بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    الاتحاد العام التونسي للشغل يدعو إلى فتح جولة مفاوضات جديدة في القطاع العام والوظيفة العمومية    إيران: هاجمنا عاصمة إسرائيل السيبرانية    استقبال شعبي كبير في شارع بورقيبة لقافلة الصمود    أول فريق يحجز بطاقة التأهل في كأس العالم للأندية    بوتافوغو يُلحق بباريس سان جيرمان هزيمة مفاجئة في كأس العالم للأندية    باريوس يقود أتليتيكو للفوز 3-1 على ساوندرز في كأس العالم للأندية    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    إيران تطلق موجتين صاروخيتين جديدتين وارتفاع عدد المصابين بإسرائيل    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    ميسي يهدد عرش رونالدو!    إيران تحبط مؤامرة اسرائيلية لاستهداف وزير الخارجية عباس عراقجي    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    رابع سبب للموت في العالم الخمول البدني يصيب 83 ٪ من التونسيين!    مع الشروق : تُونس واستشراف تداعيات الحرْب..    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    المنار.. بطاقات ايداع بالسجن لمتورطين في تحويل مركز تدليك لمحل دعارة    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    عاجل: انقطاع في توزيع الماء بمناطق من ولاية سوسة: التفاصيل    راج أن السبب لدغة حشرة: فتح بحث تحقيقي في وفاة فتاة في جندوبة    المنتخب التونسي أصاغر يحقق أول فوز في الدور الرئيسي لمونديال كرة اليد الشاطئية    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    صابر الرباعي في افتتاح الدورة 25 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون وكريم الثليبي في الاختتام وتنظيم معرض الاسبو للتكنولوجيا وندوات حوارية بالحمامات    الدولار يتخطّى حاجز 3 دنانير والدينار التونسي يواصل الصمود    ديوان التونسيين بالخارج يفتح باب التسجيل في المصيف الخاص بأبناء التونسيين بالخارج    التقلّبات الجوية: توصيات هامّة لمستعملي الطريق.. #خبر_عاجل    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    عاجل/ الخطوط البريطانية تُلغي جميع الرحلات الجوية الى اسرائيل حتى شهر نوفمبر    مأساة على شاطئ المهدية: شاهد عيان يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة    بوتين وشي: لا تسوية في الشرق الأوسط بالقوة وإدانة شديدة لتصرفات إسرائيل    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    وزارة التجارة للتونسيين: فاتورة الشراء حقّك... والعقوبات تصل إلى 20 ألف دينار    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    اتحاد الفلاحين ينظم، اليوم الخميس، النسخة الرابعة لسوق الفلاح التونسي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    تحذير للسائقين.. مفاتيح سيارتك أخطر مما تعتقد: بؤرة خفية للجراثيم!    عاجل/ الإطاحة بشبكة تستقطب القصّر عبر "تيك توك" وتقدّمهم للأجانب    الترجي في مواجهة مفصلية أمام لوس أنجلوس بكأس العالم للأندية..تدريبات متواصلة    أزمة لقاحات السل في تونس: معهد باستور يكشف الأسباب ويُحذّر    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    تونس: مواطنونا في إيران بخير والسفارة تتابع الوضع عن قرب    النوفيام 2025: أكثر من 33 ألف تلميذ في سباق نحو المعاهد النموذجية اليوم    بداية من العاشرة صباحا: إنطلاق التسجيل للحصول على نتائج البكالوريا عبر الSMS    قافلة "الصمود" تصل الى الأراضي التونسية    وزارة الصحة: علاج دون جراحة لمرضى البروستات في تونس    كأس العالم للأندية 2025: يوفنتوس الإيطالي يمطر شباك العين الإماراتي بخماسية    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    قيس سعيد: يجب إعادة هيكلة عدد من المؤسّسات التي لا طائل من وجودها    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الداخلية وكاتب الدولة لدى وزير الداخلية المُكلّف بالأمن الوطني    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب العرب يملؤون دنيا التدوين صخباً
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 01 - 2008

البلوغز.. صاخب بمصر جريء بالسعودية و"بلوغوما" بالمغرب وفي تونس، لا يوجد سوى نحو 1000 مدونة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار حجم السكان الذي يناهز 10 ملايين.
كما أنّ تونس تضمّ عددا من ألمع المدونين، ينشط بعضهم من خارجها، واشهرهم سامي بن غربية، ومدونته التي يطلق عليها بالعربية: "فكرة" http://www.kitab.nl/.

