الليلة: الحرارة في انخفاض مع أمطار غزيرة بهذه الجهات    سفيان الداهش للتونسيين: تُشاهدون ''صاحبك راجل 2" في رمضان    المستشفى الجامعي شارل نيكول يحقق أول عمليات ناجحة بالفيمتو ليزك بتونس!    متابعة مدى تقدم رقمنة مختلف العمليات الإدارية والمينائية المؤمنة بالشباك الموحد بميناء رادس محور جلسة عمل    حامة الجريد: انطلاق مهرجان رجال الحامة في دورته الثانية    نجاح جراحة عالية الدقة لأول مرة وطنيًا بالمستشفى الجامعي بقابس    كأس امم افريقيا 2025 :منتخب بنين يفوز على بوتسوانا 1-صفر    مدرب الكاميرون: "دربي إفريقي قوي بين الكاميرون وكوت ديفوار سيحسم على جزئيات"    محرز الغنوشي: طقس ممطر أثناء مباراة تونس ونيجيريا...هذا فال خير    عاجل/ مسجون على ذمة قضية مالية: هذه الشخصية تقوم باجراءات الصلح..    عاجل/ حجز يخوت ودرجات نارية فاخرة: تفاصيل تفكيك وفاق دولي لترويج المخدرات يقوده تونسي..    وزارة النقل: شحن الدفعة الأولى من صفقة اقتناء 461 حافلة من الصين قريبا    كأس أمم إفريقيا 2025: السودان وغينيا الاستوائية في اختبار حاسم لإنعاش آمال التأهل    مداهمة مصنع عشوائي بهذه الجهة وحجز مواد غذائية وتجميلية مقلدة..#خبر_عاجل    الكاف: ورشات فنية ومعارض وعروض موسيقية وندوات علمية في اليوم الثاني من مهرجان صليحة    مصادر دبلوماسية: اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية غدا بعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال    عاجل/ بعد اعتراف الكيان بأرض الصومال: حماس تصدر هذا البيان وتفجرها..    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    إيقافات جديدة في فضيحة مراهنات كرة القدم    اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية: محرز بوصيان يواصل رئاسة اللجنة    وليد الركراكي: التعادل أمام مالي "محبط"    الرياض تحتضن الدورة 12 للجنة المشتركة التونسية السعودية    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    عاجل/ تنبيه: انقطاع التيار الكهربائي غدا بهذه المناطق..    مستخدمو التواصل الاجتماعي مجبرون على كشف أسمائهم الحقيقية    كميات الأمطار المسجّلة خلال ال24 ساعة الماضية    قابس: تقدم مشروع اصلاح أجزاء من الطرقات المرقمة بنسبة 90 بالمائة    حصيلة لأهمّ الأحداث الوطنية للثلاثي الثالث من سنة 2025    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    عروض مسرحية وغنائية وندوات ومسابقات في الدورة العاشرة لمهرجان زيت الزيتون بتبرسق    أبرز الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 20 ديسمبر إلى26 ديسمبر 2025)    سيدي بوزيد: تحرير 17 تنبيها كتابيا وحجز كميات من المواد الغذائية    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    مواعيد امتحانات باكالوريا 2026    التشكيلة المحتملة للمنتخب التونسي في مواجهة نيجيريا    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقا بشأن وقف فوري لإطلاق النار    تنفيذا لقرار قضائي.. إخلاء القصر السياحي بمدنين    رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن عودة الناشط علاء عبد الفتاح    ألمانيا.. الأمن يطلق النار على مريض بالمستشفى هددهم بمقص    فرنسا.. تفكيك شبكة متخصصة في سرقة الأسلحة والسيارات الفارهة عبر الحدود مع سويسرا    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    استراحة الويكاند    صفاقس: الدورة الأولى لمعرض الصناعات التقليدية القرقنية تثمّن الحرف التقليدية ودورها في حفظ الذاكرة الجماعية للجزيرة    نشرة متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة..#خبر_عاجل    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    الأحوال الجوية: وضع ولايات تونس الكبرى ونابل وزغوان وسوسة تحت اليقظة البرتقالية    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    إنطلاق أشغال المسلك السياحي الحصن الجنوي بطبرقة    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب العرب يملؤون دنيا التدوين صخباً
نشر في الفجر نيوز يوم 11 - 01 - 2008

