص أمير الكويت بعد أن تولى الحكم،" حيث قام متصفّح إنترنت مجهول الهوية بنشر مقال انتقد فيه أمير البلاد، على مدونة http://www.aljarida.com.

وفي الإمارات، التي يوجد فيها عدد كبير من المدونين بحكم طبيعة المجتمع المنفتح ويُسر الارتباط بالانترنت، لم يسبق أن تمّ اعتقال مدونين، وحتى مدير موقع "مجان" محمد راشد الشحي، الذي قضت محكمة بسجنه 17 شهرا، بسبب تعليق تمّ اعتباره "تشهيريا،" إذ عادت الحكومة لتقرر إلغاء العقوبة المفروضة عليه.

المشرق العربي: السياسة تريد احتواء التدوين

من الواضح أنّ توفّر حدّ معقول من حرية التعبير في لبنان، جعل من المدونات صاحبة صوت خافت لا يلقى صدى، بالنظر لتكفّل التلفزيونات وأجهزة الإعلام عامة، التي مولها السياسيون، بلعب الدور.

لكن في جارتها سوريا، يختلف الوضع نسبيا مع عدم وجود تقاليد لحرية التعبير، حيث وجد ناشطون حقوقيون في التدوين ملجأ لهم.

وتعدّ السورية ركانة حمور من أبرز المدونات في الدول العربية، حيث ترفع شعار مكافحة الفساد في مدونتها http://roukana.maktoobblog.com/، وسبق لها أن كانت هدفا لما تقول إنّه محاولة تحرش بها عندما اعترضها رجال مخابرات في ثياب مدنية.

ويقول مدوّن قدّم نفسه تحت اسم "نمرود" يقيم في مصر بتصريحات ل CNNبالعربية، إنّ السياسة باتت تلعب أثرا سلبيا في حركة التدوين، حيث أنّ ما يميّز المدونات في العالم الغربي هو تركيزها على الشأن اليومي من دون السقوط في لون سياسي معيّن.

وفعلا، فإنّ أغلب المدونات المصرية تركّز على التعاطي مع الشأن السياسي والديني، وهو ما يجعل من انتشارها مقصورا على ألوان أيديولوجية معيّنة، علما أن واحدة من أشهر المدونات في مصر تعود لصاحبها المعتقل عبد المنعم محمود، تحمل اسم "أنا إخوان" http://ana-ikhwan.blogspot.com/.

وربّما هذا ما جعل من المدونين المصريين الأكثر عرضة من غيرهم للملاحقات الأمنية.

وحكم على المدون المصري كريم عامر (22 عاما) طالب القانون السابق بجامعة الأزهر) بالسجن لأربع سنوات بسبب تدوينه لمقالات اتهم فيها المؤسسة السنية المحافظة بترويج الفكر المتطرف، ووصف بعض الصحابة بالإرهاب، وقارن بين الرئيس المصري حسني مبارك والفراعنة، الذين اتسموا بالدكتاتورية في مصر القديمة، على موقعه الذي بات الآن يحمل اسم http://www.freekareem.org/.

كما تكشف عن منابر للأقليات الدينية والاجتماعية للتعريف بقضاياها، وفي هذا النطاق تم إغلاق مدونة "أقباط بلا حدود" للمدونة هالة (42 عاما) بتهمة الإضرار بالأمن القومي، ونشر أخبار كاذبة.

وتفيد تقارير أنها تعرضت للاضطهاد المعنوي والمادي من جانب سلطات الامن لكتابتها عن عدد من الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والاقلية المسيحية في جنوب مصر.

كما أعتقلت السلطات المصرية، وفقا لموقع "نمرود"، الكاتب والمدون مسعد سليمان حسن، الشهير ب"مسعد أبو فجر"، الناشط في حركة "ودنا نعيش" http://wednane3ish.katib.org ، التي تهتم بطرح هموم ومشاكل أهالي سيناء، حيث ألقي القبض عليه من منزله بمساكن هيئة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية في 26 ديسمبر/كانون الأول 2007، وتم عرضه على النيابة العامة، التي قررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيق.

وقد سبق احتجاز المدون "مسعد أبو فجر" دون تحديد الأسباب، في سبتمبر/ايلول الماضي لعدة أيام .

غير أنّ حركة التدوين في مصر تتضمن أيضا بعضا من أفضل ما يوجد، ليس في الدول العربية فحسب وإنّما أيضا في العالم، بالنظر لفرادة اللهجة المصرية الثرية بالتعبيرات المختلفة.

ومن ضمن المدونات المعروفة "أكيد أنت في مصر" http://akeedinegypt.blogspot.com/ التي سبق أن احتجز صاحبها " أحمد عبد القوي" لفترة من قبل قوات الأمن، وكذلك مدونة الزوجين "علاء ومنال" الذي حصل على جائزة "مراسلون بلا حدود" http://www.manalaa.net .

على أنّ أبرز مدونة مصرية من دون شكّ هي http://misrdigital.blogspot.com/ التي يديرها صاحبها "وائل عباس"، إضافة إلى مدونات شخصية أخرى له، منها http://waelabbas.blogspirit.com، التي ألغى موقع YouTube في الآونة الأخيرة حسابه، وحذا حذوه موقع Yahoo.

وتحدّ ظاهرة عدم انتشار الانترنت في مصر، غير أنّ فوز وائل عباس، 33 عاما، بجائزة المركز الدولي للصحفيين في واشنطن يفتح أبواب الأمل أمام مزيد من فتح الأبواب.