على أنّ من يصحّ عليه لقب عميد المدونين التونسيين، هو من دون شكّ زهير اليحياوي، الذي توفي عن عمر 36 عاما قبل عامين، بعد أسابيع من خروجه من السجن، إذ أتهمته السلطات التونسية بنشر أخبار كاذبة على مدونته التي تحولت إلى منتدى نقاش للشأن العام في تونس، وأثّرت في النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد بنهاية القرن الماضي وبداية الحالي.

ويوجد الآن على صفحة المدونة المنتدى www.TuneZine.com ، "تونس الزين (الرئيس التونسي زين العابدين بن علي)، كلمة "نهاية"، في إشارة إلى نهاية المدونة برحيل صاحبها وتفرّق زملائه من بعده، ومن ضمنهم الشهير المجهول "عمر الخيام" و"لومومبا" و"يوغرطة."

ويقول المدون التونسي مختار اليحياوي، وهو قاض، قيل إنه " تمّت إقالته بعد أن توجه برسالة إلى الرئيس زين العابدين بن علي يطلب فيها إجراء بعض الإصلاحات في ميدان القضاء"، وهو خال المدون الراحل زهير، إنّ ما كان يعوز هؤلاء هو التنظّم.

وأضاف في تصريحاته لCNN بالعربية: "عندما تمّ سجن زهير نشرنا نداءات تلفت النظر إلى وضعه الصحي، حيث أنّه قام بسبعة إضرابات للجوع، رغم بنيته الجسدية الغضّة، التي لم ترق إلى مستوى ضخامة عزمه وصلابة رأيه."

وتعرّض زهير اليحياوي في سجنه إلى ثلاث أزمات قلبية، وهو ما أدى بالسلطات التونسية، بضغط من حكومات غربية، أبرزها باريس، إلى إطلاقه قبل عام من إتمام المدة المحكوم عليه بها.

وتحاكي مدونته حالة زهير بعد رحيله، حيث أنّها صامتة صمت القبور، باستثناء ما تركه مدونها من معلومات، وروابط وكتابات تعدّ من أجمل وألذع ما كتب في تاريخ الصحافة التونسية، بأسلوب مشوّق وهزلي وساخر، ببصمة اللهجة التونسية.

ويواصل خال زهير، مختار اليحياوي، مسيرة ابن شقيقته بمدونة يقول إنّها تستقطب يوميا 1000 قارئ مميّز، وهو "ما يعدّ أكثر مما تستقطبه مواقع جميع أحزاب المعارضة" وفقا لليحياوي.

ويضيف "سيكون من السخرية أن تواجه الحكومات، وخاصة التونسية ثورة المدونات.. لقد سار القطار ولن يتوقف.. وبدلا من القمع يتعين النظر في الأسباب، وتوفير أسباب المواطنة التي لا تستقيم بدون وجود لحرية الرأي."

ويختتم حديثه بالقول:" عندما تغلق أبواب السياسة، يصبح كلّ شيء سياسة."

ويذكر أنه لابد أن يكون في العديد من الدول العربية مدونات مماثلة تحمل تجارب مميزة، ولكن كان من الصعب علينا تحديد عناوينها في بعض الدول.
***
تماما مثل الحياة على الانترنت، بنسقها المتسارع الفقاعي، تزايد عدد المدونات" البلوغز" العربية على الشبكة الإلكترونية. ويكفي القول إنّ العدد الذي نقله موقع "غوغل" قبل سنتين، عن "تقرير المبادرة العربية لأنترنت حر" لحجم حركة التدوين في الدول العربية مجتمعة آنذاك، هو نفسه عدد المدونات في المملكة المغربية الآن، والذي يزيد عن 30 ألفا.