البلوغز.. صاخب بمصر جريء بالسعودية و"بلوغوما" بالمغرب وفي تونس، لا يوجد سوى نحو 1000 مدونة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار حجم السكان الذي يناهز 10 ملايين.
كما أنّ تونس تضمّ عددا من ألمع المدونين، ينشط بعضهم من خارجها، واشهرهم سامي بن غربية، ومدونته التي يطلق عليها بالعربية: "فكرة" http://www.kitab.nl/.

على أنّ من يصحّ عليه لقب عميد المدونين التونسيين، هو من دون شكّ زهير اليحياوي، الذي توفي عن عمر 36 عاما قبل عامين، بعد أسابيع من خروجه من السجن، إذ أتهمته السلطات التونسية بنشر أخبار كاذبة على مدونته التي تحولت إلى منتدى نقاش للشأن العام في تونس، وأثّرت في النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد بنهاية القرن الماضي وبداية الحالي.

ويوجد الآن على صفحة المدونة المنتدى www.TuneZine.com ، "تونس الزين (الرئيس التونسي زين العابدين بن علي)، كلمة "نهاية"، في إشارة إلى نهاية المدونة برحيل صاحبها وتفرّق زملائه من بعده، ومن ضمنهم الشهير المجهول "عمر الخيام" و"لومومبا" و"يوغرطة."

ويقول المدون التونسي مختار اليحياوي، وهو قاض، قيل إنه " تمّت إقالته بعد أن توجه برسالة إلى الرئيس زين العابدين بن علي يطلب فيها إجراء بعض الإصلاحات في ميدان القضاء"، وهو خال المدون الراحل زهير، إنّ ما كان يعوز هؤلاء هو التنظّم.

وأضاف في تصريحاته لCNN بالعربية: "عندما تمّ سجن زهير نشرنا نداءات تلفت النظر إلى وضعه الصحي، حيث أنّه قام بسبعة إضرابات للجوع، رغم بنيته الجسدية الغضّة، التي لم ترق إلى مستوى ضخامة عزمه وصلابة رأيه."

وتعرّض زهير اليحياوي في سجنه إلى ثلاث أزمات قلبية، وهو ما أدى بالسلطات التونسية، بضغط من حكومات غربية، أبرزها باريس، إلى إطلاقه قبل عام من إتمام المدة المحكوم عليه بها.

وتحاكي مدونته حالة زهير بعد رحيله، حيث أنّها صامتة صمت القبور، باستثناء ما تركه مدونها من معلومات، وروابط وكتابات تعدّ من أجمل وألذع ما كتب في تاريخ الصحافة التونسية، بأسلوب مشوّق وهزلي وساخر، ببصمة اللهجة التونسية.

ويواصل خال زهير، مختار اليحياوي، مسيرة ابن شقيقته بمدونة يقول إنّها تستقطب يوميا 1000 قارئ مميّز، وهو "ما يعدّ أكثر مما تستقطبه مواقع جميع أحزاب المعارضة" وفقا لليحياوي.

ويضيف "سيكون من السخرية أن تواجه الحكومات، وخاصة التونسية ثورة المدونات.. لقد سار القطار ولن يتوقف.. وبدلا من القمع يتعين النظر في الأسباب، وتوفير أسباب المواطنة التي لا تستقيم بدون وجود لحرية الرأي."

ويختتم حديثه بالقول:" عندما تغلق أبواب السياسة، يصبح كلّ شيء سياسة."

ويذكر أنه لابد أن يكون في العديد من الدول العربية مدونات مماثلة تحمل تجارب مميزة، ولكن كان من الصعب علينا تحديد عناوينها في بعض الدول.
***
تماما مثل الحياة على الانترنت، بنسقها المتسارع الفقاعي، تزايد عدد المدونات" البلوغز" العربية على الشبكة الإلكترونية. ويكفي القول إنّ العدد الذي نقله موقع "غوغل" قبل سنتين، عن "تقرير المبادرة العربية لأنترنت حر" لحجم حركة التدوين في الدول العربية مجتمعة آنذاك، هو نفسه عدد المدونات في المملكة المغربية الآن، والذي يزيد عن 30 ألفا.