دول المغرب العربي: المغرب الأفضل ووفاة مدون في تونس

يعدّ التدوين في المملكة المغربية الأكثر حيوية بالدول العربية، وهو ما أدّى بالمدونين والمختصين هناك إلى إطلاق تعبير خاص به هو "بلوغوما"Blogoma (بلوغ وما، من ماروك، التسمية الفرنسية للمغرب) ويضم نحو 30 ألف مدونة.

ووجد المغاربة في التدوين ملجأ من الرقابة عندما تتمّ مناقشة الممنوعات والمواضيع الحساسة، مثل النظام الملكي والإسلام والصحراء الغربية.

ومن أشهر المدونات المغربية www.larbi.org، الذي يديره البلوغر "العربي الهلالي" منذ عام 2004.

ويقول الهلالي إنّه يسجل 3500 زيارة لمدونته يوميا، فضلا عن وجود أكثر من 18 ألف ردّ على ما يكتبه فيها.

ورغم أنّ عدد 30 ألفا من ضمن أربعة ملايين مستخدم للإنترنت يعدّ ضئيلا، إلا أنّه مع ذلك لا وجه للمقارنة بين واقع الأمر في المملكة المغربية وجيرانها، ولاسيما الجزائر، التي لا تضمّ مظلة المدونات فيها www.DZblog.com سوى أقل من ستة آلاف مدونة، علما أنه يوجد في البلاد مليونا مستخدم للأنترنت.

وقد وجهت السلطات الجزائرية للمدون الجزائري "عبدالسلام بارودي" مسؤول مدونة "بلاد تلمسان - http://bilad-13.maktoobblog.com/ " تهمة السبّ، بسبب انتقاده لمسؤول جزائري، في موضوع قام بنشره في شهر فبراير/شباط 2007.

وفي تونس، لا يوجد سوى نحو 1000 مدونة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار حكم السكان الذي يناهز 10 ملايين.

كما أنّ تونس تضمّ عددا من ألمع المدونين، ينشط بعضهم من خارجها، واشهرهم سامي بن غربية، ومدونته التي يطلق عليها بالعربية: "فكرة" http://www.kitab.nl/.

على أنّ من يصحّ عليه لقب عميد المدونين التونسيين، هو من دون شكّ زهير اليحياوي، الذي توفي عن عمر 36 عاما قبل عامين، بعد أسابيع من خروجه من السجن، إذ أتهمته السلطات التونسية بنشر أخبار كاذبة على مدونته التي تحولت إلى منتدى نقاش للشأن العام في تونس، وأثّرت في النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد بنهاية القرن الماضي وبداية الحالي.

ويوجد الآن على صفحة المدونة المنتدى www.TuneZine.com ، "تونس الزين (الرئيس التونسي زين العابدين بن علي)، كلمة "نهاية"، في إشارة إلى نهاية المدونة برحيل صاحبها وتفرّق زملائه من بعده، ومن ضمنهم الشهير المجهول "عمر الخيام" و"لومومبا" و"يوغرطة."

ويقول المدون التونسي مختار اليحياوي، وهو قاض، قيل إنه " تمّت إقالته بعد أن توجه برسالة إلى الرئيس زين العابدين بن علي يطلب فيها إجراء بعض الإصلاحات في ميدان القضاء"، وهو خال المدون الراحل زهير، إنّ ما كان يعوز هؤلاء هو التنظّم.

وأضاف في تصريحاته لCNN بالعربية: "عندما تمّ سجن زهير نشرنا نداءات تلفت النظر إلى وضعه الصحي، حيث أنّه قام بسبعة إضرابات للجوع، رغم بنيته الجسدية الغضّة، التي لم ترق إلى مستوى ضخامة عزمه وصلابة رأيه."

وتعرّض زهير اليحياوي في سجنه إلى ثلاث أزمات قلبية، وهو ما أدى بالسلطات التونسية، بضغط من حكومات غربية، أبرزها باريس، إلى إطلاقه قبل عام من إتمام المدة المحكوم عليه بها.

وتحاكي مدونته حالة زهير بعد رحيله، حيث أنّها صامتة صمت القبور، باستثناء ما تركه مدونها من معلومات، وروابط وكتابات تعدّ من أجمل وألذع ما كتب في تاريخ الصحافة التونسية، بأسلوب مشوّق وهزلي وساخر، ببصمة اللهجة التونسية.

ويواصل خال زهير، مختار اليحياوي، مسيرة ابن شقيقته بمدونة يقول إنّها تستقطب يوميا 1000 قارئ مميّز، وهو "ما يعدّ أكثر مما تستقطبه مواقع جميع أحزاب المعارضة" وفقا لليحياوي.

ويضيف "سيكون من السخرية أن تواجه الحكومات، وخاصة التونسية ثورة المدونات.. لقد سار القطار ولن يتوقف.. وبدلا من القمع يتعين النظر في الأسباب، وتوفير أسباب المواطنة التي لا تستقيم بدون وجود لحرية الرأي."

ويختتم حديثه بالقول:" عندما تغلق أبواب السياسة، يصبح كلّ شيء سياسة."

ويذكر أنه لابد أن يكون في العديد من الدول العربية مدونات مماثلة تحمل تجارب مميزة، ولكن كان من الصعب علينا تحديد عناوينها في بعض الدول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.