وتزامن تزايد انتشار الانترنت وغيرها من الوسائط التكنولوجية المتعددة من أجهزة كمبيوتر وبلوتوث وهاتف نقال، لأسباب اقتصادية حتما، مع ازدياد حجم اهتمامات الناس في الدول العربية بالشأن العام، بحكم ما يجري من أحداث سياسية وتحولات اجتماعية عميقة، لاسيما في السنوات الثلاث الأخيرة، مما أدّى إلى تنامي دور البلوغز التي لا تحتمل اسما واحدا، حيث تسمى أيضا الصحافة البديلة أو التفاعلية، وكذلك الإعلام الجماهيري.

والناظر في محتويات البلوغز العربية، والتي تقدّر التوقعات أنّ عددها يفوق الآن المائة ألف، في انتظار إنشاء مواقع عربية مختصة تهتم بمثل هذه المعطيات الإحصائية، يرى أنّها تملك من كل شيء بطرف، فمن الفنّ، الشعبي والهابط والبديل أيضا والمتلزم، إلى الأكل والمطبخ واللباس والموضة والرياضة والنكت والكاريكاتير والاقتصاد والاجتماع والآداب والحضارة، ومن دون شكّ السياسة.

غير أنّه يجدر القول إنّ العدد وعلى تزايده يوما بعد يوم، ناهيك أنّ معدّل ظهور المدونات الجديدة على مستوى العالم، يفوق 175 ألفا، وذلك في إحصائيات موقع "بلوغ هيرالد" المتخصص قبل عامين، يظلّ عديم المقارنة مع دولة مثل كوريا الجنوبية، التي فاق فيها عدد المدونات 20 مليونا.

وبالنظر لكون "التكنولوجيا" لا تكذب، فإنّه من السهل تحديد المدونة "المقروءة" من غيرها، اعتمادا على حجم دخول "القارئ المميّز"، أي الذي يزور يوميا الموقع ويطالع كل المواد المنشورة فيه، إليها.

والمثير في هذا المجال، وربّما الطبيعي، أنّ المدونات التي تتناول الشأن العام بكل تفاصيله هي التي تحظى بأعداد جيدة من هذا الصنف من القراء.

وفي الدول العربية، تبدو المواقع المغربية أيضا هي التي تتمتّع بقصب السبق، رغم أنّ ما تلفت الأنظار إليها في وسائل الإعلام التقليدية من راديو وتلفزيون وصحف، هي المدونات المصرية وبعض الخليجية.

الخليج: الفرحان يكسر المحرمات

مؤخرا، تجدّد الاهتمام بالمدونات الصادرة من دول المشرق العربي مع اعتقال البلوغر السعودي، فؤاد الفرحان، الذي يقبع رهن الاحتجاز منذ نحو شهر.

غير أنّ الفرحان ليس الأخير في لائحة من استخدموا أقلامهم ومسجلاتهم وآلات تصويرهم وسجلوا حضورهم في تفاصيل مختلف الأحداث التي شهدتها العواصم العربية، خاصة فيما تعلق منها بالحريات، لافتين الأنظار إلى روحهم الوطنية العالية.

فقد سبق للسلطات السعودية أن اعتقلت المدون السعودي "سرجون مطر"، فضلا عن حجب العديد من المدونات السعودية، مثل مدونة حواء.

وعموما فإنّ أغلب المدونات في الخليج، مازالت تتميّز بطابعها القبلي، سواء من حيث طريقة تناول المواضيع أو اختيارها والكتابة حولها.

وتفيد التقارير أنه تم إجبار صاحب مدونة "المطوّع" Muttawa http://muttawa.blogspot.com/ على وقف كتاباته في شهر آب/ أغسطس الماضي، التي تنتقد تصرفات الحكومة السعودية، وكذلك تصرفات رجال الشرطة الدينية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يوميا وبلغة إنجليزية جيدة.