وتزامن تزايد انتشار الانترنت وغيرها من الوسائط التكنولوجية المتعددة من أجهزة كمبيوتر وبلوتوث وهاتف نقال، لأسباب اقتصادية حتما، مع ازدياد حجم اهتمامات الناس في الدول العربية بالشأن العام، بحكم ما يجري من أحداث سياسية وتحولات اجتماعية عميقة، لاسيما في السنوات الثلاث الأخيرة، مما أدّى إلى تنامي دور البلوغز التي لا تحتمل اسما واحدا، حيث تسمى أيضا الصحافة البديلة أو التفاعلية، وكذلك الإعلام الجماهيري.

والناظر في محتويات البلوغز العربية، والتي تقدّر التوقعات أنّ عددها يفوق الآن المائة ألف، في انتظار إنشاء مواقع عربية مختصة تهتم بمثل هذه المعطيات الإحصائية، يرى أنّها تملك من كل شيء بطرف، فمن الفنّ، الشعبي والهابط والبديل أيضا والمتلزم، إلى الأكل والمطبخ واللباس والموضة والرياضة والنكت والكاريكاتير والاقتصاد والاجتماع والآداب والحضارة، ومن دون شكّ السياسة.

غير أنّه يجدر القول إنّ العدد وعلى تزايده يوما بعد يوم، ناهيك أنّ معدّل ظهور المدونات الجديدة على مستوى العالم، يفوق 175 ألفا، وذلك في إحصائيات موقع "بلوغ هيرالد" المتخصص قبل عامين، يظلّ عديم المقارنة مع دولة مثل كوريا الجنوبية، التي فاق فيها عدد المدونات 20 مليونا.

وبالنظر لكون "التكنولوجيا" لا تكذب، فإنّه من السهل تحديد المدونة "المقروءة" من غيرها، اعتمادا على حجم دخول "القارئ المميّز"، أي الذي يزور يوميا الموقع ويطالع كل المواد المنشورة فيه، إليها.

والمثير في هذا المجال، وربّما الطبيعي، أنّ المدونات التي تتناول الشأن العام بكل تفاصيله هي التي تحظى بأعداد جيدة من هذا الصنف من القراء.

وفي الدول العربية، تبدو المواقع المغربية أيضا هي التي تتمتّع بقصب السبق، رغم أنّ ما تلفت الأنظار إليها في وسائل الإعلام التقليدية من راديو وتلفزيون وصحف، هي المدونات المصرية وبعض الخليجية.

الخليج: الفرحان يكسر المحرمات

مؤخرا، تجدّد الاهتمام بالمدونات الصادرة من دول المشرق العربي مع اعتقال البلوغر السعودي، فؤاد الفرحان، الذي يقبع رهن الاحتجاز منذ نحو شهر.

غير أنّ الفرحان ليس الأخير في لائحة من استخدموا أقلامهم ومسجلاتهم وآلات تصويرهم وسجلوا حضورهم في تفاصيل مختلف الأحداث التي شهدتها العواصم العربية، خاصة فيما تعلق منها بالحريات، لافتين الأنظار إلى روحهم الوطنية العالية.

فقد سبق للسلطات السعودية أن اعتقلت المدون السعودي "سرجون مطر"، فضلا عن حجب العديد من المدونات السعودية، مثل مدونة حواء.

وعموما فإنّ أغلب المدونات في الخليج، مازالت تتميّز بطابعها القبلي، سواء من حيث طريقة تناول المواضيع أو اختيارها والكتابة حولها.

وتفيد التقارير أنه تم إجبار صاحب مدونة "المطوّع" Muttawa http://muttawa.blogspot.com/ على وقف كتاباته في شهر آب/ أغسطس الماضي، التي تنتقد تصرفات الحكومة السعودية، وكذلك تصرفات رجال الشرطة الدينية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) يوميا وبلغة إنجليزية جيدة.