وفي البحرين، لقيت مدونة "محمود" http://mahmood.tv/ نفس المعاملة، حيث أجبر صاحبها على إيقاف مدونته التي صممها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004، وذلك بعد اعتقال عبد الهادي الخواجا، الكاتب النشيط في مجال حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار الذعر في نفس صاحب موقع "محمود".

ومن أبرز ما شهده عالم التدوين في الخليج، تضامن أسرة المدونين مع مديري منتديات ثلاثة للنقاش تمّ اعتقالهم عام 2005، بإعلانهم موعد ومكان تظاهرة المساندة.

وقليلا ما يتمّ التعرّض إلى الشأن السياسي العام، باستثناء تناول الأوضاع الاقتصادية، لاسيما في السنوات الأخيرة مع ارتفاع الأسعار والتضخم، وفقا لمدون في دبي، رفض الكشف عن هويته، وذلك في تصريحات لCNN بالعربية.

وسبق أن اعتقلت السلطات الكويتية العام الماضي، الصحفي والمدوّن بشار الصايغ، وأطلقت سراحه بعد مرور ثلاثة أيام على استجوابه والتحقيق في تهمة "إهانة شخص أمير الكويت بعد أن تولى الحكم،" حيث قام متصفّح إنترنت مجهول الهوية بنشر مقال انتقد فيه أمير البلاد، على مدونة http://www.aljarida.com.

وفي الإمارات، التي يوجد فيها عدد كبير من المدونين بحكم طبيعة المجتمع المنفتح ويُسر الارتباط بالانترنت، لم يسبق أن تمّ اعتقال مدونين، وحتى مدير موقع "مجان" محمد راشد الشحي، الذي قضت محكمة بسجنه 17 شهرا، بسبب تعليق تمّ اعتباره "تشهيريا،" إذ عادت الحكومة لتقرر إلغاء العقوبة المفروضة عليه.

المشرق العربي: السياسة تريد احتواء التدوين

من الواضح أنّ توفّر حدّ معقول من حرية التعبير في لبنان، جعل من المدونات صاحبة صوت خافت لا يلقى صدى، بالنظر لتكفّل التلفزيونات وأجهزة الإعلام عامة، التي مولها السياسيون، بلعب الدور.

لكن في جارتها سوريا، يختلف الوضع نسبيا مع عدم وجود تقاليد لحرية التعبير، حيث وجد ناشطون حقوقيون في التدوين ملجأ لهم.

وتعدّ السورية ركانة حمور من أبرز المدونات في الدول العربية، حيث ترفع شعار مكافحة الفساد في مدونتها http://roukana.maktoobblog.com/، وسبق لها أن كانت هدفا لما تقول إنّه محاولة تحرش بها عندما اعترضها رجال مخابرات في ثياب مدنية.

ويقول مدوّن قدّم نفسه تحت اسم "نمرود" يقيم في مصر بتصريحات ل CNNبالعربية، إنّ السياسة باتت تلعب أثرا سلبيا في حركة التدوين، حيث أنّ ما يميّز المدونات في العالم الغربي هو تركيزها على الشأن اليومي من دون السقوط في لون سياسي معيّن.

وفعلا، فإنّ أغلب المدونات المصرية تركّز على التعاطي مع الشأن السياسي والديني، وهو ما يجعل من انتشارها مقصورا على ألوان أيديولوجية معيّنة، علما أن واحدة من أشهر المدونات في مصر تعود لصاحبها المعتقل عبد المنعم محمود، تحمل اسم "أنا إخوان" http://ana-ikhwan.blogspot.com/.

وربّما هذا ما جعل من المدونين المصريين الأكثر عرضة من غيرهم للملاحقات الأمنية.

وحكم على المدون المصري كريم عامر (22 عاما) طالب القانون السابق بجامعة الأزهر) بالسجن لأربع سنوات بسبب تدوينه لمقالات اتهم فيها المؤسسة السنية المحافظة بترويج الفكر المتطرف، ووصف بعض الصحابة بالإرهاب، وقارن بين الرئيس المصري حسني مبارك والفراعنة، الذين اتسموا بالدكتاتورية في مصر القديمة، على موقعه الذي بات الآن يحمل اسم http://www.freekareem.org/.