وفي البحرين، لقيت مدونة "محمود" http://mahmood.tv/ نفس المعاملة، حيث أجبر صاحبها على إيقاف مدونته التي صممها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004، وذلك بعد اعتقال عبد الهادي الخواجا، الكاتب النشيط في مجال حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار الذعر في نفس صاحب موقع "محمود".

ومن أبرز ما شهده عالم التدوين في الخليج، تضامن أسرة المدونين مع مديري منتديات ثلاثة للنقاش تمّ اعتقالهم عام 2005، بإعلانهم موعد ومكان تظاهرة المساندة.

وقليلا ما يتمّ التعرّض إلى الشأن السياسي العام، باستثناء تناول الأوضاع الاقتصادية، لاسيما في السنوات الأخيرة مع ارتفاع الأسعار والتضخم، وفقا لمدون في دبي، رفض الكشف عن هويته، وذلك في تصريحات لCNN بالعربية.

وسبق أن اعتقلت السلطات الكويتية العام الماضي، الصحفي والمدوّن بشار الصايغ، وأطلقت سراحه بعد مرور ثلاثة أيام على استجوابه والتحقيق في تهمة "إهانة شخص أمير الكويت بعد أن تولى الحكم،" حيث قام متصفّح إنترنت مجهول الهوية بنشر مقال انتقد فيه أمير البلاد، على مدونة http://www.aljarida.com.

وفي الإمارات، التي يوجد فيها عدد كبير من المدونين بحكم طبيعة المجتمع المنفتح ويُسر الارتباط بالانترنت، لم يسبق أن تمّ اعتقال مدونين، وحتى مدير موقع "مجان" محمد راشد الشحي، الذي قضت محكمة بسجنه 17 شهرا، بسبب تعليق تمّ اعتباره "تشهيريا،" إذ عادت الحكومة لتقرر إلغاء العقوبة المفروضة عليه.

المشرق العربي: السياسة تريد احتواء التدوين

من الواضح أنّ توفّر حدّ معقول من حرية التعبير في لبنان، جعل من المدونات صاحبة صوت خافت لا يلقى صدى، بالنظر لتكفّل التلفزيونات وأجهزة الإعلام عامة، التي مولها السياسيون، بلعب الدور.

لكن في جارتها سوريا، يختلف الوضع نسبيا مع عدم وجود تقاليد لحرية التعبير، حيث وجد ناشطون حقوقيون في التدوين ملجأ لهم.

وتعدّ السورية ركانة حمور من أبرز المدونات في الدول العربية، حيث ترفع شعار مكافحة الفساد في مدونتها http://roukana.maktoobblog.com/، وسبق لها أن كانت هدفا لما تقول إنّه محاولة تحرش بها عندما اعترضها رجال مخابرات في ثياب مدنية.

ويقول مدوّن قدّم نفسه تحت اسم "نمرود" يقيم في مصر بتصريحات ل CNNبالعربية، إنّ السياسة باتت تلعب أثرا سلبيا في حركة التدوين، حيث أنّ ما يميّز المدونات في العالم الغربي هو تركيزها على الشأن اليومي من دون السقوط في لون سياسي معيّن.

وفعلا، فإنّ أغلب المدونات المصرية تركّز على التعاطي مع الشأن السياسي والديني، وهو ما يجعل من انتشارها مقصورا على ألوان أيديولوجية معيّنة، علما أن واحدة من أشهر المدونات في مصر تعود لصاحبها المعتقل عبد المنعم محمود، تحمل اسم "أنا إخوان" http://ana-ikhwan.blogspot.com/.

وربّما هذا ما جعل من المدونين المصريين الأكثر عرضة من غيرهم للملاحقات الأمنية.