كما تكشف عن منابر للأقليات الدينية والاجتماعية للتعريف بقضاياها، وفي هذا النطاق تم إغلاق مدونة "أقباط بلا حدود" للمدونة هالة (42 عاما) بتهمة الإضرار بالأمن القومي، ونشر أخبار كاذبة.

وتفيد تقارير أنها تعرضت للاضطهاد المعنوي والمادي من جانب سلطات الامن لكتابتها عن عدد من الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والاقلية المسيحية في جنوب مصر.

كما أعتقلت السلطات المصرية، وفقا لموقع "نمرود"، الكاتب والمدون مسعد سليمان حسن، الشهير ب"مسعد أبو فجر"، الناشط في حركة "ودنا نعيش" http://wednane3ish.katib.org ، التي تهتم بطرح هموم ومشاكل أهالي سيناء، حيث ألقي القبض عليه من منزله بمساكن هيئة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية في 26 ديسمبر/كانون الأول 2007، وتم عرضه على النيابة العامة، التي قررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيق.

وقد سبق احتجاز المدون "مسعد أبو فجر" دون تحديد الأسباب، في سبتمبر/ايلول الماضي لعدة أيام .

غير أنّ حركة التدوين في مصر تتضمن أيضا بعضا من أفضل ما يوجد، ليس في الدول العربية فحسب وإنّما أيضا في العالم، بالنظر لفرادة اللهجة المصرية الثرية بالتعبيرات المختلفة.

ومن ضمن المدونات المعروفة "أكيد أنت في مصر" http://akeedinegypt.blogspot.com/ التي سبق أن احتجز صاحبها " أحمد عبد القوي" لفترة من قبل قوات الأمن، وكذلك مدونة الزوجين "علاء ومنال" الذي حصل على جائزة "مراسلون بلا حدود" http://www.manalaa.net .

على أنّ أبرز مدونة مصرية من دون شكّ هي http://misrdigital.blogspot.com/ التي يديرها صاحبها "وائل عباس"، إضافة إلى مدونات شخصية أخرى له، منها http://waelabbas.blogspirit.com، التي ألغى موقع YouTube في الآونة الأخيرة حسابه، وحذا حذوه موقع Yahoo.

وتحدّ ظاهرة عدم انتشار الانترنت في مصر، غير أنّ فوز وائل عباس، 33 عاما، بجائزة المركز الدولي للصحفيين في واشنطن يفتح أبواب الأمل أمام مزيد من فتح الأبواب.

دول المغرب العربي: المغرب الأفضل ووفاة مدون في تونس

يعدّ التدوين في المملكة المغربية الأكثر حيوية بالدول العربية، وهو ما أدّى بالمدونين والمختصين هناك إلى إطلاق تعبير خاص به هو "بلوغوما"Blogoma (بلوغ وما، من ماروك، التسمية الفرنسية للمغرب) ويضم نحو 30 ألف مدونة.

ووجد المغاربة في التدوين ملجأ من الرقابة عندما تتمّ مناقشة الممنوعات والمواضيع الحساسة، مثل النظام الملكي والإسلام والصحراء الغربية.

ومن أشهر المدونات المغربية www.larbi.org، الذي يديره البلوغر "العربي الهلالي" منذ عام 2004.

ويقول الهلالي إنّه يسجل 3500 زيارة لمدونته يوميا، فضلا عن وجود أكثر من 18 ألف ردّ على ما يكتبه فيها.

ورغم أنّ عدد 30 ألفا من ضمن أربعة ملايين مستخدم للإنترنت يعدّ ضئيلا، إلا أنّه مع ذلك لا وجه للمقارنة بين واقع الأمر في المملكة المغربية وجيرانها، ولاسيما الجزائر، التي لا تضمّ مظلة المدونات فيها www.DZblog.com سوى أقل من ستة آلاف مدونة، علما أنه يوجد في البلاد مليونا مستخدم للأنترنت.