وحكم على المدون المصري كريم عامر (22 عاما) طالب القانون السابق بجامعة الأزهر) بالسجن لأربع سنوات بسبب تدوينه لمقالات اتهم فيها المؤسسة السنية المحافظة بترويج الفكر المتطرف، ووصف بعض الصحابة بالإرهاب، وقارن بين الرئيس المصري حسني مبارك والفراعنة، الذين اتسموا بالدكتاتورية في مصر القديمة، على موقعه الذي بات الآن يحمل اسم http://www.freekareem.org/.

كما تكشف عن منابر للأقليات الدينية والاجتماعية للتعريف بقضاياها، وفي هذا النطاق تم إغلاق مدونة "أقباط بلا حدود" للمدونة هالة (42 عاما) بتهمة الإضرار بالأمن القومي، ونشر أخبار كاذبة.

وتفيد تقارير أنها تعرضت للاضطهاد المعنوي والمادي من جانب سلطات الامن لكتابتها عن عدد من الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والاقلية المسيحية في جنوب مصر.

كما أعتقلت السلطات المصرية، وفقا لموقع "نمرود"، الكاتب والمدون مسعد سليمان حسن، الشهير ب"مسعد أبو فجر"، الناشط في حركة "ودنا نعيش" http://wednane3ish.katib.org ، التي تهتم بطرح هموم ومشاكل أهالي سيناء، حيث ألقي القبض عليه من منزله بمساكن هيئة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية في 26 ديسمبر/كانون الأول 2007، وتم عرضه على النيابة العامة، التي قررت حبسه 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيق.

وقد سبق احتجاز المدون "مسعد أبو فجر" دون تحديد الأسباب، في سبتمبر/ايلول الماضي لعدة أيام .

غير أنّ حركة التدوين في مصر تتضمن أيضا بعضا من أفضل ما يوجد، ليس في الدول العربية فحسب وإنّما أيضا في العالم، بالنظر لفرادة اللهجة المصرية الثرية بالتعبيرات المختلفة.

ومن ضمن المدونات المعروفة "أكيد أنت في مصر" http://akeedinegypt.blogspot.com/ التي سبق أن احتجز صاحبها " أحمد عبد القوي" لفترة من قبل قوات الأمن، وكذلك مدونة الزوجين "علاء ومنال" الذي حصل على جائزة "مراسلون بلا حدود" http://www.manalaa.net .

على أنّ أبرز مدونة مصرية من دون شكّ هي http://misrdigital.blogspot.com/ التي يديرها صاحبها "وائل عباس"، إضافة إلى مدونات شخصية أخرى له، منها http://waelabbas.blogspirit.com، التي ألغى موقع YouTube في الآونة الأخيرة حسابه، وحذا حذوه موقع Yahoo.

وتحدّ ظاهرة عدم انتشار الانترنت في مصر، غير أنّ فوز وائل عباس، 33 عاما، بجائزة المركز الدولي للصحفيين في واشنطن يفتح أبواب الأمل أمام مزيد من فتح الأبواب.

دول المغرب العربي: المغرب الأفضل ووفاة مدون في تونس

يعدّ التدوين في المملكة المغربية الأكثر حيوية بالدول العربية، وهو ما أدّى بالمدونين والمختصين هناك إلى إطلاق تعبير خاص به هو "بلوغوما"Blogoma (بلوغ وما، من ماروك، التسمية الفرنسية للمغرب) ويضم نحو 30 ألف مدونة.

ووجد المغاربة في التدوين ملجأ من الرقابة عندما تتمّ مناقشة الممنوعات والمواضيع الحساسة، مثل النظام الملكي والإسلام والصحراء الغربية.

ومن أشهر المدونات المغربية www.larbi.org، الذي يديره البلوغر "العربي الهلالي" منذ عام 2004.

ويقول الهلالي إنّه يسجل 3500 زيارة لمدونته يوميا، فضلا عن وجود أكثر من 18 ألف ردّ على ما يكتبه فيها.

ورغم أنّ عدد 30 ألفا من ضمن أربعة ملايين مستخدم للإنترنت يعدّ ضئيلا، إلا أنّه مع ذلك لا وجه للمقارنة بين واقع الأمر في المملكة المغربية وجيرانها، ولاسيما الجزائر، التي لا تضمّ مظلة المدونات فيها www.DZblog.com سوى أقل من ستة آلاف مدونة، علما أنه يوجد في البلاد مليونا مستخدم للأنترنت.

وقد وجهت السلطات الجزائرية للمدون الجزائري "عبدالسلام بارودي" مسؤول مدونة "بلاد تلمسان - http://bilad-13.maktoobblog.com/ " تهمة السبّ، بسبب انتقاده لمسؤول جزائري، في موضوع قام بنشره في شهر فبراير/شباط 2007.

وفي تونس، لا يوجد سوى نحو 1000 مدونة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار حكم السكان الذي يناهز 10 ملايين.

كما أنّ تونس تضمّ عددا من ألمع المدونين، ينشط بعضهم من خارجها، واشهرهم سامي بن غربية، ومدونته التي يطلق عليها بالعربية: "فكرة" http://www.kitab.nl/.

على أنّ من يصحّ عليه لقب عميد المدونين التونسيين، هو من دون شكّ زهير اليحياوي، الذي توفي عن عمر 36 عاما قبل عامين، بعد أسابيع من خروجه من السجن، إذ أتهمته السلطات التونسية بنشر أخبار كاذبة على مدونته التي تحولت إلى منتدى نقاش للشأن العام في تونس، وأثّرت في النقاش السياسي والاجتماعي في البلاد بنهاية القرن الماضي وبداية الحالي.

ويوجد الآن على صفحة المدونة المنتدى www.TuneZine.com ، "تونس الزين (الرئيس التونسي زين العابدين بن علي)، كلمة "نهاية"، في إشارة إلى نهاية المدونة برحيل صاحبها وتفرّق زملائه من بعده، ومن ضمنهم الشهير المجهول "عمر الخيام" و"لومومبا" و"يوغرطة."

ويقول المدون التونسي مختار اليحياوي، وهو قاض، قيل إنه " تمّت إقالته بعد أن توجه برسالة إلى الرئيس زين العابدين بن علي يطلب فيها إجراء بعض الإصلاحات في ميدان القضاء"، وهو خال المدون الراحل زهير، إنّ ما كان يعوز هؤلاء هو التنظّم.

وأضاف في تصريحاته لCNN بالعربية: "عندما تمّ سجن زهير نشرنا نداءات تلفت النظر إلى وضعه الصحي، حيث أنّه قام بسبعة إضرابات للجوع، رغم بنيته الجسدية الغضّة، التي لم ترق إلى مستوى ضخامة عزمه وصلابة رأيه."

وتعرّض زهير اليحياوي في سجنه إلى ثلاث أزمات قلبية، وهو ما أدى بالسلطات التونسية، بضغط من حكومات غربية، أبرزها باريس، إلى إطلاقه قبل عام من إتمام المدة المحكوم عليه بها.

وتحاكي مدونته حالة زهير بعد رحيله، حيث أنّها صامتة صمت القبور، باستثناء ما تركه مدونها من معلومات، وروابط وكتابات تعدّ من أجمل وألذع ما كتب في تاريخ الصحافة التونسية، بأسلوب مشوّق وهزلي وساخر، ببصمة اللهجة التونسية.

ويواصل خال زهير، مختار اليحياوي، مسيرة ابن شقيقته بمدونة يقول إنّها تستقطب يوميا 1000 قارئ مميّز، وهو "ما يعدّ أكثر مما تستقطبه مواقع جميع أحزاب المعارضة" وفقا لليحياوي.

ويضيف "سيكون من السخرية أن تواجه الحكومات، وخاصة التونسية ثورة المدونات.. لقد سار القطار ولن يتوقف.. وبدلا من القمع يتعين النظر في الأسباب، وتوفير أسباب المواطنة التي لا تستقيم بدون وجود لحرية الرأي."

ويختتم حديثه بالقول:" عندما تغلق أبواب السياسة، يصبح كلّ شيء سياسة."

ويذكر أنه لابد أن يكون في العديد من الدول العربية مدونات مماثلة تحمل تجارب مميزة، ولكن كان من الصعب علينا تحديد عناوينها في بعض الدول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.