وقد وجهت السلطات الجزائرية للمدون الجزائري "عبدالسلام بارودي" مسؤول مدونة "بلاد تلمسان - http://bilad-13.maktoobblog.com/ " تهمة السبّ، بسبب انتقاده لمسؤول جزائري، في موضوع قام بنشره في شهر فبراير/شباط 2007.

وفي تونس، لا يوجد سوى نحو 1000 مدونة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار حكم السكان الذي يناهز 10 ملايين.

كما أنّ تونس تضمّ عددا من ألمع المدونين، ينشط بعضهم من خارجها، واشهرهم سامي بن غربية، ومدونته التي يطلق عليها بالعربية: "فكرة" http://www.kitab.nl/.

على أنّ من يصحّ عليه لقب عميد المدونين التونسيين، هو من دون شكّ زهير اليحياوي، الذي توفي عن عمر 36 عاما قبل عامين، بعد أسابيع من خروجه من السجن، إذ أتهمته السلطات التونسية بنشر أخبار كاذبة على مدونته التي تحولت إلى منتدى نقاش للشأن العام في تونس، وأثّرت في النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد بنهاية القرن الماضي وبداية الحالي.

ويوجد الآن على صفحة المدونة المنتدى www.TuneZine.com ، "تونس الزين (الرئيس التونسي زين العابدين بن علي)، كلمة "نهاية"، في إشارة إلى نهاية المدونة برحيل صاحبها وتفرّق زملائه من بعده، ومن ضمنهم الشهير المجهول "عمر الخيام" و"لومومبا" و"يوغرطة."

ويقول المدون التونسي مختار اليحياوي، وهو قاض، قيل إنه " تمّت إقالته بعد أن توجه برسالة إلى الرئيس زين العابدين بن علي يطلب فيها إجراء بعض الإصلاحات في ميدان القضاء"، وهو خال المدون الراحل زهير، إنّ ما كان يعوز هؤلاء هو التنظّم.

وأضاف في تصريحاته لCNN بالعربية: "عندما تمّ سجن زهير نشرنا نداءات تلفت النظر إلى وضعه الصحي، حيث أنّه قام بسبعة إضرابات للجوع، رغم بنيته الجسدية الغضّة، التي لم ترق إلى مستوى ضخامة عزمه وصلابة رأيه."

وتعرّض زهير اليحياوي في سجنه إلى ثلاث أزمات قلبية، وهو ما أدى بالسلطات التونسية، بضغط من حكومات غربية، أبرزها باريس، إلى إطلاقه قبل عام من إتمام المدة المحكوم عليه بها.

وتحاكي مدونته حالة زهير بعد رحيله، حيث أنّها صامتة صمت القبور، باستثناء ما تركه مدونها من معلومات، وروابط وكتابات تعدّ من أجمل وألذع ما كتب في تاريخ الصحافة التونسية، بأسلوب مشوّق وهزلي وساخر، ببصمة اللهجة التونسية.

ويواصل خال زهير، مختار اليحياوي، مسيرة ابن شقيقته بمدونة يقول إنّها تستقطب يوميا 1000 قارئ مميّز، وهو "ما يعدّ أكثر مما تستقطبه مواقع جميع أحزاب المعارضة" وفقا لليحياوي.

ويضيف "سيكون من السخرية أن تواجه الحكومات، وخاصة التونسية ثورة المدونات.. لقد سار القطار ولن يتوقف.. وبدلا من القمع يتعين النظر في الأسباب، وتوفير أسباب المواطنة التي لا تستقيم بدون وجود لحرية الرأي."

ويختتم حديثه بالقول:" عندما تغلق أبواب السياسة، يصبح كلّ شيء سياسة."

ويذكر أنه لابد أن يكون في العديد من الدول العربية مدونات مماثلة تحمل تجارب مميزة، ولكن كان من الصعب علينا تحديد عناوينها في بعض الدول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.